الشأن العربي

الإثنين - 21 يناير 2019 - الساعة 09:45 ص بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/البيان


أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة، أمس، دعمها جهود تحقيق التكامل العربي، فيما طالبت الدول العربية في ختام القمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة ببيروت، المجتمع الدولي بمضاعفة الجهود لتأمين عودة اللاجئين إلى بلدانهم وتخفيف العبء عن الدول المضيفة.

شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة في المؤتمر بوفد رفيع المستوى، يترأسه معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد.

وضم الوفد محمد شرف الهاشمي، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الاقتصادية والتجارية، والمهندس محمد أحمد بن عبد العزيز الشحي، وكيل وزارة الاقتصاد للشؤون الاقتصادية، والمهندس جمعة مبارك الجنيبي، سفير الدولة في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، والدكتور حمد سعيد الشامسي، سفير الدولة لدى الجمهورية اللبنانية، ومحمد صالح شلواح، مستشار وزير الاقتصاد، وجمعة محمد الكيت، الوكيل المساعد لقطاع التجارة الخارجية بوزارة الاقتصاد، وناصر إسماعيل، وكيل وزارة تنمية المجتمع بالإنابة.

كلمة الدولة

وألقى معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد، كلمة دولة الإمارات خلال المؤتمر، حيث أكد فيها حرص القيادة الرشيدة للدولة على دعم جهود العمل العربي المشترك من أجل تعزيز التكامل العربي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وتمكين الدول العربية من مواجهة التحديات التنموية والاستفادة من الإمكانات والفرص الواسعة التي تمتلكها في مختلف المجالات الحيوية بما يدفع مسيرة التنمية العربية المستدامة قدماً.

وأضاف معاليه أن القمة توفر منصة مثالية لمناقشة المشاريع والقضايا الاقتصادية والاجتماعية التي تهم الدول العربية، ووضع خريطة طريق للتعاون بين المؤسسات والجهات المعنية للخروج بحلول وآليات جديدة وفعالة تعزز قدرة العالم العربي على الانتقال نحو مرحلة جديدة من النمو، والعمل لصناعة مستقبل أفضل للأجيال العربية المقبلة، مؤكداً حرص الإمارات على دعم قرارات القمة ومواصلة العمل يداً بيد مع الدول العربية الشقيقة لتنفيذ المشاريع والبرامج التنموية المنبثقة عنها.

قضايا مهمة

وأوضح المنصوري أن التعاون العربي - العربي من شأنه أن يحقق إنجازات تنموية مهمة تعود بالازدهار على الدول والشعوب العربية، مؤكداً التزام الإمارات بدعم المساعي العربية المبذولة في هذا الإطار وحرصها على مشاركة إمكاناتها وخبراتها وتجربتها التنموية الرائدة مع البلدان العربية الشقيقة.

وأضاف معاليه أن الإمارات حرصت، خلال اجتماعات القمة، على تأكيد دعمها بصورة خاصة للجهود العربية المبذولة، لوضع رؤية عربية مشتركة لتطوير الاقتصاد الرقمي، والاستفادة من تطبيقاته المتنوعة والإمكانات والفرص الواسعة التي يتيحها، والاستعداد للمتطلبات والتحديات التي يطرحها.

وبالإضافة إلى "إعلان بيروت" الختامي، خص المسؤولون العرب أزمة اللاجئين ببيان. ودعا المجتمعون في البيان المجتمع الدولي لـ"مضاعفة الجهود الجماعية لتعزيز الظروف المؤاتية لعودة النازحين واللاجئين الى اوطانهم"، كما لـ"تقديم المساعدات للنازحين واللاجئين في أوطانهم تحفيزاً لهم على العودة".

وناشد المجتمعون "الدول المانحة الاضطلاع بدورها في تحمل أعباء ازمة النزوح واللجوء (...) والعمل على تقديم التمويل المنشود للدول المضيفة لتلبية حاجات النازحين واللاجئين ودعم البنى التحتية".

واعتبر وزير الخارجية البناني جبران باسيل، في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط، البيان المخصص لملف النازحين "انتصاراً للبنان".

تقليص الفقر

وبالإضافة إلى قضية اللاجئين، أقر المسؤولون العرب في "إعلان بيروت" سلسلة قرارات بينها متابعة تطورات إقامة منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى ومتطلبات الاتحاد الجمركي العربي، وهما قضيتان جرى بحثهما في دورات سابقة من دون أن ينفذا على الأرض.

وأكد القادة العرب ضرورة تبني سياسات لبناء القدرات اللازمة للاستفادة من إمكانات الاقتصاد الرقمي، واعتماد استراتيجية لحماية الأطفال في مناطق اللجوء والنزوح، وتعزيز الجهود الرامية لخفض مؤشر الفقر بنسبة 50 في المئة بحلول العام 2030.

وكان وزير خارجية الكويت صباح خالد الحمد الصباح أعلن عن مبادرة أمير الكويت لإنشاء صندوق للاستثمار في مجال التكنولوجيا والاقتصاد برأس مال قيمته 200 مليون دولار، بمشاركة القطاع الخاص، على أن تسهم الكويت بمبلغ 50 مليون دولار من هذا الصندوق. وأعرب عن الحرص على أن يكون التعاون التنموي والاقتصادي في أولوية اهتمامات الكويت. ولفت إلى أن «دولنا تواجه تحديات ومخاطر كبيرة في ظل تراجع العمل العربي المشترك».

عودة اللاجئين

وحث الرئيس اللبناني ميشال عون القوى العالمية على بذل كل الجهود الممكنة من أجل عودة اللاجئين السوريين لوطنهم، «من دون أن يتم ربط ذلك بالحل السياسي». وقال إن لبنان يقترح حلولاً من أجل «عودة آمنة» للاجئين، وعلى تقديم حوافز العودة.

وقال إن «الاحتلال الإسرائيلي يضرب الهوية الفلسطينية، ويحاول الإطاحة بالقرار 194 وحق العودة، أضف إلى ذلك تهديداته وضغوطه المتواصلة على لبنان، والخروق الدائمة للقرار 1701، وللسيادة اللبنانية، براً وبحراً وجواً».

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قال، في كلمة له خلال جلسة العمل الثانية، إن بلاده حريصة على دعم كل جهة عربي في مجال الكهرباء.

القضية الفلسطينية

ودعا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إلى الإسراع في إيجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية يرتكز على القرارات الدولية والمبادرة العربية للسلام. وقال إن «حظوظ أي تكتل اقتصادي بالنجاح تظل في الدرجة الأولى رهينة لتوافر الأمن والاستقرار في حيزه الجغرافي».

وقال رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز: «نأمل إيجاد الأطر الكفيلة لزيادة التعاون بين القطاع الخاص في بلادنا ففي تعاوننا وتعاضدنا الخير لشعوبنا». ورأى أن «العمل العربي المشترك الفاعل لم يعد مشاعر جياشة فحسب، بل بات حاجة ملحّة».

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله إن «القضية الفلسطينية تمرّ بمرحلة صعبة من جراء القرارات الأمريكية الأخيرة والتصعيد الإسرائيلي».

وكان رئيس القمة العربية الثالثة رئيس الوفد السعودي وزير المالية محمد بن عبد الله الجدعان ألقى كلمة في بداية القمة، أكّد فيها «ضرورة تعزيز التجارة العربية البينية والعمل على تعزيز دور القطاع الخاص العربي، وتبنّي مبادرة التكامل بين السياحة والتراث الحضاري والثقافي».

ولفت إلى أنّ السعودية ستطرح دورية انعقاد القمة، بسبب التطورات في المجالات التنموية والاقتصادية السريعة، لذا ستعيد السعودية طرح دمج هذه القمة في القمة العادية للجامعة العربية، نظراً إلى أهمية الاقتصاد والتنمية.

اليمن أولوية

دعا وزير الصناعة والتجارة اليمني محمد الميتمي في كلمته بالقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية إلى «وضع اليمن على رأس أولويات هذه القمة لتكون حصناً منيعاً في وجه الطامعين وإعادة الإعمار والتعافي في موضوع السلام والاستقرار.

والحكومة وضعت خطة لإعادة الإعمار بدعم من أشقاء اليمن، ونحن عازمون على إنهاء معاناة شعبنا بكافة الطرق والوسائل المشروعة سلمياً». وأشار إلى أنه «لولا التحالف العربي بقيادة السعودية لكانت الكارثة في اليمن بلغت حداً لا سابقة له، ووضع اليمن في فلك المطامع الفارسية».

نصف اللاجئين

كشف الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن أن العالم العربي يؤوي نحو نصف لاجئي ومشردي العالم. وقال: «يكفي أن نعرف أن نحو أربعة مليون طفل سوري قد تركوا مدارسهم بسبب الحرب الدائرة هناك منذ سبع سنوات، يكفي كذلك أن نتابع الأزمات الإنسانية الخطرة في كل من الصومال واليمن، دون أن يغيب عن أذهاننا أبداً الواقع المأسوي الذي يُكابده يومياً أهلنا في فلسطين، بسبب ما يفرضه الاحتلال الإسرائيلي من إغلاق وحصار وممارسات مُجحفة».

جذب الاستثمارات

شدد وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم في كلمة له خلال جلسة العمل الثانية للقمة العربية التنموية المنعقدة في بيروت، أمس، أن «سياسة العراق اليوم تقوم على مدّ يد التعاون وجذب الاستثمارات الأجنبية، فقد آن لشعوبها أن تعيش بخيراتها». وأوضح أن «العراق اليوم أصبح نقطة التقاء لا افتراق، وأبوابه مُشرَعة للتعاون، والتكامل العربي بجميع صوره، وسيلعب دوراً محورياً في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة».

الفجوة الغذائية

أكد النائب الأول للرئيس السوداني بكري حسن صالح «استعداد السودان وقدرته على سد الفجوة الغذائية في العالم العربي»، مؤكداً «التزام السودان بجميع الاتفاقيات العربية الاستثمارية التي تمت المصادقة عليها، وسعيه المستمر لتهيئة المناخ للاستثمار الزراعي العربي من خلال الإصلاحات الاقتصادية والتشريعية». واعتبر أن «التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المنطقة تحتم علينا المضيّ بوتيرة أسرع نحو تحقيق منطقة التجارة العربية الحرة».