الشأن الدولي

السبت - 23 مارس 2019 - الساعة 11:33 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/ متابعات

شارك مئات الآلاف من البريطانيين المعارضين لانسحاب بلادهم من الاتحاد الأوروبي، في مسيرة بوسط لندن، السبت، للمطالبة باستفتاء جديد على الانفصال، في أزمة متصاعدة باتت تهدد بقاء رئيسة الوزراء تيريزا ماي في السلطة.

وبعد ثلاث سنوات من الجدل الشديد، لا يزال الغموض يكتنف كيفية وتوقيت الخروج من التكتل أو إن كان ذلك سيتم في الأصل، مع محاولة ماي التوصل لسبيل للخروج من أصعب أزمة سياسية في البلاد منذ نحو 30 عاما.

وانطلق المحتجون من وسط لندن، ورفع البعض منهم لافتات تقول "أفضل اتفاق هو عدم الخروج" و"نحن نطالب بتصويت للشعب"، في مظاهرة قال منظموها إنها اجتذبت أكثر من مليون شخص وإنها أكبر احتجاج ضد الانفصال حتى اليوم.

وقال غاريث راي (59 عاما) الذي جاء من بريستول للمشاركة في المظاهرة، في تصريح لـ"رويترز": "كنت سأشعر بإحساس مختلف لو كانت عملية منظمة جيدا واتخذت الحكومة قرارات راشدة. لكنها فوضى تامة".

وأضاف: "البلاد ستنقسم بصرف النظر عما سيحدث ومن السيء أن تنقسم على كذبة".

وفي ظل الانقسام بين الشعب وبين السياسيين، فإن أغلب البريطانيين يرون قرار الخروج من الاتحاد أهم قرار استراتيجي تواجهه المملكة المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال منظمو المسيرة إن أكثر من مليون شخص انضموا للاحتجاج ليتجاوز عدد حشد مشابه نظم في أكتوبر، قال مؤيدوه إن نحو 700 ألف شخص انضموا إليه.

ولم يتسن التحقق من الرقم بشكل مستقل، لكن صحفيا لـ"رويترز" قال إن المسيرة كانت ضخمة لدرجة تحويل وجهة بعض الحشود بعيدا عن المسار الرئيسي.

وأحجمت الشرطة عن تقديم تقديرات بشأن عدد المحتجين.

ورقم المليون متظاهر سيجعل الاحتجاج ثاني أكبر مظاهرة من نوعها في لندن بعد مسيرة ضد حرب العراق في فبراير 2003، قال منظموها إنها شهدت مشاركة نحو مليوني شخص.

وجمعت عريضة تطالب بإلغاء عملية الانسحاب من الاتحاد الأوروبي نهائيا 4.39 مليون توقيع في 3 أيام فقط، بعدما وجهت ماي كلمة للبريطانيين، قالت فيها: "إنني أقف إلى جانبكم" بشأن الخروج من الاتحاد وحثت أعضاء البرلمان على دعم اتفاقها.

لكن المحتجين يرفضون إعلان ماي بأنها تقف إلى جانب الشعب، وقالت إحدى اللافتات "أنت لا تتحدثين باسمنا".

وفي استفتاء 23 يونيو 2016، أيد الانفصال 17.4 مليون ناخب (52 بالمئة) مقابل 16.1 مليون أو 48 بالمئة فضلوا البقاء في التكتل الأوروبي.

ومنذ ذلك الحين، يبحث مؤيدو البقاء عن سبل لتنظيم استفتاء آخر.

وأظهرت بعض استطلاعات الرأي تحولا طفيفا باتجاه تأييد البقاء في الاتحاد، لكن لم تظهر بعد أدلة قوية عن تغير حاسم.

واستبعدت ماي مرارا إجراء استفتاء آخر، قائلة إنه سيعمق الانقسامات وسيقوض الديمقراطية.

ويقول مؤيدو الانفصال إن استفتاء آخر سيفجر أزمة دستورية كبرى.