الشأن العربي

الأربعاء - 17 يوليه 2019 - الساعة 10:05 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/متابعات


جاء اختيار دبي عاصمة الإعلام العربي اختياراً موفقاً لما تملكه دبي من إمكانيات جعلتها قبلة للكثير من وسائل الإعلام ووكالات الأنباء حول العالم، فدبي نجحت في احتضان ما يزيد على 4000 مؤسسة إعلامية تمارس مختلف الأنشطة الإعلامية، كذلك يمم الكثير من رجال الإعلام العربي والعالمي وجوههم نحو دبي التي منحتهم كافة الفرص والامكانيات لإبراز قدراتهم المهنية بفضل ما تتمتع به من خدمات قلما توجد في مكان آخر

وتعتبر مدينة دبي للإعلام التي أسسها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في عام 2001 مركزاً مهماً للإعلام في الشرق الأوسط والعالم وهي مخصصة للعمل الإعلامي بكافة صوره وأشكال

ويعكس التوجه نحو الإعلام في بدايات هذا القرن، رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الاستشرافية، التي التفتت نحو الإعلام، وكان لها أساس قوي، فسموه، منذ البداية، كان يدرك أن إحداث تحول حقيقي في المنطقة يتطلب تغييراً في الوعي على المستويين المحلي والعربي، ويقتضي من جانب آخر تغيير الانطباع العالمي عن المنطقة.

واستطاعت مدينة دبي للإعلام أن تجعل دبي مركزاً مهماً للإعلام في الشرق الأوسط حيث تحتضن مقرات كبريات الشركات الإعلامية والإعلانية العربية والعالمية

وأهم ما جذب هذه الشركات إلى مدينة دبي للإعلام مرونة الاجراءات ووفرة الخدمات المناسبة وكون مدينة دبي نفسها تقدم الكثير من الخدمات المتميزة في مجال السفر والشحن والاتصال والسياحة والمزيج المتنوع من السكان من مختلف جنسيات العالم.

واحتضنت دبي القيادات الإعلامية العربية الشابة من خلال برنامج يهدف للارتقاء بخبرات المواهب الإعلامية الشابة والمؤثرين، وصقل مهاراتهم للمساهمة في تأسيس منظومة إعلامية متكاملة وإيجابية، تضمن استمرارية تطور القطاع.

ويقدم برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة برامج تدريبية، وورش عمل، ودورات متخصصة في الإعلام التقليدي والرقمي، هدفها صقل مهارات الإعلاميين الشباب العرب، والمساهمة في تطوير مواهبهم، ضمن موضوعات مختلفة، منها احتراف الإعلام الجديد، وأساسيات الصحافة وعلومها، وفنون الإنتاج، ومهارات تطوير المحتوى، ومهارات النقد والتحليل، ومهارات الخطابة والمناظرة، وتطوير المحتوى المرئي.

وجاء إطلاق نادي دبي للصحافة عام 1999 كمنصة حيوية أتاحت للصحافيين والعاملين في المجال الإعلامي فرصة للنقاش والحوار والتباحث في أهم القضايا ذات الصلة بالحياة اليومية على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وحدد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أهداف نادي دبي للصحافة بقوله "إننا نتطلع إلى توطيد أركان صحافة تؤدي دورها وتقوم بمسؤولياتها على أحسن وجه ولا يتحقق ذلك إلا بجهود صحافيين يجمعون بين العلم والنزاهة والموضوعية ويتمتعون بالموهبة وتسكنهم القناعة بأنهم أصحاب رسالة سامية الأهداف، نبيلة المقاصد".

ويقوم نادي دبي للصحافة بدور محوري في دعم وتطوير قطاع صناعة الإعلام على الصعيد الإقليمي من خلال إطلاق مبادرات متفردة مثل منتدى الإعلام العربي، وجائزة الصحافة العربية، وتقرير نظرة على الإعلام العربي.

ونجح النادي في تكريس مكانة بارزة له كواحد من أنشط نوادي الصحافة في العالم من خلال إتاحة الفرصة أمام أعضائه للاستفادة من خدمات غير مسبوقة وموارد متنوعة وإمكانية الوصول إلى شبكة عالمية من الخبراء الإعلاميين ووسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية.

ويساهم النادي بشكل فعال في تنظيم واستضافة ورش عمل وندوات تركز على قضايا جوهرية تؤثر على الأوضاع السياسية والاجتماعية على المستويين الإقليمي والدولي.

ويستضيف النادي بشكل دوري نخبة من المتحدثين وكبار الشخصيات للتواصل مع ممثلي وسائل الإعلام المحلية والإقليمية، بالإضافة إلى الصحافيين الزائرين.

ويساهم نادي دبي للصحافة، كونه عضواً مؤسساً في اتحاد نوادي الصحافة العالمية، في تأسيس منتدى حيوي لتبادل المعلومات والأفكار مع أعضاء نوادي الصحافة حول العالم.

وفي نوفمبر 1999 وبمبادرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أنشئت جائزة الصحافة العربية، وتهدف الجائزة إلى المساهمة في تقدم الصحافة العربية، وتعزيز مسيرتها وتشجيع الصحافيين العرب على الإبداع من خلال تكريم المتفوقين والمتميزين منهم.

وتبلورت فكرة جائزة الصحافة العربية من أجل تعزيز الدور البناء الذي تلعبه الصحافة في خدمة قضايا المجتمع، وعرفاناً بإسهامات الصحافيين في إيصال الصوت العربي إلى العالم. وقد جاءت الجائزة لتكريم هؤلاء الصحافيين وتعريف المواطن العربي بأعمالهم وإبداعاتهم المهنية.

وعهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى نادي دبي للصحافة بمهمة تأسيس الجائزة ووضع نظم العمل الكفيلة بضمان نزاهتها وموضوعيتها وشموليتها العربية وقد وضع نادي دبي للصحافة مشروع نظام الجائزة الأساسي الذي أسند إلى مجلس مستقل مسؤولية إدارة الجائزة.

ولتأكيد شمولية الجائزة للساحة العربية منذ انطلاقتها، حرص النادي على إشراك اتحاد الصحافيين العرب في مجلس الجائزة، وإشراك شخصيات إعلامية عربية تتمتع بالخبرة والكفاءة والسمعة الطيبة، ويتولى رئاسة مجلس إدارة الجائزة أحد أبرز الشخصيات الإعلامية والمؤثرة في صنع القرار على أن يضم مجلس الإدارة نخبة من الاعلاميين والاكاديميين والمثقفين وذوي الاختصاص العرب، في حين تتولي الإدارة التنفيذية للجائزة أمانة عامة مقرها نادي دبي للصحافة.

وشهدت جائزة الصحافة ومازالت العديد من وقفات المراجعة والتطوير والتقييم تماشيا مع تطور مهنة الصحافة ومن أجل أن تبقى مواكبة لها.

وتمنح الجائزة في 13 فئة هي فئات: الصحافة الاستقصائية والصحافة الاقتصادية والصحافة العربية للشباب والرسم الكاريكاتيري والصحافة الثقافية وأفضل صورة صحافية والصحافة الرياضية والحوار الصحافي والصحافة السياسية والعامود الصحافي والصحافة الذكية والصحافة الإنسانية وشخصية العام الإعلامية.

وكان انطلاق منتدى الإعلام العربي للمرة الأولى عام 2001 أحد أبرز مشاريع النادي، واستقطب في دوراته المتعاقبة أبرز خبراء الإعلام من مختلف أنحاء المنطقة والعالم، وشكل المنتدى قاعدة حوارية دورية للإعلاميين العرب؛ وساهم في فتح قنوات الحوار بين الإعلاميين العرب ونظرائهم حول العالم، حيث يستقبل في كل عام نخبة من رؤساء التحرير ومديري المحطات التلفزيونية والإذاعية وكتاب الأعمدة والأكاديميين والمحللين والمعلّقين وكبار المسؤولين الحكوميين والأساتذة والأكاديميين وطلبة الإعلام والمدونين.

وبات المنتدى بما اكتسبه من مكانة مرموقة عنواناً جامعاً لأبرز قضايا الإعلام العربي، واحتضنته دبي بكافة مقوماتها المحفزة على الإبداع والابتكار، والمنفتحة على العالم وثقافته بأريحية وثقة راسخة بالنفس.

وتدرج المنتدى منذ إطلاقه وطور في شكل وأسلوب طرحه ليواكب التطور المتسارع في الإعلام ولينتقل بخطى ثابتة من نطاقه المحلي والإقليمي نحو جمهور الإعلام الدولي بما فيه من خبرات وكفاءات عربية في المهجر، وصحافيين أجانب وصناع القرار السياسي والاقتصادي وأصحاب الفكر، ولم يقف عند ذلك الحد بل فتح المجال لانضمام الأكاديميين والباحثين ضمن حوار دوري احترافي متخصص مع القائمين على المؤسسات الإعلامية.

كذلك انطلقت في عام 2015، قمة "رواد التواصل الاجتماعي العرب"، برعاية وتوجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وكانت القمة بمثابة الحدث الأول والأكبر من نوعه في المنطقة للمؤثرين العرب على وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى ممثلين من كبرى شركات التواصل الاجتماعي في العالم.

وتطرح القمة في كل دورة مجموعة من الأفكار الجديدة والمبتكرة والتي تهدف إلى توظيف منصات التواصل الاجتماعي والمؤثرين في خدمة المجتمعات العربية.. وتقدم القمة أيضًا "جائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب" لتكريم المبدعين العرب في مختلف المجالات التي تضيف قيمة حقيقية للمجتمع العربي، وتحمل رسالة هادفة وذات معنى وقيمة لجمهورها.

ولضمان ترسيخ مكانة دبي عاصمة للإعلام الإقليمي تم تأسيس مجلس دبي لمستقبل الإعلام، ورسالته الأساسية، تنصب على ترسيخ مكانة دبي عاصمةً للإعلام في المنطقة، وتعزيز موقعها كمركز إعلامي رائد عالمياً.

ويعمل المجلس على رسم ملامح مستقبل مسيرة العمل الإعلامي في دبي، وتعزيز قدراتها، وإمدادها بكافة المقومات التي تعينها على القيام بدور مؤثر، يدعم توجهات التنمية الشاملة، ويؤكد قدرة دبي على تقديم نموذج إعلامي يقوم على الاهتمام بالمحتوى ومجاراة العصر، وتوظيف أدواته في تأكيد وصول الرسالة الإعلامية على النحو المأمول من الكمال والدقة.

ويركز مجلس دبي لمستقبل الإعلام، على تقديم أفكار مبتكرة تسهم في تطوير منظومة العمل الإعلامي في دبي، بناء على ما تم تحقيقه من إنجازات في هذا المجال، مع الانتباه إلى مجموعة من العناصر المهمة، في مقدمها الاهتمام بالكادر البشري، واستحداث الأفكار التي من شأنها جذب المهارات والكفاءات الإماراتية الشابة إلى قطاع الإعلام، وتوسيع دائرة مشاركة الكادر الوطني في مختلف قطاعات الإعلام، والعمل على إيجاد مسارات جديدة، يمكن من خلالها توظيف التكنولوجيا المتطورة، وما يتبعها من تطبيقات ومنصات متنوعة في دعم الرسالة الإعلامية لدبي، وتأكيد انتشارها على أوسع نطاق ممكن، وبما يتوافق مع أهداف التنمية، ويعزز النهوض بالطاقات الإيجابية للمجتمع، وترسيخ مشاركة أفراده في جهود بناء المستقبل.

ويعكس تأسيس المجلس، مدى اهتمام القيادة الرشيدة بهذا القطاع الحيوي، والحرص على النهوض بقدراته، بفكر متطور، يعتمد على إعمال عنصر الإبداع، وتشجيع الأفكار الجديدة، والتفكير في كيفية الاستفادة من معطيات العصر، التي يمكن الانتفاع بها في ضمان الريادة لدبي في مجال التطوير الإعلامي، عبر تبني الأدوات والحلول التي تمكننا من توسيع دائرة الإسهام الإيجابي للإعلام في المجتمع، تماشياً مع رؤية التطوير الشامل لكافة قطاعات الإمارة، وبما يتناسب مع المكانة الرفيعة لدولة الإمارات، التي تحولت إلى نموذج يحتذى في التطوير، الهادف لتحقيق سعادة الناس وخدمة مصالحهم».