الاخبار الرياضية

الجمعة - 19 يوليه 2019 - الساعة 11:21 ص بتوقيت اليمن ،،،

( المرصد) خاص



بقلم../ طلال العولقي

واخيرآ..وصل قطار (كان مصر2019) محطته الاخيرة والمثيرة..!
اخيرآ..حان موعد لقاء القمة الحزائر والسنغال في (كلاكيت)ثاني مره بالبطولة..!
صعقت الجزائر الجميع..جعل محاربوا الصحراء من ارض ومهد الفراعنة(مصر)مسرحآ نثر فيه كل جواهره الثمينة والنفيسة حتى الوصول الى خط النهاية..!
باقي على الحلو (تكه)..باقي على الذهب جولة..باقي على معانقة التاريخ قمة تتكرر للمرة الثانية في ادوار هذا الكان..!
ودعتنا المغرب بعد ان بنينا على صوت زئير اسوده صرح من خيال فهوى..!
غادرتنا مصر صاحبة الارض بمستوى هزيل لم يفده الارض والجمهور..!
صفقنا لموريتانيا وهي تحاول بكل ما تملك من جعل الظهور الافريقي الاول لها ذي قيمة لاتنتسى فخانتها الدروب مبكرآ بانجاز تعادلين للتاريخ..!
لم تكمل نسور قرطاج طيرانها..تونس رغم انها كانت تتلوى على عشب الكان الا انها واصلت المسيرة صوب مربع الذهب واضاعت فرصة جعل النهائي عربيآ خالصآ..وبمرتبة رابعة كانت تنهي البطولة..!
وحدهم محاربوا الصحراء قاوموا كل عوامل التعرية الافريقية الصعبة لتمثيل العرب في كان عربيآ التنظيم .!
الجزائر حملت آمال وطموحات العرب لجعل اللقب الافريقي يتكلم عربيآ بموازاة البلد المستضيف مصر الارض بتتكلم عربي..!
منذو الظهور الاول للمحاربين كانت رسالة شديدة اللهجة ترسل عبر بورصات التوقعات تشير الى ان الجزائر في هذا الكان غير..!
الجزائر في هذه البطولة لون وطعم آخر..لون من يرتدي رداء البطل..وبطعم الشهد للتتويج اخيرآ باللقب الافريقي الثاني لها في تاريخها..!
رجال المدرب جمال بلماضي..للماضي الجميل اعادونا..ماضي البطل قبل29عامآ..ماضي رفاق رابح ماجير وهو يرفع كاس اللقب..ماضي المدرب الراحل كرمالي الذي خلد اسمه في سجلات الابطال..!
جمال الماضي عاد على يد جيل رياض محرز وبمدرب له من الماضي الجميل نصيب من اسمه..!

*كتيبة جمال بلماضي..!*

الشعور بالخوف قبل انطلاق الكان وعدم الاطمئنان على الخضر في التحضير للبطولة جعل الجميع يذهب الى كان مصر وهم يتساءلون..لماذا تنجح الجزائر في مقارعة كبار كرة القدم في العالم وتفشل دائمآ في البطولات الاوروبيه..؟
واعترف رغم ادراكي للقدرات التي يمتلكها الخضر فنيا وبدنيآ الا انني اصبت بالاستغراب وانا الاحظ تمسك جمال بلماضي بثنائي الحرس القديم الحارس رايس امبولحي والقيدوم عدلان قديوره وقلت في نفسي لماذا يصر بلماضي على المخاطرة بهذين العتيقين..ولكن ما ان بدأت كرة الكان بالدوران حتى رفعت قبعة الاحترام للمدرب بلماضي لانه نجح في استخراج العملاقين الكامنين في جسدي هذا الثنائي فكان امبولحي كفهد في عز شبابه وهو يقضي على كل محاولات الخصوم للنيل من شباكه..
وما اصابني بالذهول هو ماقدمة القيدوم عدلان قديوره..شاهدت هذا العجوز يلعب بثلاث وربما اربع رئات..تجده في كل زوايا الملعب..يحرث الملعب طولآ وعرضآ دون تعب..!
قديوره كان مثل عمود الخيمة الذي يحافظ على توازنها من السقوط..قديوره اثبت ان العمر ليس مقياس لنحكم باحكام مسبقة بالفشل والنجاح..عدلان كان مثل الميزان..المدافع الاخير والمهاجم الاول..!
ما فعله جمال بلماضي بهذه الكتيبه انه اشبعها (بالجوع)..!!
جوع كروي محبب لكتابة سطر جديد في كتاب انجازات الكرة الجزائرية والعربيه والافريقية ايضآ..!
كم من منتخبات جزائرية قوية مرت في تاريخ الخضر..مليئة بالنجوم يمكنهاان تقف في وجه اعتى منتخبات العالم الكبيره ولكن عيبها انها لاتعرف لغة القارة السمراء فتجدهم يفشلون مرارا وتكرارآ عند الاختبار القاري وما تصفيات مونديال روسيا2018الا دليلا قاطعا على ماقلته اعلاه..!
هم ذات المنتخب الذي على عتبات التتويج الافريقي مساء الجمعة ولكنهم فشلوا رغم ذلك في التاهل للمونديال الروسي لمواصلة التالق المبهر في مونديال البرازيل قبلها..!
فشل المحاربون في حرب التصفيات ولكنهم وجدوا جمال بلماضي الرجل المناسب في الحرب المناسبة فجاء ليعوض المدرب رابح ماجير الذي كان قد وعد بتحقيق اللقب الافريقي الثاني له كمدرب بعد قيادته الخضر للقب الاول لاعبآ ولكن الفشل كان حليفه قبل الوصول الى غمار الكان بعشرة اشهر..
10اشهر زرع فيها جمال بلماضي حديقته الخاصة بزهور بلا اشواك..!
زهور تلتف حول الغصن الاهم في شاكلة المنتخب النجم رياض محرز. !
التوليفة التي وضع لمساتها جمال بلماضي وزاوج فيها بين الخبرة والشباب اخرجت لنا هذه (العصارة)اللذيذة..!
ولان كثرة النجوم في اغلب الاحيان عندنا كعرب تكون (نقمة)لا(نعمة) عرف بلماضي كيف يجعل الحماس نارآ تشتعل في سبيل المنتخب الواحد وليس النجم الواحد.!
امام الحارس الكبير بوملحي وضع بلماضي ثقته في لاعب الشباب السعودي جمال بلعمري..هذا الجمال كان مثل الراداد..يكتشف الخطر قبل وقوعه ويعطل برمجة الهجمات بثقة لاعب كانه محترف في اعتى الفرق العالمية..
بلعمري وجد في توأمه القوي عيسى ماندي ما يكمل هذه المنظومة الدفاعية الرائعة..
ولعل ماتركه غياب القادم للنجومية العالمية لاعب الرواق الايمن يوسف عطال عن مباراة نصف النهائي من فراغ والذي سيستمر في النهائي الاصابة قد عطل دوران ماكينة هجومية رائعة في الجهة اليمنى..
عطال باصابته تعطلت الجهة اليمنى وبديله مهدي زفان لايستطيع ان يعوض هذا الغياب على الاقل في الجانب الهجومي الذي كان يتقن مزاوجته بالادوار الدفاعية مما يجعلنا نشعر وكان الخضر يلعبون على عكاز في جهة اليمين في الجانب الهجومي واستمرار المتالق في الرواق الايسر رامي بن سبعيني في توهجه دفاعيا وهجوميآ..!
خط الوسط نجح فيه بلماضي في عمل توليفة ماكان لاحد يتخيلها..
عدلان قديوره اعيد للحياة واصبح في تكتيك وتكنيك بلماضي راس المثلث المقلوب ومن امامه الثنائي الرائع اسماعيل بن ناصر المفاجأة الجزائرية المدوية وافضل لاعب في الدور الاول الى جانب لاعب الخبره سفيان فيغولي الذي قدم اجمل نسخة لفيغولي منذو سنوات ونراه يقاتل على كل كرة بكل ارجاء الملعب وهذا يحسب لبلماضي الذي استطاع ان يحول فيغولي من لاعب كسلان الى بركان نشاط لايهدأ ابدآ.. !
وناتي لثلاثي الهجوم..
رياض محرز القائد و اعصار الجهة اليمنى الذي كون مع يوسف عطال جبهة نارية لاتنطفئ قبل ان يصاب عطال وتتقلص خطورة الجهة اليمنى وان كان تواجد مهدي زفان بديل عطال قد اتاح لمحرز قلة العودة للخلف في ظل ندرة انطلاقات زفان للهجوم بعكس عطال..
وفي الجهة اليسرى النفاثة السريعة يوسف بلايلي احد نجوم البطولة ويمكنني ان اقول على تواجد راس الحربة بغداد بو نجاح كضربة معلم من بلماضي فالدبابة البشرية بونجاح الذي يدمر شباك الاندية القطرية مع السد وكذلك اسيويآ استطاع ان يلفت اليه الانظار وبات كابوس يؤرق كل الدفاعات فقوته البدنية يصاحبها مهارات فنية تجعل منه تحفة كروية لايمل مشاهدتها..وحتى عندما اضاع ركلة الجزاء الشهيرة امام ساحل العاج تمنيت ان لا يقوم بلماضي بتغييره فرغم خبرة البديل اسلام سليماني الا انه لم يسد فراغ اخراج بونجاح الذي كان يبكي طوال دقائق جلوسه على الدكة في اصعب امتحان خاضه المحاربون في ربع النهائي لم ينفض الا بركلات الحظ الترجيحية..
ويملك بلماضي ورقة رابحة من نوع(الجوكر)تتمثل في الفنان ادم وناس الذي اذهل الجميع في دقائقه القليله التي شارك فيها وما احرازه لثلاثة اهداف الا دليلا لا يقبل الشك انه قطعة غيار مهمة قد تكون لها كلمتها مساء اليوم الجمعة في النهائي المرتقب..!
كتيبة بهذا الحجم والمواصفات لاتقبل الا ان تصعد الليلة سلم ودرجات منصة التتويج باللقب الافريقي الغالي.!

*جيوها يالولاد..!*
باقي على الفرح مباراة امام خصم قوي صحيح انه خسر في الدور الاول من الجزائر بهدف بلايلي الا انه سيكون خصمآ شرسا في النهائي..!
ولعلني اشم رائحة هدف او اهداف من الدبابة البشرية بغداد بونجاح في ظل غياب افضل مدافع في افريقيا وربما في العالم نجم نابولي كوليبالي لحصوله على الانذار في نصف النهائي امام تونس الذي اتوقع ان يكون غيابه صداعا في راس مدرب السنغال ونجمها السابق الو سيسيه الذي سيعتمد على حارسه المتالق غوميز في ايقاف سيل الهجمات الجزائرية مع رفع رتم المرتدات الذي سيقودها خط الوسط بقيادة الثلاثي سافيت وندياي وكيتابالدي وارسالها للنجم ساديو ماني والعملاق نيانج..!
هي كلاكيت ثاني مرة وهي الاهم في البطولة فوز الخضر بها يعني تحقيقهم كل شيء وخسارتهم لها(لا قدر الله)في هي خسارة كل شيء ولن يتذكر العالم كل ما رسموه في هذا الكان من ابداع فالبطل هو الذي يكسب ولا غيره..!
هي مباراة ايها المحاربون..خوضوا حربكم الاخيره من اجلنا..من اجل وطن المليون شهيد..من اجل عراقة منتخب غاب عن التتويج منذو29عاما..
لتتسلقوا ايها المحاربين قمة الكان الافريقي لتلامسوا سحابة الفرح فوق قمة(تاهات) الشهيره لنتوه فرحآ وسعادة..!
حيبوها يالجنود..جيبوها يالمحاربين..جيبوا الكاس جيبوها..وللجزائر والعرب اهدوها..!
انني ارى سيناريو كان1990امامي..كانت نيجيريا هي الخصم..تجرعت الهزيمة مرتين..والان هي السنغال قد شربت من كاس الهزيمة مره وتبقى الكاس الثانية الاهم والمهمه لاكمال المهمة على اكمل وجه وترسبم حدود البطل الاحق والمستحق للتتويج بالذهب الافريقي على ارض مصر الكنانه..!

*توقع وحدس اتمنى حدوثه*

لا اخفيكم انني اشعر ان الخضر الرجال المحاربون سينجحون في الفوز على السنغال لتاكيد بطولتهم ولا ادري ما سر هذا الشعور الذي يهتف بداخلي ان الجزائر ستفوز فوزا عريضا كاني اراها برباعية مقابل هدف للسنغال..نعم بعكس ماحدث في كان 1990بالفوز اولا في الدور الاول على نيجيريا بخمسة اهداف منها ثنائيتي القائد رابح ماجير وهداف البطولة جمال مناد والفوز بصعوبة في النهائي بهدف من توقيع شريف وجاني ومن باب قلب الموازنه يبدو انني قد شطحت ورفعت من نسبة انتصار منتخب الجزائر ولما لا فهم الاحق بمعانقة اللقب فقط عليهم بالتسجيل في الشوط الاول واتوقع ان يكون لبغداد بونجاح نصيب من اسمه بالنجاح في التسجيل..والليلة في قاهرة المعز الامتحان الذي احلم واتامل ان يكرم فيه المحاربين ولا يهانوا بالخسارة..!
الجزائر..السنغال..كلاكيت ثاني مره..والذهب عنوانه هذه المره..!