الاستطلاعات والتحقيقات

الأربعاء - 13 يناير 2021 - الساعة 07:30 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/ خاص:

تقرير / محمد عقابي:
تواجه مئات الأسر اليمنية موتاً محققاً في محافظتي تعز وذمار جراء سياسات الحصار المشدد الذي تفرضه مليشيات الحوثي على قرى سكنية آهلة تخضع لسيطرتهم، ودخل الحصار على بلدة "الحيمة" بمديرية التعزية في الجهة الشمالية الشرقية لمحافظة تعز اليمنية يومه الثامن على التوالي في واحدة من أبشع جرائم الإبادة وحرب وصفت بضد الإنسانية تمارس على مرأى ومسمع العالم، وفي الضفة المقابلة تفرض المليشيات حصاراً خانقاً آخر على بلدة "المشاخرة" بمديرية الحداء الواقعة شرق محافظة ذمار.

وأكدت مصادر لوسائل الإعلام، ارتفاع حصيلة الضحايا في بلدة "الحيمة" إلى 10 مدنيين قتلى وإصابة 30 آخرين، كما تعرض أكثر من 125 مدنياً بينهم 10 أطفال على الأقل للاختطاف والاعتقال وتم استخدام الكثير منهم رهائن، أما في “المشاخرة” بذمار، ففرضت مليشيا الحوثي حصاراً مشدداً ومستمراً على البلدة بالسيطرة على منافذها الرئيسية، بواسطة عشرات الدوريات والآليات، وقامت باختطاف 7 مدنيين على الأقل، ولاقت الجريمتان موجة تنديد شعبي وحكومي وحقوقي واسع، واعتبر حصار القرى جريمة ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية.

وفضح تقريران حقوقيان اصدرا مؤخراً انتهاكات بالجملة ارتكبتها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، من بينها التمثيل بجثث الضحايا على غرار تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيان بحق أبناء القرى المحاصرة وذلك إثر رفضهم الانخراط للتجنيد والقتال بصفوفها، وحذرت منظمة مساواة للحقوق والحريات من تكرار مأساة حصار بلدة "الحيمة" في محافظة تعز بحصار مماثل على "المشاخرة" في ذمار، والتي فرضت عليها مليشيات الحوثي حصاراً جائراً ومحكم ويتعرض ابنائها حالياً لموجة من العنف والتنكيل وحملات من المداهمة والإختطاف، وقال بيان المنظمة ان مليشيات الحوثي تقصف البلدة عشوائياً وبشكل مكثف وتمنع أي محاولات لإنقاذهم من عمليات الملاحقة والبطش والتنكيل، وبحسب التقريران فقد اقدمت مليشيا الحوثي على محاصرة بلدة المشاخرة بـ 15 دورية راجلة وتطويقها بالمدرعات والآليات العسكرية وعشرات العناصر المدججة بالسلاح، وقامت ياختطاف العديد من المواطنين والتوجه بهم الى أماكن مجهولة.

ووجهت المنظمة نداءً عاجلاً لكافة المنظمات والهيئات الحقوقية والمجتمع الدولي، بالتدخل الفوري والعاجل لمنع تكرار مثل هذه المأساة الإنسانية، واتخاذ خطوات عملية جادة تجبر المليشيات على التوقف عن ارتكاب المجازر والمذابح الجماعية وحرب الأبادة بحق الأهالي العزل في القرى والمناطق اليمنية، هذا ودخل حصار مليشيا الحوثي القاسي على قرى الحيمة شرق تعز يومه الثامن على التوالي، وبحسب شهود عيان يستخدم الحوثيون عدداً ضخماً من الآليات المدججة في إطباق الحصار وتضييق الخناق على أهالي البلدة وقصفها بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، فيما يقاوم بعض السكان بالسلاح الشخصي.

ورصد تقرير موثق صادر عن مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان وهي منظمة استشارية لدى الأمم المتحدة، حصيلة صادمة لما يجري في عزلة "الحيمة"، مشيراً الى ان الأسر تعيش وضعاً أقل ما يوصف بأنه مأساة إنسانية مروعة وسط عملية نزوح جماعية إثر القصف المدفعي المكثف، ووفقاً للتقرير الذي حصلت عليه بعض المواقع الإخبارية، فأن مليشيا الحوثي داهمت نحو 100 منزل في قرى وادي "الذراع" و"المقرن" و"قياض" و"المقهن" ببلدة الحيمة، فيما وصلت أعداد المساكن التي دمرت بالعبوات الناسفة والقصف الصاروخي والمدفعي لقرابة 18 منزلاً في كافة أرجاء البلدة، كما رصد التقرير مقتل 10 مدنيين وإصابة 30 آخرين واتخاذ أكثر من 125 مدنياً بينهم 10 أطفال رهائن للضغط على ذويهم.

وأعربت المنظمة عن قلقها الشديد وخشيتها الجدية على حياة المختطفين والرهائن لنقل بعضهم إلى معتقل "الصالح" في مدينة الحوبان عاصمة المحافظة، وهي مدينة تحولت إلى سجن سري للحوثي شديد الخطورة بات يعرف لوحشيته بمسلخ تعذيب المناهضين على حد وصف التقرير، ونفت المنظمة وصف المليشيا الحوثية لمن قاومها أنهم عناصر إرهابية ومتطرفة، موكدة بان سكان القرى الذين تصدوا لعدوان المليشيا هم أبناء قرى ومناطق الحيمة الذين رفضوا الإذعان والإنصياع لقرارات ومطالب تجنيد واختطاف أبنائهم وإلحاقهم بالقوة الى صفوف مقاتلي الجماعة بحسب شهادات ميدانية لعدد من الضحايا الذين أفلتوا من الحصار والعقاب، وبثت مليشيا الحوثي تسجيلات مرئية لتنكيلها بمقاومين مسلحين لها تم قتلهم والتمثيل بجثامينهم بشكل علني، وتصوير تلك المشاهد ونشرها على الملأ بزعم أنهم متطرفون، واعتبرت المنظمة هذا الفعل بالعمل المشين وما يجري من انتهاكات جسيمة وإفراط في استخدام القوة "جرائم ضد الإنسانية" ومخالفة صريحة لقواعد القانون الدولي وحقوق الإنسان، مطالبة بسرعة الكشف عن مصير المختطفين والرهائن وخاصة الأطفال منهم والإسراع في إطلاق سراحهم، ودعت المنظمة ممثلة المفوضية السامية لحقوق الإنسان ومجلس الأمن والمبعوث الخاص إلى اليمن "مارتن جريفيث" بضرورة العمل على إنقاذ حياة عشرات الأسر التي تتعرض لموت محقق ومصير محفوف بالمخاطر في ظل صمت أممي مطبق.

من جهتها انتقدت الحكومة اليمنية وعدد من المنظمات المعنية بحقوق الإنسان، صمت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي المتماهي عن الجرائم التي ترتكبها مليشيات الحوثي بحق المواطنين العزل والمدنيين الآمنين في القرى والمناطق الآهلة بالسكان، وعدم تحركها لإتخاذ مواقف واجراءات حازمة تجاه هذه الأعمال باعتبارها تشجع مرتكبيها على التمادي في اقتراف المزيد من الجرائم والإنتهاكات الشنيعة ضد المدنيين في كل المناطق الخاضعة لسيطرتها، ونددت الحكومة اليمنية بجرائم الإبادة الجماعية والحرب الشعواء التي تشنها مليشيا الحوثي في المناطق الخاضعة لسيطرتها وحصارها للقرى السكنية وسط تعتيم إعلامي لطمس جرائمها سيما الحصار الجائر على بلدة "الحيمة" في تعز، وقالت على لسان وزير إعلامها "معمر الإرياني" ان مليشيا الحوثي المدعومة من إيران ترتكب أبشع جرائم الإبادة الجماعية منذ أيام وتشمل القصف البربري على منازل المواطنين ومزارعهم بإستخدام مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، واشار الوزير اليمني بان مليشيا الحوثي ترتكب جرائم وانتهاكات فاقت في فضاعتها ما ترتكبه الجماعات الإرهابية العالمية، في ظل صمت غير مبرر يبديه المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان التي تنصلت عن مسؤولياتها القانونية والإنسانية والأخلاقية في الدفاع عن الأبرياء ووضع حد لمثل هذه الجرائم الفضيعة وحقن دماء المدنيين.

وطالبت الحكومة اليمنية بضرورة إدراج مليشيات الحوثي في قوائم الإرهاب الدولي إثر الجرائم الإنسانية البشعة التي تقوم بها بالأضافة الى حصار القرى والمناطق الآهلة وترويع الأبرياء والمدنيين، متعهدة بانها لم ولن تتخلى عن التشبث بحقها في مقاضاه هذه عصابة الحوثي الإجرامية والدموية وفي اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الرادعة التي تحد من ممارساتها الإرهابية والعبثية بحقوق وحياة المواطنين العزل خاصة في المناطق التي تقبع تحت سيطرتها.