تحليلات سياسية

الأربعاء - 24 مارس 2021 - الساعة 06:19 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/متابعات:

قدمت السعودية التي تقود تحالفا عسكريا عربيا مبادرة للحل في اليمن، اعتبرها مراقبون بأنها خطوة مهمة لوضع حد للوضع المستفحل في هذا البلد.

وأعلنت السعودية (الاثنين) عن "مبادرة لإنهاء الأزمة اليمنية والتوصل لحل سياسي شامل، تتضمن وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة، وفتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية، وبدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية أممية".

ودعت الرياض "الحكومة اليمنية والحوثيين للقبول بالمبادرة وهي تمنح الحوثيين الفرصة لتحكيم العقل ووقف نزيف الدم اليمني ومعالجة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية التي يعاني منها الشعب اليمني الشقيق ويكونوا شركاء في تحقيق السلام".

وقالت الحكومة المعترف بها، إنها ترحب بالمبادرة والتي " تأتي استجابة للجهود الدولية الهادفة لإنهاء الحرب والمعاناة الإنسانية".. وهي اختبار حقيقي لمدى رغبة جماعة الحوثي بالسلام، واختبار لمدى فاعلية المجتمع الدولي المنادي بإنهاء الحرب واستئناف المسار السياسي.

ورفضت جماعة الحوثي ضمنيا المبادرة، وقالت إنها "لا تحمل جديدا" "داعية السعودية إلى رفع الحصار بشكل كامل.

وتقود السعودية تحالف عربيا ينفذ عملية عسكرية ضد الحوثيين منذ مارس 2015، دعما للرئيس اليمني وحكومته.

ويرى سياسي ودبلوماسي يمني، أن تعزيز التوجه نحو السلام قد يقتضي مزيدًا من ردع وهزيمة الحوثيين على الأرض ومضاعفة الضغط الدولي على إيران.

وأوضح السياسي والدبلوماسي اليمني الدكتور محمد عبد المجيد قباطي، لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن "الرفض المتهور لجماعة الحوثي للمبادرة المعلنة من المملكة العربية السعودية يدلل على مسعى إيران المؤسف لإفشال هذه المبادرة الهامة للسلام والهادفة لتحقيق وقف كلي وشامل لإطلاق النار على مسار إنجاز التسوية السياسية المرتقبة وفق الأسس والمرجعيات الوطنية والإقليمية والأممية المتوافق عليها".

ونصت مبادرة السعودية أيضا على "بدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة بناءً على مرجعيات قرار مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل في إطار دعم جهود المبعوث الأممي لليمن والمبعوث الأمريكي لليمن".

وأضاف قباطي، وهو وزير يمني سابق "من الأجدى أن تدرك جماعة الحوثي وداعميها في طهران أهمية التقاط هذه الفرصة لتحقيق السلام وإنجاز التسوية السياسية المتوافق عليها والانطلاق بعد ذلك نحو آفاق إعادة البناء والإعمار والمساهمة في إبعاد المنطقة والإقليم عن كل ما يهدد الإستقرار و الأمن فيهما".

وأشار السياسي اليمني قباطي، قائلا :"من المؤسف القول بإن منحى الأحداث في اليمن والمنطقة ربما ينبئ على أن تعزيز التوجه نحو السلام قد يقتضي مزيدًا من ردع وهزيمة الحوثيين على الأرض ومضاعفة الضغط الدولي على إيران".

من جانبه، يرى المحلل السياسي اليمني عبد الله دوبلـة، أن المبادرة السعودية ومبادرة السماح لبعض السفن بشكل استثنائي الدخول إلى ميناء الحديدة، جميعها تهدف إلى فصل الملف اليمني عن الملف الإيراني.

وأضاف دوبلة، لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن الملف اليمني هو الملف الوحيد الذي تضغط من خلاله إيران على السعودية وعلى أمريكا دون كلفة.

وتابع قائلا : " هناك رغبة من الإدارة الأمريكية بتحييد الملف اليمني عن الملف الإيراني والدخول في هدنة طويلة الأمد، أو وقف إطلاق النار كما جاء في المبادرة السعودية".

واستدرك قائلا :" أشك أن الإجراءات قد تقنع إيران بالسماح للحوثيين بقبول هذه الهدنة".. لافتا إلى أن "طهران لن تسمح للحوثيين قبول وقف إطلاق النار كما جاء في المبادرة السعودية".

وأشار المحلل السياسي اليمني دوبلة إلى أن الحوثيين كانوا يتحججوا بدخول المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة الأن تم السماح بدخولها، والكرة أصبحت في ملعب الجماعة".

وتضمنت مبادرة السعودية للحل في اليمن السماح بدخول سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين، على أن يتم "إيداع الضرائب والإيرادات الجمركية للسفن والمشتقات النفطية من ميناء الحديدة في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني وفقاً لاتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة".

وسمحت الحكومة اليمنية فعليا اليوم (الأربعاء) بدخول سفن مشتقات نفطية إلى ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين غربي اليمن.

وقال مصدر حكومي يمني لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الحكومة سمحت اليوم، لعدد من السفن التي تحمل مشتقات نفطية بالدخول إلى ميناء الحديدة.

وأكدت وزارة الخارجية اليمنية، أن الحكومة سمحت لعدد من سفن المشتقات النفطية بالدخول إلى ميناء الحديدة.

وتقول جماعة الحوثي "أن 14 سفينة نفطية محتجزة في البحر الأحمر منذ أكثر من عام رغم أنها أخذت جميع الإجراءات المفروضة تعسفا من قبل التحالف العربي ومع ذلك ممنوعة من الدخول.

وقال المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبدالسلام، اليوم (الأربعاء) في حسابه على تويتر " إن وصول المشتقات النفطية والمواد الغذائية والطبية والمواد الأساسية استحقاق إنساني وقانوني لشعبنا اليمني لا نقبل بالمقايضة به بأي شروط عسكرية أو سياسية".

وتسيطر جماعة الحوثي على ميناء الحديدة وعلى العاصمة صنعاء ومعظم محافظات الشمال اليمني ذات الكثافة السكانية، وتخوض معارك ضد القوات الحكومية منذ أواخر العام 2014.