عرض الصحف

الجمعة - 16 أبريل 2021 - الساعة 02:11 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/وكالات:

لا يزال النظام الإيراني يغامر بورقته النووية لابتزاز المجتمع الدولي والضغط على أطراف المفاوضات النووية في فيينا، خاصة بعد الضربة التخريبية التي تعرض لها مفاعل "نطنز" النووي في طهران.
ووفق صحف عربية صادرة اليوم الجمعة، اعتبرت مصادر أن التصعيد الإيراني الأخير برفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%، ابتزاز صارخ وغير مسبوق في مسار الاتفاق النووي الإيراني الذي أصبح متوفى علمياً.
القنبلة الصفرية
قال محمد قواص في صحيفة النهار اللبنانية، إنه "من المتوقع أن يربك الحادث الخطير الذي تعرض له مفاعل نطنز النووي، السكة الصحيحة التي وضعتها مفاوضات فيينا".
وأوضح أن الأمر لن يغير من حقائق تدركها إيران، كما كل الأطراف المعنية بالشأن الإيراني أولاً أن طهران لن تمتلك القنبلة النووية ولن يسمح لها بذلك، حتى لو أدى الأمر إلى تجاوز العمليات الاستخبارية والسيبرانية والذهاب إلى حرب تدميرية شاملة.
وأضاف "إيران تعرف ذلك جيداً وليس لديها أي أوهام في هذا الصدد، وتعرف أن أمن إسرائيل خط دولي أحمر (بما في ذلك لدى دول مثل الصين وروسيا)، وإذ تناور طهران وتساوم وتبتز في هذا الشأن، فذلك من عدّة الشغل الضرورية لدفع الخصوم الكبار للاعتراف بها واقعاً إقليمياً ورقماً صعباً في المشهد الجيوستراتيحي الدولي".
وتابع "الحقيقة الثالثة، أن مجموعة الـ(5+1) باتت تقارب إيران من زاوية امتلاك هذا البلد تقنيات صناعة قنبلة نووية حتى لو أن القوة الدولية القاهرة ستحول دون ذلك، أي أن المشكلة باتت في القدرة على الفعل وليس الفعل نفسه".
وأشار الكاتب إلى أن إيران تدرك أن قنبلتها المتخيلة مشلولة قبل صناعتها، وأن خصومها النوويين قادرون على تدميرها عدة مرات إذا ما أطل ذلك السلاح المفترض يوماً مهدداً لهم.
وأردف قائلاً "على العالم أن يراقب ملياً مآلات الجمهورية الإسلامية المتصدعة، فإيران تضعف وتتجوف قواها حيال حوادث الداخل وعقوبات الخارج، وتتدحرج نحو الانهيار إذا ما غاب مرشدها، غير أنها ستتمسك بالقنبلة الصفرية تدفع بها الرمق الأخير".
فيتو ضد خامنئي
وبدوره، قال فهيم الحامد في صحيفة عكاظ السعودية، "ليس هناك رأيان أن إعلان النظام الإيراني رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%، أدخل الاتفاق النووي الإيراني في غياهب الجب، كون الإعلان جاء في الوقت الذي انطلقت فيه مفاوضات بين جميع الأطراف الحالية في الاتفاق النووي وواشنطن بهدف إيجاد حل دبلوماسي سريع لإحياء الاتفاق النووي".
وأضاف "يؤكد الخبراء أن هدف نظام الملالي منذ البداية هو رفع نسبة التخصيب بنسبة 60%، وزيادة أجهزة الطرد المركزي لابتزاز المجتمع الدولي والحصول على المزيد من الامتيازات في المفاوضات الحالية".
وتابع "يرى الخبراء في المجال النووي أن القرار يعتبر تصعيداً غير مسبوق في مسار الاتفاق النووي الإيراني الذي أصبح متوفى علمياً، كون القرار الإيراني يعد تطوراً خطيراً باعتباره خطوة ‏واضحة وأكيدة نحو تطوير سلاح نووي إيراني حتمي، وبما يساهم في زيادة الشكوك إزاء الأهداف الحقيقية للبرنامج النووي ‏الإيراني".
ولفت الكاتب إلى أنه يجب على إدارة الرئيس بايدن سرعة إعادة النظر في تعاملها مع القرار الإيراني الخطير، وعدم الرهان على الاتفاق النووي الإيراني كونه أصبح حبراً على ورق، مطالباً برلين وباريس وواشنطن برفع البطاقة الحمراء في وجه إيران بشأن برنامجها النووي، كونها وصلت لأبعد مدى لها بعد إعلانها المستفز الذي دفن الاتفاق النووي.
لا خيار لإيران
ومن جهته، قال أمير طاهري في صحيفة الشرق الأوسط، "شهران أم 9 أشهر؟ هذا هو التساؤل المتداول اليوم على نطاق واسع فيما يخص أحدث الحوادث التي وقعت داخل منشأة نطنز النووية الإيرانية، حيث تعكف إيران على برنامج ضخم لتخصيب اليورانيوم".
وتسائل الكاتب حول ما إذا كانت إسرائيل التي تتهمها إيران بالوقوف خلف حادث نطنز، قد نسقت الأمر مع إدارة الرئيس بايدن الجديدة، موضحاً "لو أن هناك تنسيقاً، فإننا يجب أن نفترض حينها أن إسرائيل من خلال ذلك تحاول القيام بدور لمعاونة بايدن على دفع الملالي نحو إبداء بعض اللين في المفاوضات الجديدة، أما إذا كانت قد تحركت من تلقاء نفسها، فإننا يجب أن نفترض حينها أن تقدير إسرائيل للتهديد الإيراني مختلف عن تقدير إدارة الرئيس بايدن".
وأضاف "ربما يكون وجود جمهورية إسلامية مسلحة نووياً مجرد مصدر إزعاج للولايات المتحدة، بينما يشكل ذلك تهديداً وجودياً لإسرائيل"، وتابع "إذا افترضنا أن الرئيس بايدن يشارك أوباما قناعته، فإن هذا يدفعنا للتعجب من السبب وراء اهتمامه بمنع الملالي من إهدار مواردهم على أمر ليس له استخدام واضح".
وأشار الكاتب "الحقيقة أن نظام الخميني لا يؤذي أحداً بتخصيبه اليورانيوم الذي لا يحتاج إليه عند مستوى 20%، ولأسباب فنية لن يتمكن من استغلال هذا اليورانيوم حتى لو أراد بناء قنبلة نووية، إلا أنه يؤذي الكثيرين من خلال تأجيجه الإرهاب وزعزعته الاستقرار عبر مساحات واسعة من الشرق الأوسط وما وراءه".
تقييد إيران
وأما في صحيفة العرب اللندنية، قال فاروق يوسف "بعكس ما يشيعه المتعاطفون الغربيون مع إيران من أن الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية ستكون مصدر تعقيد للمفاوضات الجارية في فيينا، يمكن القول إن إفراغ السلة الإيرانية من وسائل الضغط والابتزاز سيخدم تلك المفاوضات وسيسرع من وتائرها وسيدفع إيران إلى أن تكون واقعية أكثر وقريبة من اللغة التي يتحدث بها العالم".
وأضاف أن "العدوان الإيراني المستمر على المصالح العربية لا مبرر له سوى تلك النظرة الاستعلائية المغرورة التي آن لها أن تُكسر وتنتهي، لتعود إيران إلى أداء دورها الإيجابي في المنطقة بعيداً عن الحقد الطائفي والتحجر القومي المعبرين عن طريقة ضيقة وجاهلة وغبية في قراءة التاريخ".
وأوضح "ترى إيران أن من حقها الانتساب إلى النادي النووي، فإنها في الوقت نفسه لا ترى أن من حق جيرانها أن يعيشوا بأمن واستقرار وسلام"، مشيراً إلى أنه في سياق تلك المعادلة الغريبة، فإن حصول إيران على السلاح النووي لا بد أن يعني بالضرورة وضع كل الدول المحيطة بإيران وبالأخص الدول العربية تحت تهديد الضرب بالسلاح النووي.
وأردف الكاتب قائلاً "إن لم تفقد إيران الأمل في الحصول على السلاح النووي وتقيد قدرتها على إنتاج الصواريخ البالستية ونشرها، وتجبر على تغيير سياساتها في المنطقة وقطع صلتها بالتنظيمات والجماعات الإرهابية، فإن شعوباً كثيرة ستواجه مصيراً أسود بسبب مشروعها التخريبي القائم على التوسع".