عرض الصحف

الثلاثاء - 26 أكتوبر 2021 - الساعة 10:27 ص بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))وكالات:

تصدرت الأوضاع السياسية الأخيرة في السودان بعد أن أقال الفريق أول، عبد الفتاح البرهان، المجلس السيادي، وحل الحكومة، واعتقال العديد من الوزراء على رأسهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وإعلان حالة الطوارئ، عناوين أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء.

واعتبرت الصحف أن هذه الخطوة هي ”محاولة انقلاب“ تدق ناقوس الخطر على وضع البلد الهش الذي يحلم بانتقال ديمقراطي للسلطة. فيما ناقشت صحف أخرى تأثير هذه التطورات على علاقات الخرطوم بجيرانها في المنطقة، وعلاقتها مع بقية دول العالم.

وسلطت صحف أخرى الضوء على آخر مستجدات الأوضاع في لبنان، بعد ورود تقارير تكشف أن جماعة حزب الله الشيعية لم يبق لها سوى تصعيد العنف في البلاد في محاولة منها لعرقلة التحقيق في تفجير مرفأ بيروت الكارثي العام الماضي.

ناقوس الخطر

وعن التوترات في السودان بعد قرارات رئيس المجلس السيادي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، نشرت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية تحليلاً حمل عنوان ”بذور الانقلاب في السودان زُرعت منذ سقوط نظام البشير“، قالت فيه: ”إنه بعد الإطاحة بنظام الديكتاتور عمر البشير، عام 2019 إثر انتفاضة شعبية جارفة، اتفق العسكريون والمدنيون في نهاية المطاف على أن الانتقال الديمقراطي سيُشرف عليه هيئة انتقالية، ومجلس سيادي يضم جنرالات وسياسيين مدنيين يشرفون على العملية“.

وأضافت: ”وعلى جانب القوات المسلحة السودانية، ممثلة في الجنرال البارز رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الذي تحرك الآن لاعتقال شخصيات مدنية في مجلس الوزراء بمن في ذلك رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، ووضعه تحت الإقامة الجبرية، كان هناك استياء متزايد من الضعف الملحوظ للجيش في عملية الانتقال“.

وتابعت: ”منذ محاولة الانقلاب الفاشلة الشهر الماضي، دخلت الفصائل المؤيدة للديمقراطية في خلافات مع الجماعات الموالية للجيش وحلفائها الذين أطلقوا اعتصاما الأسبوع الماضي للمطالبة بالعودة إلى الحكم العسكري“.

وأردفت: ”ومنذ هذه المحاولة، يحذر المحللون من احتمال اتساع نطاق العنف في ظل الأزمة المتصاعدة، ويؤكدون هذه المرة أن الجيش تصرف خوفا من إضعافه وأن تحركه كان مدعوما من الخارج“.

واستطردت: ”وفي ترديد الرأي القائل بأن الجيش ربما أخطأ في تقدير الرأي العام السوداني، يقول المحللون إنه بينما تسلط التطورات الأخيرة الضوء على نكسة كبيرة للبلاد وهشاشة السلام، هناك القليل الذي يمكن للجيش أن يأمل في كسبه من خلال التراجع عن اتفاق تقاسم السلطة“.

واختتمت ”الغارديان“ تحليلها: ”إن الدعم الدولي والمساعدات المالية أمران حاسمان للمساعدة في الحفاظ على الانتعاش الاقتصادي بالسودان خاصة في أعقاب جائحة كورونا.. سوف يسارع الشركاء الدوليون إلى سحب الدعم في حالة تولي الجيش زمام الأمور، وسط توقعات بمزيد من الاضطرابات في الأسابيع المقبلة بين مؤيدين ومعارضين“.

أما صحيفة ”ذي إيكونوميست“ البريطانية فقد ذكرت في تقرير لها أن ”الأحداث الأخيرة في السودان ليست غريبة عن الأذهان، ولكن يبدو هذه المرة أنه من المرجح أن تنجح محاولة استيلاء القوات المسلحة منفردة على مقاليد الحكم في السودان“.

وأضافت: ”إذا نجح الجنرالات في الاستيلاء المطلق على السلطة، فستكون هي الحكومة الخامسة في العالم التي تسقط هذا العام، بعد الإطاحة بحكومات تشاد وغينيا ومالي وميانمار في الأشهر العشرة الماضية“.

واختتمت قائلة: ”البلدان في أفريقيا معرضة بشكل خاص للانقلابات.. الاقتصادات المتعثرة والمؤسسات الهشة تجعل الانقلابات أكثر احتمالاً.. غالبًا ما يتم تخريب الضوابط والتوازنات التي تدعم الديمقراطية، مثل اللجان الانتخابية والمحاكم المستقلة ووسائل الإعلام الحرة.. وعدم الاستقرار يولد عدم الاستقرار. وبالنسبة للسودان، الذي شهد ثلاث محاولات انقلاب في غضون ثلاث سنوات، فإن هذا أمر ينذر بالسوء“.

علاقات السودان مع إسرائيل

في سياق متصل، ناقشت صحيفة ”جيروزاليم بوست“ العبرية أيضًا التطورات في السودان ولكن من منظور مختلف، حيث قالت في تقرير لها: ”إن ما جري يوم أمس الاثنين في السوادان مهم للمنطقة والعالم، ويمكن أن يؤثر أيضًا على علاقات السودان مع إسرائيل لأن الخرطوم كانت من الدول التي انضمت إلى طريق التطبيع في أعقاب اتفاقات أبراهام“.

وأضافت: ”كان السودان منعزلاً في محاولة التحول نحو الحكم المدني، وبعد الربيع العربي، تبددت آمال البلاد في الوصول إلي حكم مدني، ولم يُترك السودان فقيرًا فحسب، بل تُرك أيضًا كدولة مليئة بالصراعات الأساسية لطبيعة المنطقة“.

من جانبها، أيدت صحيفة ”هآرتس“ العبرية رأي ”جيروزاليم بوست“ بالقول إن ”الولايات المتحدة أكدت أن التطبيع بين إسرائيل والسودان قد يتعين إعادة تقييمه بعد محاولة الانقلاب الأخيرة“.

وأضافت: ”يأتي التأكيد الأمريكي بعد صدمة غير متوقعة من الجانب السوداني الذي اجتمع أمس الأول الأحد، في الخرطوم مع المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي الذي تلقى ضمانات من البرهان بضرورة انتقال سلمي للسلطة والعمل مع جميع القوى لحل الأزمة الدائرة منذ أكثر من عشرة أيام“.

وتابعت: ”جاءت تعليقات واشنطن بعد إعلانها أنها ستوقف 700 مليون دولار من المساعدات للسودان بعد استيلاء الجيش على السلطة، التي أشارت إلى أن هذه الأموال كانت تهدف في الأساس إلى دعم التحول الديمقراطي هناك، وأكدت أنها تقوم بتقييم الخطوات التالية لبرامج السودان“.



حزب الله والتصعيد

من ناحية أخرى، رأت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية في تقرير لها أنه ”بعد أسبوع من العنف وسفك الدماء الذي تسبب به في شوارع العاصمة اللبنانية، وفشله في تعطيل التحقيق في انفجار ميناء بيروت، لم يكن لدى زعيم جماعة حزب الله المدعومة من إيران، حسن نصر الله، سوى الترهيب والمبالغات السخيفة التي يهدد بها منذ الأحداث المؤسفة“.

وقالت: ”لكن مع لعب زعيم الميليشيا كل أوراقه تقريبًا دون نجاح في إيقاف تحقيق يهدد قلب قوة حزب الله (انفجار مرفأ بيروت في العام الماضي أسفر عن مصرع أكثر من 200 شخص وجرح 6500)، فإن لبنان الذي يعاني بالفعل من التمزق الشديد يدخل في أزمة خطيرة للغاية.. إنها مرحلة جديدة خطيرة وحاسمة للبنان.. يجب أن تعلم الحكومة بالنظر إلى مسؤوليتها المباشرة عن هذا التصعيد“.

وأضافت: ”دمر الانفجار أجزاء كبيرة من بيروت، ما أدى إلى تفاقم أزمة اقتصادية كارثية بالفعل، وبعد أكثر من عام، لم تتم إدانة أي مسؤول بأي جرائم متعلقة بالانفجار على الرغم من وجود أدلة مهمة على الفساد والإهمال الجنائي.. واليوم، ما يقرب من 75% من سكان لبنان يعيشون في فقر“.

وتابعت: ”انفجار الميناء يختبر حدود حصانة حزب الله والقوة العسكرية الهائلة للحزب التي لا مثيل لها في البلاد، لكن بسبب الدستور اللبناني والاتفاق الطائفي الذي أنهى الحرب الأهلية، يتعين عليه تقاسم السلطة مع الفصائل الأخرى، ومعظمها منظمات شبه عسكرية تعود إلى حقبة الحرب الأهلية ولها أجنحة سياسية“.

وأردفت: ”وعلى الرغم من هيمنته العسكرية والسياسية على لبنان، لا يملك حزب الله القدرة ولا الإرادة لإنقاذ اقتصاد البلاد أو إنهاء الفساد المستشري الذي يستفيد منه الحزب شخصيًا. كل تهديدات نصر الله ومكائده السياسية فشلت حتى الآن في تعطيل التحقيق الذي يقوده طارق بيطار، الرجل الذي كان مركز الاشتباكات في الشارع، وهو ما يفسر سبب تفضيل حزب الله وحركة أمل (حزب سياسي شيعي تقليدي آخر يعمل الآن كشريك صغير لحزب الله) أيضاً للتصعيد العنيف“.

واستطردت: ”يواصل بيطار تحقيقه رغم التهديدات.. وأثارت ملاحقته الحازمة والصارمة لشخصيات سياسية تم استدعاؤها للإجابة عن الأسئلة المتعلقة بتفجير الميناء، المخاوف في صفوف الطبقة الحاكمة شبه العسكرية في لبنان“.

ورأت المجلة الأمريكية في تحليلها أن ”عمل بيطار دفع حزب الله إلى موقف غير مريح.. وفي حين أن إراقة الدماء في شوارع بيروت كانت لمحة مرعبة لما يمكن أن يحمله المستقبل للبنان إذا أغرقت هذه الميليشيات (حزب الله) البلاد في حرب أهلية أخرى، فإن اندلاع العنف لا يزال مصدر قلق البلاد الأكبر“.

وقالت: ”لقد استنفد حزب الله الآن كل الوسائل الممكنة لإيقاف التحقيق: خطب نصرالله والتخريب السياسي والتعنت البرلماني ومجلس الشورى فشلت في عزل البيطار.. وفشل إرسال (السفاحين) المسلحين إلى شوارع بيروت في وقف التحقيق“.

وأضافت: ”الوضع الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للبنان الآن هو أن حزب الله شعر باليأس والفشل ولم يبق لديه سوى الخيارات الأكثر تطرفاً. وهناك سوابق وحشية للجماعة عندما اغتالت رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، ثم قتلت ضباط المخابرات الذين يقودون تحقيق الاغتيال“.