عرض الصحف

الأحد - 16 يناير 2022 - الساعة 10:17 ص بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))وكالات:

تلفظ مليشيات الحوثي أنفاسها الأخيرة في مديرية حريب التابعة المحافظة مأرب والخاضعة لقبضتهم منذ أكثر من 5 سنوات، وذلك بعد تقدم قوات الجيش اليمني في هذه المنطقة خلال الأيام الأخيرة بدعم من التحالف العربي.
ووفق صحف عربية صادرة اليوم الأحد، رأى مراقبون أن ما حدث مؤخراً جاء نتيجة ضوء أخضر دولي لوقف نزيف الحرب بعد محاولة إقناع الحوثيين بوقف الحرب والجلوس على طاولة المفاوضات رغم ما قدموه من تنازلات واغراءات كبيرة لهم، وحان الوقت لإضعاف النفوذ الحوثي ومحاصرة أنشطتهم العسكرية المدعومة من قبل إيران.
تطويق أمريكي للحوثيين
ووصف مراقبون الخسائر العسكرية والإدانات الدبلوماسية المتلاحقة التي يتعرض لها الحوثيون بأنها استمرار لنهج الضغوط المتوازية التي يمارسها المجتمع الدولي والإقليم على الميليشيات المدعومة من إيران لدفعها نحو تقديم تنازلات حقيقية على طاولة المشاورات، وفصل المسار السياسي للجماعة عن الأجندة الإيرانية المرتبطة بمباحثات الملف النووي والطموحات المتزايدة لطهران للعب دور إقليمي في المنطقة.
وقالت صحيفة "العرب" إن الموقف الأمريكي والغربي شهد تحولاً لافتاً على صعيد تحميل الحوثيين مسؤولية انهيار مسار السلام في اليمن، بعد أن كان الخطاب الدبلوماسي الغربي يتبع سياسة تقوم على توزيع المسؤولية على كافة أطراف الصراع في اليمن، إلى جانب تقديم تنازلات للحوثيين بهدف تشجيعهم على الانخراط في مشاورات السلام.
وأوضحت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية قادت السياسة الجديدة التي تقوم على تكثيف الضغوط على الحوثيين بعد فشل جهود مبعوثها إلى اليمن تيم ليندركينغ برفقة المبعوث الأممي هانس غروندبرغ في إقناع الحوثيين بالموافقة على المبادرة الأممية التي أعدها المبعوث السابق إلى اليمن مارتن غريفيث والتي عرفت بالإعلان المشترك.
وفي أحدث موقف أمريكي مناهض للسلوك الحوثي، جددت الخارجية الأمريكية إدانتها لاستمرار الحوثيين في عرقلة عملية السلام واحتجاز ومضايقة الموظفين اليمنيين العاملين لدى الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
وربط مراقبون بين التحولات التي طرأت على الموقف الأمريكي إزاء التعنت الحوثي وبين تصاعد العمليات العسكرية في اليمن وتحول مسارها باتجاه إضعاف النفوذ الحوثي ومحاصرة الأنشطة العسكرية للميليشيات المدعومة من طهران.
وعن الوضع الميداني ومجريات المشهد العسكري في مأرب والتطورات التي طرأت عليه، قال الباحث السياسي اليمني عبدالوهاب بحيبح في تصريح لـ”العرب” إن جبهات حريب تشهد معارك شرسة حيث تتقدم قوات العمالقة بخطى ثابتة لتطويقها في ظل تمركز وتحصن الميليشيات الحوثية داخل المدينة وعلى أطرافها واضعة السكان دروعا بشرية بهدف إعاقة تقدم العمالقة، وهذا ما اضطر قوات العمالقة إلى خيار التطويق حفاظا على المدنيين.
وحول قراءته للتوازي بين مساري الضغط العسكري والدبلوماسي على الحوثيين في هذا التوقيت، أكد الباحث السياسي اليمني محمود الطاهر أن الضغط العسكري الحاصل الآن في الجبهات اليمنية، هو نتيجة ضوء أخضر دولي، بعد عام من محاولتهم إقناع الحوثيين بوقف الحرب والجلوس على طاولة المفاوضات، رغم ما قدموه من تنازلات وإغراءات كبيرة للجماعة المتحالفة مع إيران، إلا أنها فضلت الحسم العسكري لاعتقادها أنها قادرة على ذلك مستغلة الفرقة بين الأطراف اليمنية والتحالفات السرية معها.
وأشار الطاهر إلى أن الحوثيين اليوم في موقف المدافع نتيجة للتحركات العسكرية الأخيرة، لافتا إلى أنهم بالرغم من كونهم في موقف المدافع إلا أنهم يصرون على الحسم العسكري، وهو الأمر الذي قد يساهم في منح ضوء أخضر إضافي لحسم المعركة سريعًا في اليمن “لاسيما وأن دعوات السلام في سبع سنوات فشلت، واستغلها الحوثيون لصالحهم، وبعد الفشل لا بد من تغيير استراتيجية الأمر برمته من أجل وقف الحرب بالطريقة التي لا يقبلها معرقلو السلام في اليمن، وهو الحسم العسكري”.
قلعة الصمود
وجدد تحالف دعم الشرعية في اليمن تأكيده على أن ميناء الحديدة في ظاهره «مقر لاستقبال المواد والبضائع الإنسانية والمدنية»، ولكنه في حقيقته «مكان لاستقبال الأسلحة وآلة التدمير الإيرانية من صواريخ وطائرات انتحارية، وأنه منطلق الزوارق المفخخة وكذلك للقرصنة»، مؤكداً استمرار جهود قيادة القوات المشتركة وحلفائها بدعم الجيش الوطني اليمني، ودعم وإسناد ألوية "اليمن السعيد" و"العمالقة" لإعادة الشرعية اليمنية.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن الفريق أول ركن مطلق بن سالم الأزيمع، قائد القوات المشتركة، لدى اجتماعه بالقيادات الميدانية وقيادات التحالف قوله أمس "نتوجه بالشكر لمأرب «الأبية»، التي نعتبرها "قلعة الصمود العصية"، مشيداً بتضحيات الجيش الوطني والمقاومة وقبائلها "الذين حققوا ما وعد به محافظها العربي الأصيل»، وما قدمته ألوية العمالقة «إعصار الجنوب»، مؤكداً أنهم «أهل المبادئ والعهود"، كما شكر "أهالي شبوة الكرام الذين تضافرت جهودهم مع أشقائهم لتطهير شبوة من رجس الحاقدين وعار المتخاذلين".
وأوضح الفريق الأزيمع أن أساس القوة وعنوان النصر يكمن في تلاحم أهل اليمن، وأن استمرار هذا التلاحم والتضامن وحشد الطاقات بدأ في مأرب ثم شبوة، ثم «حرية اليمن السعيد»، وقال: «إننا نتطلع إلى ترك المصالح الضيقة والمنافع الذاتية إكراماً للشهداء ولمستقبل اليمن السعيد".
وقدم الأزيمع الشكر لقوات التحالف، وقال إنهم «أهل المبادئ والمواقف التي تجلت من خلال وقفتهم العروبية في درء الشر عن إخوانهم في اليمن، ورفضهم أن تحكم هذه الميليشيات المدعومة من إيران قبضتها على اليمن وأهله».
كما ثمّن القائد السعودي، "موقف الشقيقة دولة الإمارات العربية المتحدة (إمارات الفزعة) من خلال ما تقدمه من تضحيات بطولية، مشاركة بذلك شقيقتها المملكة العربية السعودية وشقيقاتها دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن".
ووجه قائد القوات المشتركة رسالة خاصة للآباء والأمهات في صنعاء وصعدة وعمران وذمار وكل المناطق التي تقع تحت سيطرة الحوثي ميليشيا الإرهاب والموت والدمار، مناشداً إياهم ألا يرسلوا فلذات أكبادهم إلى محارق الموت، وألا يسلموهم «لمن لا عقل ولا دين ولا فكر ولا تاريخ ولا مستقبل له».
الحوثي يلفظ أنفاسه
ونقلت صحيفة "الأيام" اليمنية عن مصادر ميدانية تقدم قوات العمالقة الجنوبية في معركة تحرير مديرية حريب التابعة المحافظة مأرب وسيطرت، أمس السبت، على أجزاء واسعة، فيما تشير المعلومات إلى أن قوات الحوثيين تلفظ أنفاسها الأخيرة في هذه المديرية الخاضعة لقبضتهم منذ أكثر من 5 سنوات.
وأوضحت المصادر للصحيفة أن قوات العمالقة بسطت نفسها على قرى (بني قيس، وآل موسى، وجرادة، والهجلة، وعكرمة آل بوطهيف، وآل العطير وآل موسى، وحلوة)، بعد معارك عنيفة ضد الحوثيين الذي انهارت دفاعتهم بشكل سريع خلال اليومين الماضيين.
وقال سكان إن عشرات الحوثيين قتلوا وأصيب الكثيرون منهم، وتمكن آخرون من الهروب.
فيما أكد مصدر عسكري للصحيفة أن قوات العمالقة الجنوبية أعلنت السيطرة على مركز مديرية حريب بشكل کامل باتت مسألة وقت.