عرض الصحف

الخميس - 19 مايو 2022 - الساعة 04:11 م بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))وكالات:

شهدت العاصمة الإماراتية أبوظبي الأيام الماضية سباقاً عالمياً من رؤساء دول وحكومات ووفود رسمية وشعبية للتقدم بالتعازي في رحيل الشيخ خليفة بن زايد وبالتهاني بمناسبة انتخاب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيساً جديداً للبلاد، فيما تتطلع دولة الإمارات في عهد الشيخ محمد بن زايد إلى تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع دول العالم تحقيقاً للمصالح المتبادلة، وترسيخاً لدعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الخميس، فإن الإمارات كانت ولا تزال تؤدّي موقفاً بارزاً في تنمية العلاقات العربية والدولية رسمياً وشعبياً، التي يحرص عليها الشيخ محمد بن زايد، حيث قدم نموذجاً فريداً في التعايش بين مختلف الأديان والأعراق والمذاهب، كما يحسب لشيخ محمد بن زايد أنه كان يقف وراء تأسيس تلك المشاريع النوعية الهادفة لحماية أمن المنطقة من شرور جماعات التطرف والغلو والتكفير وغيرها من جماعات "الإسلام السياسي".

العالم يتسابق نحو أبوظبي
وفي صحيفة "العرب" اللندنية، أوضح الحبيب الأسود في مقال له، أن "العاصمة الإماراتية أبوظبي شهدت سباقاً عالمياً من رؤساء دول وحكومات ووفود رسمية وشعبية، من مختلف أرجاء البلاد، ومن أمم وحضارات وثقافات متعددة، قدموا للتقدم بالتعازي في رحيل الشيخ خليفة وبالتهاني بمناسبة انتخاب الشيخ محمد بن زايد، واجتمعوا على العمل من أجل توطيد علاقاتها مع الإمارات".

وأضاف "المجتمع الدولي بكباره وصغاره، وأغنيائه وفقرائه، وشرقه وغربه وجنوبه وشماله، وبالمختلفين فيه مشاريع وسياسات، والمتناقضين فكرا وسلوكا وطموحات، اتجه نحو وجهة واحدة هي أبوظبي، تعبيراً عن الأهمية القصوى التي باتت تحظى بها دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الفاعلين الأساسيين والثانويين في عالم اليوم، وعن رغبة مختلف الدول والحكومات في تمتين عرى التعاون والتضامن والصداقة معها كقوة موثوق بها ولها تأثيرها البالغ على مسارات الأحداث المالية والاقتصادية والسياسية إقليميا ودولياً".

وأشار الكاتب إلى أن الشيخ محمد بن زايد حدد منذ عقدين من الزمن مسارات العلاقات الخارجية والتعاون الدولي، وجعل منها منطلقاً لتحقيق التوازن في العلاقات مع مختلف العواصم الكبرى على أساس المصلحة الوطنية العليا لبلاده وضمن عقيدة مرجعية ترفض الاصطفاف التلقائي ضمن أو وراء هذا المحور أو ذاك، وتجعل من التسامح والحوار والسلام مواثيق إنسانية لا غنى عنها من أجل عالم يتسع للجميع وينبذ الكراهية والتطرف والعدوانية والتلاعب بمصالح الدول والشعوب والمجتمعات".

وأكد أن "الإمارات استطاعت أن تخطو خطوات عملاقة في مجالات التنمية المستدامة، وهي اليوم واحدة من أهم مراكز العالم المالية والاقتصادية، وتعتبر واجهة حقيقية للمستقبل بخصوصياته المتعددة، ولا تكاد توجد دولة كبرى أو صغرى لا تحتاج إلى التعاون معها على جميع الأصعدة، وهذا يعني أنها استفادت من مقدراتها ومن موقعها الاستراتيجي ومن الإرث الذي تركه لها الشيخ زايد ومن رؤية الشيخ محمد بن زايد وأخيه الشيخ محمد بن راشد وبقية الحكام في التحول إلى قوة قادرة على فرض شروطها في علاقاتها الخارجية دون الخضوع أو التبعية لأي دولة أخرى".

وختم مقاله بالقول: "لقد استطاعت الإمارات أن ترتبط بعلاقات صداقة وثيقة مع كل دول العالم تقريبا، وهي اليوم أبعد من أن تكون محسوبة على هذا المحور أو ذاك، ويكفي أن نقرأ مواقف واشنطن وموسكو وبكين وباريس ولندن وبرلين، وأن نتابع ما قالته دمشق وطهران وأنقرة وتل أبيب وغيرها من العواصم، لندرك طبيعة هذا المشهد اللافت والمبني على أساس واضح وهو أن الدولة القوية هي تلك التي تمتلك قرارها، وهي التي تستطيع أن تفرض استقلالية قرارها وجرأة موقفها وأهمية دورها، وهي التي تجعل العالم يتسابق نحوها في الضراء كما حدث مع وفاة الشيخ خليفة، وفي السراء كما هو الأمر بالنسبة إلى انتخاب الشيخ محمد بن زايد، ليسجّل حضوره في سجلات دبلوماسية المجاملة، وهو ما لا يحدث عادة إلا في حضرة الكبار دولا وأفراداً".

على نهج المؤسسين
وقالت صحيفة "البيان" في صدر افتتاحيتها إن "الدبلوماسية الإماراتية لعبت دوراً فاعلاً ومحورياً في تحقيق الإنجازات وتوسيع مساحات التفاعل والتعاون، باعتبار أن هذه الدبلوماسية في سياق دورها في خدمة الأجندة الوطنية وأهدافها السامية، قدّمت إسهامات باهرة على مدى أكثر من نصف قرن".

وأضافت أنه "مما لا شك فيه أن الدولة، في عهد سموه، تتطلع إلى تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع دول العالم تحقيقاً للمصالح المتبادلة، وترسيخاً لدعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وتلبية تطلعات الشعوب في التنمية والازدهار".

أكدت الصحيفة، أن "هذه الدبلوماسية الإماراتية سوف تستمر في القيام بدورها على أحسن وجه في قادم السنين على نهج الآباء المؤسسين وعلى السكّة ذاتها التي نقلت عربات النشاط الإماراتي إلى مختلف بقاع العالم، حيث تحظى بالاحترام والتقدير والإعجاب" مضيفةً أنه "بالتأكيد، سوف تتعدّد أساليب وأدوات الدبلوماسية الإماراتية في المستقبل، وستبحث هذه الدبلوماسية عن آفاق أوسع، تبقى وفية في الوقت نفسه للنهج والقيم الموروثة الراسخة وتبني عليها، وتعمل بدأب على تعزيز قيم التسامح والتعايش الإنساني وبناء جسور التواصل، والعمل على تحقيق الاستقرار والازدهار وبناء علاقات الصداقة والتعاون، وتعميق الشراكات الاستراتيجية، والانفتاح على كل الثقافات والمجتمعات، وتعزيز التضامن الدولي في مواجهة تحديات العالم ومشكلاته في منهج راسخ هدفه رفاه الإنسانية".

قائد التغيير
ومن جانبها، وتحت عنوان "قائد التغيير"، كتبت صحيفة "الخليج" الإماراتية، أن "الإمارات كانت ولا تزال تؤدّي موقفاً بارزاً في تنمية العلاقات العربية والدولية رسمياً وشعبياً، التي يحرص عليها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد،؛ فدخل سموّه، قلوب الجميع، بتقديمه نموذجاً فريداً في التنوير والتحضر وقبول الآخر والتعايش بين مختلف الأديان والأعراق والمذاهب، ولطالما كانت له أيادٍ بيض في نشر الثقافة وقيم الانفتاح".

وأضافت "ها هو يسطر تاريخاً جديداً في مسيرة النهضة والتقدم والازدهار، فهو رجل الحزم والسلام وصاحب القرارات الحكيمة والمواقف والإنجازات المهمة التي ترسم طريقاً واضحاً لمستقبل واعد بالخير والنماء والتطور المستمر.. فقد عمل سموّه خلال السنوات الماضية على رسم مسيرة دولة الإمارات وبناء نهضتها، برؤيته الثاقبة التي أعطت لوطنه وشعبه المكانة اللائقة. وبتولّيه رئاسة الدولة، تواصل الإمارات مسيرتها نحو آفاق جديدة من الريادة والتقدم والازدهار".

وختمت الصحيفة قائلة: "حفظ الله الشيخ محمد بن زايد، وأيّده بنصره، وحفظ الله محمد بن راشد وسلطان وأعضاء المجلس الأعلى، وبوّأ هذا الوطن أرفع المراتب".

قائد الإصلاح الفكري بامتياز
وفي صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، أكد سليمان الهتلان أن الشيخ محمد بن زايد، يحسب له أنه "كان يقف وراء تأسيس تلك المشاريع النوعية الهادفة لحماية أمن المنطقة من شرور جماعات التطرف والغلو والتكفير وغيرها من جماعات "الإسلام السياسي" التي أوهمت الغرب بـ "اعتدالها" عبر خطابها الناعم المتناغم مع سذاجة البعض هناك عند الحديث عن "الديمقراطية" و"حقوق الإنسان"، لغة تدغدغ مشاعر البعض في المؤسسات الغربية، لكنها تناقض المخفي من فكر وسلوك تلك الجماعات الدينية الخطرة".

وأضاف "كان الشيخ محمد قارئاً ذكياً لما بين سطور خطابات تلك الجماعات، مثلما كان متابعاً نشطاً لتحركاتها على كل الجبهات. اليوم تحتضن العاصمة أبوظبي عدداً مهماً من المؤسسات البحثية الفاعلة، التي تقدم مشاريع بحثية ومؤتمرات متخصصة تعزز التوجه نحو التسامح والحوار والتعايش بين أبناء الدين الواحد وبين أبناء الأديان الأخرى، إيماناً بأننا نعيش اليوم في عصر تداخلت فيه المصالح وتشابكت فيه العلاقات الإنسانية. ولهذا كان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد راعياً ومتابعاً لكل تلك الفعاليات والمؤسسات والمبادرات مثل مشروع (البيت الإبراهيمي) و(منتدى أبوظبي لتعزيز السلم) و(مجلس حكماء المسلمين) و(المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة) و(جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية) و(وثيقة الأخوة الإنسانية) والكثير من المؤتمرات والجهود الفكرية والإعلامية الهادفة لأنسنة الأفكار وحماية شباب الأمة من مشاريع ومنظمات وأفكار التطرف المدمرة".

وختم الكاتب قائلاً: "إنها جهود جبارة لا بد أن تؤتي ثمارها المباركة وإنْ بعد حين. جهود مهمة وجريئة لم يكن لها أن تحقق حضورها الفاعل في المجتمعات العربية والإسلامية لولا اهتمام وعناية ومتابعة قائد الإصلاح الفكري الأول في منطقتنا، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله، جهود مبهرة بكل المقاييس ستُسهم في المستقبل القريب بإذن الله في سحب البساط من تحت أقدام جماعات الفكر المتطرف وإعادته لمؤسسات الاعتدال وفكر التعايش، وستُعيد ثقة الشاب المسلم في دينه بعد أن شوهته تنظيمات ومشاريع وإرهاب الجماعات المتطرفة وأصحاب المشاريع السياسية المدمرة".