الفن والأدب

الجمعة - 24 يونيو 2022 - الساعة 06:05 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد_خاص

بقلم:صقر الهدياني

قرأتُ في إحدى الصفحات أنّها: بائعة جرجير في غزة💔.

لحظة، أوقفوا الجمال قليلاً، أخبروه أن يقف للحظات وينصاع أمام هذه الصبية...
أيا عرب, إعطوني هذه الآخّاذة وخذوا مني عروبتي، هذه التي لها عينين بلونِ السماء والبحر معاً، عيناها بحرٌ وسمااااء!!
أيجوز أن هاتين العينين الزرقاوتين تبكي، أيجوز أن تدمع هذه العينان من القهر!!
إنظروا معي، حدّقوا بعُمق..
شعرٌ خروبيٌ كالحرير، جبينٌ يضيء كالقنديل متوهجاً، حاجبان مسنونان كحدِّ السيف، أنفٌ ممشوقٌ كخيلٍ عربيٍ يتأهّبُ للإنطلاق، وفمٌ كفتحةِ خاتم، وجنتان كالمرآة الملساء، وأما العينان فحدّثني عن الهاوية وكيف تبتلعك إلى أغوارها، عينان إن نظرتَ إليهما شعرتَ بزُرقةِ البحرِ والسماء محبوكتين بداخلهما، أعد نظرك مراراً إليهما لتتيقن أنّ نيوتن أخطأ عندما قال أنّ الجاذبية في جوف الأرض ووضع لها قانون خاص.. أنا متأكدٌ لو أن نيوتن رأى هذه العينان لأدركَ أن الجاذبية لا تحكمها قوانين الفيزياء والعلوم الحديثة.

الآن لأتحدث عن حُزني، أنا حزين بقدر ما أنا مُغرم بهذه الملامح الفلسطينية البريئة، لم أستوعب حتى اللحظة أنّ فتاة بهذا العمر وهذا الجمال التي كأنها أتت به من عالم ديزني أو العالم الخيالي لملكات مملكة فيكتوريا مع ذلك تبيع نبتة الجرجير..!!
بجمالها الفيروزي، بنعليها الورديين، بملابسها القطنية، بشعر رأسها المبعثر الجميل، ببياضها الثلجي، تقف هذه اليتيمة في أجمل بقاع الأرض 'غزة'، جاثمة ببرائتها على الرصيف لتبتاع الجرجير بعزتها ولا تتسول.. يا لكرامة نفسكِ يا ابنة الشام!!

- تخيّل ماذا لو صادفتها؟!
- سأنظر في الكوكبين الدريين وأستعيد عروبتي وأنفاسي التي أخذتها إسرائيل..
سأتمنى لو أكون تلك الجرجيرة الخضراء التي حُظيت ببركة أحضانها..
سأشتري منها الجرير بأربعة مائة مليون عربي، إنها تستحق ثمن العروبة وأراضيها ومن عليها، لأنهم تركوا هذا الجمال تحت سلطة يهود إسرائيل يُخيفون هذه الملامح الملائكية💔.

هذه الملامح لا يجوز لها أن تُفزع من الرصاصات الإسرائيلية، أنا بحد ذاتي لو أنني الرئيس الإسرائيلي إسحاق أرتصوغ ورأيتُ هذه الملاك لأعلنتُ السلام، بل سأقتل كل جندي إسرائيلي أخافها وكل عربي لم يدافع عنها...
لأن هذه الطفلة ملامحها هُدنة، وطن، طمأنينة، سلام... فكيف لهذا الجمال أن يكون يهوديهاً!!😪

كلما أنظر إليها أتذكر قول الشاعر:
شَقَّتْ لها الشَّمسُ ثوبًا مِن مَحاسِنِها
فالـوَجـهُ لِلـشَّمـسِ والعَينـانِ لِلرِّيـمِ.

أو البيت الآخر لإدريس جمّاع:
السيفُ في الغمدِ لا تُخشى مضاربهُ
وسيفُ عينيـكِ في الحالتيـنِ بتّـار.

✍️/ الصقر الهدياني.