عرض الصحف

الثلاثاء - 28 يونيو 2022 - الساعة 10:48 ص بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))وكالات:

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء، آخر تطورات الحرب الروسية الأوكرانية، وسط تقارير تتحدث عن أن أزمة ذخيرة لدى كييف تهدد بسقوط منطقة دونباس الشرقية في أيدي موسكو المتفوقة عسكريا.

يأتي ذلك في وقت تنطلق فيه قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) اليوم في إسبانيا، حيث وصفتها الصحف، بـ“الاجتماع الأهم“ للتحالف الغربي منذ تفكك الاتحاد السوفيتي.

واعتبرت الصحف أن القمة تشكل ”اختبارا حاسما“ للرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي يحاول فيها دفع الحلفاء إلى تقديم مزيد من الدعم لأوكرانيا، بالإضافة إلى عقد صفقة مع تركيا للموافقة على ضم فنلندا والسويد للتحالف.

أزمة ذخيرة
اعتبرت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية أن حجم ذخيرة أوكرانيا بات قضية حاسمة في معركة دونباس بشرق البلاد، وذلك في وقت تكثف فيه روسيا من هجماتها من أجل السيطرة على إقليمي لوغانسك ودونيتسك بعد أن سيطرت على كامل مدينة سيفيرودونتسك المحورية هناك.

وأشارت الصحيفة في تحليل إخباري نشرته عبر موقعها الإلكتروني، إلى أنه في معركة دونباس -التي أصبحت إلى حد كبير مبارزة مدفعية بين القوات الروسية والأوكرانية- كانت كييف تعتمد بشدة حتى وقت قريب على ذخيرة الحقبة السوفيتية للمدفعية التي تشكل جزءا كبيرا من ترسانتها.

وأضافت أنه ”بعد أن نفدت الذخيرة بشكل يائس الآن، تناشد أوكرانيا حلفاءها لاستبدال مدفعيتها بأنظمة تستخدم ذخيرة حلف شمال الأطلسي (الناتو)“، مشيرة إلى ”أنها أسلحة تصل ببطء مقارنة باحتياجات أوكرانيا“.

وتابعت أن ”هذه القضية كانت حاسمة في معركة دونباس في الأسابيع الأخيرة، حيث تشير التقديرات إلى أن القوات الروسية تطلق ما يصل إلى 60 ألف قذيفة في اليوم مقارنة بخمسة آلاف قذيفة لنظيرتها الأوكرانية، وذلك بسبب حقيقة أن الأخيرة اضطرت بشكل متزايد إلى الحفاظ على الذخيرة قدر الإمكان“.

وعن أزمة أخرى في العتاد الأوكراني، ذكرت ”الغارديان“ أنه ”بينما كان حلفاء كييف في الغرب يعملون على توفير أنظمة متوافقة مع قذائف ”الناتو“، فإن التحول الشامل للجيش الأوكراني في خضم الصراع يتخلف عن متطلبات ساحة المعركة المحتدمة الآن.

وقالت الصحيفة في هذا الشأن إن ”الأزمة الحالية بالنسبة لأوكرانيا بشأن الانتقال إلى أنظمة ”الناتو“ هي التدريب“.

ونقلت عن ماريانا بيزوغلا، نائبة رئيس لجنة الأمن القومي والدفاع والاستخبارات في البرلمان الأوكراني، قولها ”لدينا ذخائر من النوع الجديد، لكننا ما زلنا نفتقر إلى الأسلحة لإطلاقها“.

يأتي ذلك في وقت ناشد فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الاثنين، قادة مجموعة الدول السبع المجتمعين في ألمانيا منذ الأحد، الحصول على مزيد من ”الدعم العسكري والسياسي والمالي من الحلفاء لإخراج روسيا من الأراضي التي تم احتلالها حديثا قبل أن يسمح الطقس البارد للغزاة بتعزيز مكاسبهم“.

ونقلت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية عن أحد مساعدي زيلينسكي قوله إن الأخير أبلغ الزعماء أن الشتاء الأوكراني القاسي سيجعل من الصعب على قواته الدفاع عن مواقعهم والحفاظ على خطوط الإمداد إلى الجبهة، موضحًا أن ”الأرض المجمدة ستسهل على القوات الروسية الغازية نقل الدبابات والمدفعية والإمدادات“.

وأضاف المصدر، وفقًا للصحيفة، أن زيلينسكي شدد على أن الوقت الحالي ليس هو الوقت المناسب للتفاوض مع روسيا، قائلا ”ستتفاوض أوكرانيا عندما تكون في وضع يمكّنها من ذلك، أي عندما تعيد تأسيس موقف قوي“.

هل تربح روسيا الحرب؟
ذكرت صحيفة ”التايمز“ البريطانية أن روسيا ”ربما تدفع ثمناً باهظاً لتقدمها الزاحف“ في منطقة دونباس الشرقية، لكنها أشارت إلى أنه ”مع وجود المزيد من قوات الاحتياط في طريقها والاستعداد لقصف المدن لإخضاعها، يعتقد بعض المحللين أن موسكو ستستولي في النهاية على المنطقة الصناعية الإستراتيجية.

وقالت الصحيفة في تحليل لها ”في هذه المرحلة، وبعد أن حقق الحد الأدنى من أهدافه، سيميل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى عرض وقف إطلاق النار على أوكرانيا، والذي قد يقسم الناتو في وقت يحتاج فيه التحالف الغربي للوحدة أكثر من أي وقت مضى“.

ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم ”لن يقبل الأوكرانيون هذه الهدنة، لكنه (بوتين) سيعرضها لأنها ستؤدي إلى مزيد من الانقسام في صفوف الناتو، فعلى سبيل المثال، سبق أن اتهمت بريطانيا فرنسا بمحاولة إجبار الرئيس الأوكراني على قبول اتفاق سلام سيّئ“.

وأشارت ”التايمز“ إلى أن بريطانيا لا تؤيد أي اتفاق مع الروس ”بسبب مخاوف من أن ذلك سيمنح بوتين الوقت لتجديد قواته المستنزفة قبل أن يرسل القوات مرة أخرى لمحاولة الاستيلاء على المزيد من الأراضي الأوكرانية“.

وبعد سقوط مدينة سيفيرودونتسك، الجمعة، قالت الصحيفة إن المخابرات البريطانية تعتقد أن أسبوعا من القصف العنيف المستمر يشير إلى أن روسيا تحاول الآن استعادة الزخم على محور إيزيوم الشمالي، بعد أن فشلت في القيام بذلك في وقت سابق.

وأضافت الصحيفة أن القوات الروسية تحاول أيضًا تحسين مواقعها شمال خاركيف، في شمال شرق البلاد، ”من خلال شن هجمات محدودة وغير ناجحة على طول الخطوط الأمامية المتنازع عليها“.

في المقابل، نقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري غربي قوله إن ”المكاسب الروسية يمكن عكسها إذا كان الغرب لديه الإرادة والمال والتدريب، وإذا كان بإمكان أوكرانيا أن تتحمل فترة طويلة بما يكفي لبناء قدرة هجومية جوية وبرية للرد“.

ولتحقيق هذا، قالت الصحيفة ”يجتمع حلفاء الناتو في قمة في مدريد اليوم حتى الخميس، حيث سيناقشون حزمة أخرى من الدعم لأوكرانيا، ومن المتوقع أن يشمل ذلك قدرات الاتصال الآمن والوقود الذي تشتد الحاجة إليه في ساحة المعركة“.

في غضون ذلك، قال رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، الميجور جنرال كيريلو بودانوف، إن انسحاب قوات بلاده من مدينة سيفيرودونتسك بعد أسابيع من القتال ضد القوات الروسية في المدينة الشرقية خطوة ”تكتيكية“ لتجنب تكرار حصار مصنع ”آزوفستال“ المشؤوم في ماريوبول.

وأضاف المسؤول الأوكراني _في مقابلة مع صحيفة ”فاينانشال تايمز“_ أن أوامر الانسحاب، الجمعة، كانت بسبب أسابيع من المدفعية الثقيلة الروسية التي أدت إلى ”تسوية سيفيرودونتسك بالأرض“.

وتابع بودانوف ”لذلك تحركت القوات الأوكرانية من سيفيرودونتسك إلى مناطق مرتفعة غربًا عبر نهر سيفيرسكي دونتس إلى المدينة الشقيقة، ليسيتشانسك، والمناطق المحيطة بها،“ موضحاً أن هذا الانسحاب سيجعل من ”الصعب للغاية“ على القوات الروسية المتمركزة على الضفة الشرقية للنهر العبور والتقدم.

واختتم بودانوف حديثه مع الصحيفة البريطانية قائلا ”إن الغرب بحاجة إلى تقديم المساعدة بجدية أكبر وإلا فإن الحرب ستمتد لفترة أطول، مع تكاليف أعلى لأوكرانيا والعالم“.

اختبار حاسم لبايدن

اعتبرت صحيفة ”ديلي إكسبريس“ البريطانية أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، سيواجه اليوم ”اختبارًا حاسمًا“ عندما ينضم إلى زعماء العالم في قمة ”الناتو“ المقرر انطلاقها اليوم في العاصمة الإسبانية، مدريد، قادماً من ألمانيا، حيث يواصل الغرب الرد على ”غزو بوتين“ لأوكرانيا.

وعن التحديات التي سيواجهها بايدن في قمة اليوم، نقلت الصحيفة عن مارشال بيلينغسلي، مساعد الأمين العام السابق للناتو قوله ”أولاً، يجب أن يمهد الطريق لعضوية فنلندا والسويد من خلال التوسط في صفقة مع تركيا“.

وأضاف ”ثانيًا، عليه أن يدفع الدول إلى تسليم أسلحة ثقيلة إضافية كبيرة إلى أوكرانيا، ولا سيما ألمانيا، التي لم تسهم بالشكل المطلوب في المساعدات العسكرية الغربية.. ثالثًا، يحتاج إلى نقل التحالف من موقفه التفاعلي إلى موقف تكون له قوات متمركزة بشكل دائم في دول البلطيق“.

من جانبها، ذكرت صحيفة ”بوليتيكو“ الأمريكية أن بايدن والمشرعين من كلا الحزبين يضعون هدفا عاجلا لقمة ”الناتو“ اليوم، بما في ذلك الحفاظ على تدفق الأسلحة والأموال إلى أوكرانيا لعدة أشهر، لكنها أشارت إلى أن ”الرياح السياسية المعاكسة“ في الولايات المتحدة قد بدأت في تعقيد هذا الهدف منذ فترة، حتى قبل وصول الوفد الأمريكي إلى مدريد.

وقالت الصحيفة في تقرير لها ”تحت الضغط بسبب التحديات الاقتصادية المحلية والرغبة في رؤية الدول الأوروبية تسهم بشكل أكبر في الدفاع عن أوكرانيا، يبدو المشرعون الأمريكيون أكثر حذرًا من الالتزام بمزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا أو فرض عقوبات جديدة على روسيا؛ ما يثير قلق كييف وحلفاء الجناح الشرقي الذين يخشون حدوث إرهاق من الحرب بين الغرب“.

واعتبرت الصحيفة أن ”قمة الناتو هذا العام تعد أهم تجمع للحلف الدفاعي منذ تفكك الاتحاد السوفيتي“، محذرة من أن ”الأمر لا يقتصر فقط على توفير الأسلحة التي تحتاجها أوكرانيا للدفاع عن أراضيها، ولكن أيضًا مواجهة التهديد الحقيقي المتمثل في أن الحرب قد تمتد إلى أراضي الناتو وتنتشر في جميع أنحاء العالم“.

جلسة طارئة لمجلس الأمن بشأن الضربات الروسية الأخيرة في أوكرانيا
تقرير: محمد بن زايد إلى باريس في يوليو.. وماكرون يعول على الزيارة
وقالت الصحيفة ”بينما يتطلع بايدن إلى الحفاظ على تماسك التحالف عبر الأطلسي، فإن قمة هذا الأسبوع تمنح الوفد الأمريكي فرصة لزيادة الضغط على الدول الحليفة لتسريع نقل الأسلحة والمساعدات الإنسانية إلى أوكرانيا قبل فات الأوان“.

وأضافت ”تختلف الحسابات في واشنطن، حيث يحاول الكثيرون الموازنة بين الضرورة الأخلاقية لدعم أوكرانيا، والتحدي المتمثل في إبقاء الناخبين الأمريكيين (في إشارة إلى انتخابات التجديد النصفي للكونغرس) على أهبة الاستعداد لمساعدة أوكرانيا على الرغم من التحديات المحلية من التضخم إلى التوترات المتعلقة بالقضايا الاجتماعية“.

وتابعت ”ليس من الواضح ما إذا كان بايدن سيطلب من الكونغرس تمويلًا إضافيًّا قبل نهاية السنة المالية في سبتمبر، لكن هناك بالفعل بعض التشققات داخل صفوف المشرعين حول دعم أوكرانيا في الحرب، حيث يواصل حلفاء الرئيس السابق، دونالد ترامب، عرقلة المساعدات الأوكرانية بشدة.“