عرض الصحف

الخميس - 29 سبتمبر 2022 - الساعة 10:37 ص بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))إرم نيوز:

أبرزت صحف عالمية ما وصفته بخناق اقتصادي يلوح في الأفق في روسيا جراء قرار التعبئة العسكرية وانخفاض أسعار النفط، مما يضعف يد الرئيس فلاديمير بوتين، ويقوض مواصلة الحرب في أوكرانيا.

وتحدثت صحف عن تأهب أوروبي واسع، في أعقاب ”أعمال تخريبية“ مزعومة استهدفت خطي غاز في بحر البلطيق.

كما سلطت صحف أخرى الضوء على الشأن الإيراني، وناقشت تداعيات القصف الذي شنته طهران على الأكراد في شمال العراق.

بوتين في خطر

وذكرت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ أن التعبئة الجزئية للجيش الروسي بالإضافة إلى انخفاض أسعار النفط قد يضعفان اليد الاقتصادية للرئيس بوتين.

وقالت الصحيفة إن التكلفة الباهظة لتعبئة القوات وانخفاض أسعار الطاقة، فضلا عن جولة جديدة من العقوبات الغربية، عبارة عن ”تهديدات عالية الخطورة“ من شأنها أن تضغط على الاقتصاد الروسي المحاصر، وأن تقوض أيضا الأسس المالية للحرب في أوكرانيا.

وأضافت الصحيفة أن غيوم العاصفة الاقتصادية تأتي في الوقت الذي يطلب فيه بوتين المزيد من الموارد المالية الموجهة للحرب في أوكرانيا، حيث قال محللون إن قرار الكرملين باستدعاء أكثر من 300 ألف جندي سيتطلب موارد جديدة للتجهيزات والتدريبات الجديدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن ”التعبئة العسكرية أدت إلى انتشار الاضطرابات بين الشركات الخاصة في روسيا التي تواجه تحديًا جديدًا عندما يفر العمال خوفا من أوامر الاستدعاء“.

ونقلت الصحيفة عن أستاذ المالية في كلية ”آي إي للأعمال“ في مدريد، مكسيم ميرونوف، قوله: ”قرار التعبئة يعد ضربة خطيرة أخرى للاقتصاد الروسي، خاصة بسبب حالة عدم اليقين المتزايدة في البلاد.. غالبًا ما يتم كسب الحروب من قبل صاحب الموارد الاقتصادية لدعم القتال على المدى الطويل“.

وأضافت الصحيفة أن ”الاقتصاد الأوكراني تعرض لضربة قوية، لكن البلاد تتلقى مساعدات كبيرة من الغرب للبقاء واقفة على قدميها“.

وفي المقابل، ذكرت الصحيفة أن ”العقوبات الغربية أثرت على التجارة الروسية، لكن موسكو نجحت في استقرار الاقتصاد بفضل قفزة في أسعار الطاقة، حيث ارتفع الروبل بشكل حاد مقابل الدولار وتراجع التضخم“.

وقالت: ”في حين أنه لا يوجد دليل على انهيار اقتصادي وشيك، كان رد فعل أصحاب الأعمال والمستثمرين بخوف على أخبار التعبئة، حيث تراجعت سوق الأسهم الروسية، بعد مسودة إعلان التعبئة“.

تأهب أوروبي 

وأشارت صحيفة ”التايمز“ البريطانية إلى أن الأعمال التخريبية المزعومة في بحر البلطيق التي استهدفت خطي أنابيب للغاز، وضعت أوروبا في حالة تأهب قصوى خشية حدوث ”هجوم مدمر“ على بنيتها التحتية الحيوية.

ونقلت الصحيفة عن محللين عسكريين قولهم،د إن ”الكرملين يمكن أن يتسبب في إحداث فوضى من خلال قطع كابلات البيانات البحرية أو تدمير خط أنابيب آخر“، حيث أشار مصدر دفاعي بريطاني إلى أن التخريب ”المتعمد“ ربما تم تحضيره بواسطة غواصات مسيرة تحت الماء كانت قد وضعت المتفجرات قبل أسابيع.

وقال محلل عسكري أمريكي: ”يمكن أن تشمل الأهداف المستقبلية الكابلات التي تحمل معلومات مالية حساسة عبر المحيط الأطلسي، أو تلك التي توفر الوصول إلى الإنترنت لمناطق أوروبية بأكملها“.

وكانت الدنمارك أعلنت الاثنين، عن حدوث تسريبات غاز من خطي أنابيب ”نورد ستريم 1 و2“ من روسيا إلى ألمانيا ”بعد سلسلة من الانفجارات“ قبالة جزيرة بورنهولم.

ويعتقد المسؤولون الألمان أنه من المحتمل أن الخطين أصبحا في وضع غير قابل للإصلاح، ونفت روسيا مسؤوليتها عن الحادث.

وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن حادث التسريب هذا لن يؤثر على الإمدادات إلى أوروبا، فإن التأثير الرئيسي للحادث هو نشر المخاوف بشأن المزيد من الأعمال العدوانية.

وأضافت: انتشرت التحذيرات من تخريب الغواصات المسيرة منذ أعوام، لكن حادث نورد ستريم أعاد إلى أوروبا الخطر على أعلى المستويات الحكومية، حيث وصف وزير خارجية لاتفيا إدغارز رينكيفيكس، الحادث بأنه بداية مرحلة جديدة من الحرب المختلطة.

من جانبه، حذر رئيس وكالة الطاقة الدنماركية كريستوفر بوتزاو، من أن تسريبات الغاز في بحر البلطيق قد تؤدي لتفريغ ما يعادل ثلث انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الدنمارك.

وأشارت ”التايمز“ إلى أن النرويج تحركت لحماية منشآتها النفطية والغازية، حيث وضعت أوسلو قواتها في حالة تأهب قصوى للتصدي لأي هجمات محتملة.

وقالت الصحيفة: ”تشعر ألمانيا بالقلق بشأن الخطر الذي يهدد المحطات الخمس العائمة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال التي تقوم بتجميعها في الوقت الذي تسعى فيه إلى قطع اعتمادها التاريخي على خط الأنابيب الروسي“.

ونقلت الصحيفة عن محلل أوروبي بارز، قوله: ”بنيتنا التحتية ليست محمية بشكل جيد ومن الصعب للغاية تأمينها على مدى آلاف الكيلومترات. إذا انقطعت إمدادات الغاز من النرويج إلى أوروبا، فسنشهد ركودًا رهيبًا.. لن نكون قادرين حتى على تدفئة أنفسنا وإنتاج الكهرباء“.

وقال المخطط الاستراتيجي السابق للبحرية الأمريكية بريان كلارك، إن ”المراقبة تحت الماء في بحر البلطيق وبحر الشمال كانت غير مكتملة ويمكن أن تتجنبها غواصات التخريب الروسية“.

إيران ”يائسة“

واعتبرت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية أن الضربات التي نفذتها طهران ضد الأكراد في شمال العراق يوم الأربعاء، تدل على ”يأس“ الحكومة الإيرانية التي تواجه واحدة من أكبر الاحتجاجات في تاريخ البلاد.

وقالت الصحيفة إن طهران نفذت ”هجمات دامية“ عبر الحدود في شمال العراق، استهدفت من خلالها مقار ثلاثة أحزاب معارضة كردية إيرانية تدعم التظاهرات الجارية داخل إيران منذ نحو أسبوعين، حيث قتلت الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة 13 شخصًا على الأقل.

ورأت الصحيفة الأمريكية أن الضربات الإيرانية تؤكد ”ارتباك“ حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي، بشأن التعامل مع الاحتجاجات التي أسفرت عن مقتل العشرات من المتظاهرين وإصابة المئات.

وكانت التظاهرات في إيران اندلعت احتجاجاً على وفاة مهسا أميني، وهي فتاة كردية إيرانية، في أحد مراكز احتجاز ”شرطة الأخلاق“ (الآداب) المثيرة للجدل، وألقت السلطات القبض على أميني (22 عاما) وسط مزاعم حول عدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة في البلاد.

وأوضحت ”واشنطن بوست“ في تقرير لها أنه ”لطالما استقرت الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة في العراق، وبينما أعربت عن دعمها للاحتجاجات في إيران، لا يوجد ما يشير إلى ارتباطها المباشر بالاضطرابات“.

ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن ”الهجمات الإيرانية كانت بمثابة محاولة يائسة لإبعاد النظام الإيراني نفسه عن المساءلة حول الاحتجاجات وعدم قدرته على حلها بالطرق السلمية.. تريد طهران إلقاء اللوم على قوى خارجية“.

وقال المحلل السياسي الكردي المقيم في أربيل، هيوا عثمان، للصحيفة: ”ما يريد الإيرانيون قوله هو أن الاضطرابات داخل إيران تحرض عليها أحزاب المعارضة في العراق.. لكنها في الواقع معارضة علنية من قبل الشعب الإيراني ضد النظام“.

واعتبرت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية أنه من غير المرجح أن يهدئ الخطاب المتلفز الذي ألقاه رئيسي يوم الأربعاء، تزامنا مع قصف الأكراد، الشباب الإيراني المنتفض الذي فقد الثقة في نظام بلاده المتطرف، خاصة أن الرئيس الإيراني هو الذي أمر بتطبيق أكثر صرامة لقوانين الحجاب في وقت سابق من هذا الصيف.

وقال نشطاء في إيران تحدثوا إلى الصحيفة: ”إن ثقتنا آخذة في الازدياد.. نحن لن نتراجع عن انتفاضتنا رغم الاعتقالات.. هناك اعتقاد سائد بأن شيئًا ما سيتغير هذه المرة“.

واختتمت ”الغارديان“: ”ستكون الحكومة الإيرانية يائسة لضمان عدم امتداد الاحتجاجات إلى المزيد من أحياء الطبقة العاملة، ومن المرجح أن تصور المتظاهرين على أنهم ليبراليون مناهضون للوطنية على خلاف مع قيم النظام“.