المرأة والجمال

الخميس - 29 سبتمبر 2022 - الساعة 05:03 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/متابعات

عرفت عمليات التجميل منذ زمن قديم وتطورت بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية, نتيجة ما تسببت به الحرب من حروق لملايين البشر، ومع تطور العصور استحدثت العديد من الأجهزة والأدوات الخاصة بعمليات التجميل، ونتيجة لذلك أضحت الكثير من النساء مهووسات بعمليات التجميل سواء كن بحاجتها أو لم يكن, كما أن نسبة لا بأس بها من الرجال شاركوا بهذا الهوس.
عملية التجميل اختيارية في الأساس ويجب أن تتم عن «ضرورة واقتناع»، ويتم من خلالها تغيير أو تحسين جزء من الوجه أو الجسم، وهناك عدة أسباب وعوامل لتعلق المرأة وهوسها بعمليات التجميل تندرج ضمن إحدى نظريتين، الأولى نظرية «الصراع» والثانية نظرية «التفاعل» أو «التأثر والتأثير».
حسب نظرية «الصراع» فإن تعلق المرأة وهوسها بعمليات التجميل ناتج عن أحد الأسباب أو العوامل التالية: ضعف الثقة بالنفس، تلبية رغبات الزوج، الوضع الاقتصادي المترف، الصراع النفسي، التنافس الاجتماعي، الاعتراض على خلق الله.
يفسر أصحاب هذه النظرية هوس المرأة وتعلقها بعمليات التجميل، بأنه ناتج عن ضعف ثقتها بنفسها وصراع داخلي مع نفسها ورغبتها الدائمة في تعويض النقص الذي تشعر به وتلبية رغبات الزوج أو المحيط الاجتماعي والظهور بمظهر المقبول والمرغوب والممدوح من الجميع. 
كذلك الوضع الاقتصادي المترف يوفر للمرأة فرصاً أكبر لتحقيق هوسها وتجربة كل الوسائل والأدوات المتاحة، فتبدأ بأخذ الحقن إلى أن ينتهي بها المطاف مهووسة بالتجميل, حيث إن تأثير الحقن مؤقت وبحاجة لتجديد ويؤدي التجديد إلى تجربة حقن جديدة في مواضع جديدة وهكذا.
الصراع النفسي يمكن أن يكون سبباً باللجوء لعمليات التجميل، كما أن الحال إذا استمر بها فقد يتطور ويصل إلى درجة الاعتراض على خلق الله, والله سبحانه وتعالى لم يخلق أحدًا قبيحًا, فكل إنسان فيه من الجمال ما يميزه عن غيره، وكما يقول البعض «الجمال جمال الروح والأخلاق»، فلا فائدة من الجمال الخارجي ما دام الداخل غير ذلك.
كما يمكن الإشارة إلى التنافس الاجتماعي كدافع على التلاعب بالمظهر من أجل النجاح في وظيفة معينة أو منصب, كما أن للأشخاص الجذابين أفضلية وتمييزاً في المجتمع، وهذا الأمر الذي يحيلنا إلى مفهوم البقاء للأصلح, كما أن عمليات التجميل قد تكون وسيلة يستخدمها الناس غالباً من أجل خلق انطباع جيد عن النفس.
أما حسب نظرية «التفاعل» أو «التأثر والتأثير» فإن الدوافع التي أدت إلى تعلق المرأة وهوسها بعمليات التجميل تتمثل في التقليد الأعمى، الحرية الشخصية، غياب الرقابة الأسرية، نوعية الأصدقاء والمحيط الاجتماعي، الفضول وحب الاستكشاف ومواكبة الموضات والتطورات الاجتماعية.
بعض الفتيات جميلات بالفطرة ولا يحتجن لعمليات تجميل, لكن تحت تأثير إحدى النظريتين السابقتين تخاطر بنفسها وتقوم بعملية شد أو حقن, مما قد يؤدي إلى تشوه الموضع المراد تجميله, فقد تتوجه إلى أطباء وأخصائيين غير أكفاء، وبذلك تدخل في متاهات عديدة لمحاولة تعديل التشوه الناتج عن عملية التجميل.
من هنا نرى وجوب التوعية بخطورة عمليات التجميل وعدم اللجوء إليها إلا في أضيق الحدود وتكثيف الرقابة المجتمعية على مراكز التجميل التي من الممكن أن تستغل العميلات، وضرورة وضع أنظمة وقوانين رادعة للمتلاعبين بعمليات التجميل ولمرتكبي الأخطاء الطبية الفادحة التي تحدث بسبب استخدام مواد غير مقننة مثل الفيلر وغيرها من مواد التجميل غير المرخص بها.