عرض الصحف

الخميس - 01 ديسمبر 2022 - الساعة 01:26 م بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))وكالات:


سلطت صحف عالمية صدرت اليوم الخميس، الضوء على المشهد الصيني في ظل موجة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد ضد سياسة "صفر كوفيد" الصارمة منذ السبت، مع توقعات أمريكية بانحسار رقعة المظاهرات وعدم اتساعها.

وتناولت صحف آخر التطورات الميدانية للحرب الروسية الأوكرانية، وسط تقارير تصف معركة باخموت شرقي البلاد بـ" الأكثر وحشية" حتى الآن.

يأتي ذلك فيما دعا أكبر مسؤول في الاتحاد الأوروبي إلى إنشاء محكمة خاصة للتركيز على الحرب.

تحذيرات صينية

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن السلطات الصينية أصدرت، الأربعاء، تحذيراً شديد اللهجة للمحتجين الذين يتظاهرون منذ السبت ضد سياسة بلادهم الصارمة بشأن فيروس كورونا، والمعروفة باسم "صفر كوفيد".

توقع مسؤولون أمريكيون أن الاحتجاجات في الصين من غير المرجح أن تنتشر أو تشعل حركة أوسع "ضد حكام بكين الاستبداديين
واشنطن بوست
وقالت الصحيفة، إن السلطات حذرت صراحة من شن حملة قمع واسعة ضد المتظاهرين وسط "رسائل مشوشة" حول مستقبل سياسة "صفر كوفيد"، حيث أجرت قوات الأمن عمليات تفتيش مفاجئة في شوارع المدن الكبرى، بالتزامن مع ارتباك واسع النطاق بشأن ما إذا كانت بكين تبذل محاولة جادة لتخفيف أقسى إجراءاتها ضد الفيروس التاجي.

وأضافت أن قادة الحزب الشيوعي الحاكم، الذين تجنبوا ذكر المسيرات الجماهيرية التي تتحدى سياستهم الصارمة تجاه الوباء، قد أعلنوا للمرة الأولى أنهم "سيقومون بقمع المظاهرات بحزم".

ونقلت الصحيفة عن تشين وينكينغ، ضابط المخابرات السابق ورئيس اللجنة المركزية للشؤون السياسية والقانونية، وهي أعلى هيئة لصنع القرار في الحزب الشيوعي لسياسة إنفاذ القانون، قوله إن السلطات ستتصرف ضد "أنشطة التسلل والتخريب من قبل القوات المعادية وكذلك على الأعمال غير القانونية أو الإجرامية التي تعطل النظام الاجتماعي".

وجاء تحذير تشين، إلى جانب اعتقال المحتجين المشتبه فيهم وزيادة تواجد الشرطة في المدن الكبرى، في الوقت الذي تراجعت فيه رقعة المظاهرات إلى حد كبير في الأيام الثلاثة الماضية.

وكانت الصين شددت، وفقاً للصحيفة، نظام الرقابة الصارم على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بعد اجتماع كبير للحزب الشيوعي الشهر الماضي.

وأوضحت "البوست" أنه بموجب اللوائح الجديدة التي تدخل حيز التنفيذ في الـ15 من الشهر الحالي، قد يواجه مستخدمو تطبيقات التواصل الاجتماعي "الذين يعيدون النشر أو يعجبون فقط" بمنشورات تعتبرها السلطات ضارة عقوبات مثل تعليق الحساب، على الرغم من أنه من غير الواضح كيف سيتم تنفيذ ذلك.

ومن المحتمل، وفقاً للصحيفة، أن تكون هذه مجرد بداية لحملة مطولة من قبل قوات الأمن الصينية لتحديد ومعاقبة الأشخاص الذين شاركوا في الاحتجاجات، حيث تمتنع الحكومة الصينية عن التعليق بشكل مباشر على الاحتجاجات أو استجابة الشرطة لها.

في غضون ذلك، توقع مسؤولون أمريكيون أن الاحتجاجات في الصين من غير المرجح أن تنتشر أو تشعل حركة أوسع "ضد حكام بكين الاستبداديين"، وذلك وفقاً لمناقشات جرت بين إدارة الرئيس، جو بايدن، وحصلت عليها صحيفة "بوليتيكو".

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن المناقشات التي جرت الثلاثاء، تصف الاحتجاجات الصينية بأنها "متباينة وغير منظمة وبلا قيادة إلى حد كبير"، مشيرة إلى أن هذه الأسباب تؤدي إلى انحسار المظاهرات أو عدم تحويلها إلى حركة أكبر أو أكثر تنظيماً.

ووفقاً لتقرير "بوليتيكو"، خلصت المناقشات إلى أن الولايات المتحدة تقوم بجمع تقارير ميدانية وتقيّم بنشاط الوضع في المدن بجميع أنحاء الصين.

ورأت الصحيفة أن مضمون المناقشات يقدم أول لمحة مفصلة عن تفكير الإدارة بشأن الاحتجاجات ومدى تفاعلها مع المشهد الصيني.

كما كشفت المناقشات، وفقاً للصحيفة، أن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن السلطات الصينية قد تجري تغييرات في سياسة "صفر كوفيد" لاسترضاء المحتجين، وأكدت أن بعض التعديلات قيد التنفيذ بالفعل.

"إحباط" أوروبي

اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الاقتراح الأوروبي بشأن إنشاء محكمة خاصة للتركيز على الغزو الروسي لأوكرانيا، ناجم عن إحباط بعض القادة من نظام العدالة الدولي "الذي لا يستطيع أن يحاكم كبار القادة الروس".

الاقتراح الأوروبي بشأن إنشاء محكمة خاصة للتركيز على الغزو الروسي لأوكرانيا ناجم عن إحباط بعض القادة من نظام العدالة الدولي الذي لا يستطيع أن يحاكم كبار القادة الروس
نيويورك تايمز
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، اقترحت الأربعاء، إنشاء محكمة جديدة تدعمها الأمم المتحدة للتحقيق في العدوان الروسي في أوكرانيا ومقاضاته؛ ما يعكس الدعوات المتزايدة في كييف والغرب لمحاسبة موسكو في محكمة متخصصة عن "الفظائع التي ارتكبت خلال الحرب".

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن "المقترح، الذي يجب أن يتغلب على العقبات الإجرائية الكبيرة ليصبح حقيقة، يؤكد الإحباط بين العديد من المسؤولين لأن نظام العدالة الدولي غير مجهز لمحاكمة كبار المسؤولين الروس بشأن الغزو، حتى مع توثيق محققين مستقلين أدلة على جرائم حرب روسية محتملة؛ بما في ذلك إعدام مدنيين، ومقابر جماعية، وتخصيص غرف للتعذيب".

ونقلت عن رئيسة المفوضية الأوروبية قولها "نحن على استعداد لبدء العمل مع المجتمع الدولي للحصول على أوسع دعم دولي ممكن لهذه المحكمة المتخصصة".

وحثت كييف مراراً قادة العالم على إنشاء محكمة دولية للعمل جنبًا إلى جنب مع المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة الجنود الروس وكبار المسؤولين في موسكو.

وقالت الصحيفة "وثق المحققون أدلة على جرائم حرب روسية محتملة منذ الأيام الأولى للحرب، بما في ذلك إعدام مدنيين في منطقة بوتشا في مارس الماضي. وفي الآونة الأخيرة، تركت القوات الروسية المنسحبة وراءها قبوراً غير مميزة وغرف تعذيب. تم العثور على مدنيين قتلوا بأسلوب الإعدام الشهر الماضي في منطقة خيرسون الجنوبية."

وأضافت "نفى الكرملين مثل هذه الاتهامات، وقد تمر سنوات قبل أن تنتهي أي محاكمات تتعلق بجرائم الحرب. إن تقديم كبار القادة الروس إلى العدالة سيكون أمرًا صعبًا، ومن المعروف أن إثبات الجرائم الأكثر خطورة أمر شاق."

وأوضحت الصحيفة أن مقاضاة جريمة العدوان تتطلب موافقة روسيا، والتي يقول علماء القانون إن الكرملين لن يقدمها أبدًا. وتابعت أن إنشاء محكمة جديدة فقط لغرض محاكمة القادة الروس على جريمة العدوان سيكون وسيلة للتغلب على ذلك.

في المقابل، نقلت الصحيفة عن منتقدين للاقتراح قولهم إن مثل هذه المحكمة ستفتقر إلى مظهر الحيادية، كما إنها ستحتاج إلى استثمارات هائلة ووقت للتحضير، وأن المتهمين لن يشاركوا أبدًا.

أكثر المعارك وحشية

ميدانيًّا، وصفت مجلة "نيوزويك" الأمريكية المعركة حول مدينة باخموت شرقي أوكرانيا بـ"أكثر المعارك وحشية في الحرب حتى الآن"، حيث كشفت صور الخطوط الأمامية عن وجود جنود متحصنين في منطقة قاتمة ومتفحمة على غرار حقول القتال في الحرب العالمية الأولى التي شوهدت في جميع أنحاء أوروبا.


روسيا تعلن السيطرة على قرى قرب باخموت الأوكرانية
وذكرت المجلة الأمريكية أن المدينة، التي يبلغ عدد سكانها قبل الحرب 70 ألف نسمة، قد تحولت إلى أنقاض تحت وابل مستمر من نار المدفعية الروسية.

وقالت إنه مع اقتراب فصل الشتاء، اتخذت القوات الأوكرانية موطنها في خنادق موحلة منحوتة في منطقة قاحلة من الأشجار.

ووفقًا لـ"نيوزويك"، أظهر مقطع فيديو – نشرته القوات المسلحة الأوكرانية - المدينة مجتمعة في حالة خراب، والشوارع تعج بالطين والأنقاض على خلفية المباني المحترقة والنوافذ المحطمة.

وأشارت المجلة إلى أن معركة باخموت تظل "لعبة الأمتار والبوصات"، إذ لم يتمكن الطرفان من التحرك ضد خطر الموت شبه المؤكد بسبب الافتقار إلى الغطاء.

وقالت المجلة في تقرير لها "لقي عدد من السكان حتفهم في الأيام الأخيرة. وقد تكبد كلا الجانبين مئات الضحايا - من الصعب التحقق من العدد الإجمالي - بين حرب الخنادق المفتوحة والقتال الحضري الثقيل الذي أصبح يحدد المعركة المستمرة منذ شهور."

ونقلت المجلة، عن مسؤول دفاعي أمريكي كبير قوله "يبدو الأمر مشابهاً للغاية للطريقة التي عادت بها الأمور في الحرب العالمية الأولى. لديك جانبان يحاولان ضرب بعضهما بعضًا بالمدفعية للتقدم إلى الأمام. ولكن بعد ذلك بمجرد وصول أحدهما إلى بقعة معينة، يحاول الطرف الآخر أن يفعل الشيء ذاته".

وأشارت إلى أن القوات الروسية كانت بدأت في تحقيق بعض المكاسب في الأسابيع الأخيرة بعد أشهر من الهجمات المستمرة على خط المواجهة الأوكراني في باخموت، إذ واصل الجيش الروسي إرسال تعزيزات في محاولة للسيطرة على المدينة بعد سلسلة من الهزائم العسكرية في المناطق المتنازع عليها مثل خيرسون.

وقالت المجلة "ومع ذلك، يتكهن البعض بأن الروس يبالغون في تقدمهم في السيطرة على المدينة بسبب الرغبة، إذ أفادت تقارير بأن باخموت لا تحمل سوى القليل من القيمة الإستراتيجية بخلاف وظيفتها كمحور للطرق والسكك الحديدية".

وذكر تقرير صدر عن "معهد دراسة الحرب"، ومقره واشنطن، أنه بينما زعمت بعض المصادر الروسية أنها اخترقت الدفاع الأوكراني، أظهرت صور الأقمار الصناعية مكاسب هامشية فقط في باخموت.

وأضاف التقرير أن "القوات الروسية المتدهورة حول المدينة غير مرجحة لوضع المدينة تحت تهديد وشيك بالتطويق".

انخفاض مؤيدي الحرب

وفي روسيا، ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن استطلاعات رأي "سرية" أجراها الكرملين أظهرت أن "العملية العسكرية" في أوكرانيا قد فقدت بعض الزخم من قبل المواطنين الروس، حيث انخفض عدد المؤيدين لاستمرار الحرب بشكل كبير بواقع مواطن واحد فقط من كل أربعة مواطنين.


روسيا: يتعين تجنب حدوث أي مواجهة عسكرية بين القوى النووية
ووفقًا لتقرير الصحيفة، تم الحصول على نتائج الاستطلاعات - التي أجرتها "خدمة الحرس الفدرالي" في الكرملين - من قبل موقع "ميدوزا" الروسي المعارض.

وأشارت إلى أن الإدارة الرئاسية تجري بانتظام استطلاعات رأي حول حكم الرئيس، فلاديمير بوتين، وغيره من كبار المسؤولين.

وقالت الصحيفة "في تموز/ يوليو الماضي، قال 57% من المستجيبين إنهم يريدون رؤية القوات الروسية باقية في أوكرانيا، فيما انخفض هذا الرقم إلى 25%.

وارتفع الدعم للمفاوضات لإنهاء الصراع المستمر منذ تسعة أشهر من 32% إلى 55%."

ورأت الصحيفة أن تراجع الدعم لـ"العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، يأتي بعد قرار التعبئة الجزئية للجيش الروسي الذي لا يحظى بشعبية كبيرة، وخسائر عسكرية هائلة وسلسلة من الانتكاسات المهينة في ساحة المعركة.

ونقلت "التايمز" عن دينيس فولكوف، رئيس مركز "ليفادا" للاستطلاعات المستقلة، قوله إنه بينما لا يزال معظم الروس يؤيدون قرار الكرملين بغزو أوكرانيا، إلا أنهم لا يرغبون في المشاركة في القتال بأنفسهم.

وأضاف "يعتبر الناس هذا شيئًا لا يعنيهم. الآن زادت المخاطر ويريد الناس أن تبدأ محادثات السلام".