كتابات وآراء


الأربعاء - 21 مارس 2018 - الساعة 06:35 م

كُتب بواسطة : عبدالقادر القاضي - ارشيف الكاتب


تخيل تكون جالس في بيتك 18 سنه ولا معك عمل ولا علاقات ولا تواصل مع الناس ومحد يشوفك إلا من السنة للسنة لو في تكليف ورايح تؤدي واجب حضور مقيل أو مخدرة ...

تخيل أنك كذا ..

18 سنة وانته مع نفسك ولنفسك ولا أحد يسمع انك رحت ولا جيت ولا معك شغل الناس تشوفك تعمله ولا تفهم كيف الناس تشتغل وكيف تدير أعمالها ...

يعني بأختصار تخيل نفسك 18 سنه وانته مييييح ولا لك أي علاقات ولا تواصل مع الداخل ولا حتى مع المجتمع الخارجي .. ولا قد مارست شغل بشكل حقيقي وطول عمرك جالس لك بالبيت ..

وبعد 18 سنه ...
تخيل يجو ناس يقيموك من النوم ويقولوا لك تعال قوم قوم ... نحنا قررنا انك تقع مدير لأكبر شركة منتجة لسلع وطنية متعددة الأصناف وفيها ملايين الموظفين .

برأييك ...

هل تستطيع بعد كل ما سبق من ترهل في الأداء وانعدام ممارسة أعمال إدارية أو حتى ذهنية طيلة 18 عام متواصلة ... ؟

هل بعد كل هذه السنوات من كونك ميييح أو كونك مجرد كيس بطاط بركن الحوش ..

بالله عليك بذمتتتتك .. بتقدر تدير الشركة بملايين من موظفيها وان تنقذ الشركة ومنتسبوها من الإفلاس .!!

الإجابة معروفة .. لأنك لن تنجح مهما فعلت ... لأنك لست إلا مديرآ بالصدفة ... جاءت بك الصدفة وليس سواها ..

وحين تكون مدير بالصدفة ستختار مستشاريك بالصدفة .. ومدراء الفروع أيضا ستختارهم بالصدفة ..

وبالصدفة ايضآ ستضطر أن تجعل مؤشر بوصلتك بيد أحد قدماء منتسبي هذه الشركة الذي هو نفسه من كان شريك المدير السابق في إفلاس واختلاس الشركة وافقار موظفيها .

ستضطر أن تجعله كذلك لأنك تعتقد وبالصدفة أيضا أنه هو صاحب العفة والنزاهة وهو من تستطيع أن تتكىء عليه بالقرارات ..

مع أنه كان شريك في كل قرارات المدير السابق والتي أدت إلى كل هذا الخرائب التي تنتظر منك ملايين البشر أن تصلحها .

فهل بعد 18 عام من كونك ميييح ...
هل تستطيع ان تصلح كل ذلك ...!!

هذا ماحدث .. ويحدث ... الفشل يجر فشل .

ولاجزى الله الصدف