كتابات وآراء


الأربعاء - 16 يناير 2019 - الساعة 06:37 م

كُتب بواسطة : عبدالقادر القاضي - ارشيف الكاتب


كان واضحا من ان تصريحات الاخ وزير الداخلية أحمد الميسري الذي أدلى بها في المؤتمر الصحفي الأخير له والذي ظهر بجانبه وعلى يمنيه على نفس الطاولة الاخ العميد صالح السيد مدير أمن محافظة لحج والذي شهادتي فيه مجروحة لانه شخص يستحق كل الاحترام لما يقوم به من واجب تجاه المواطن في لحج .

كانت التصريحات حول وجود وتتبع خلايا تعمل لصالح مليشيا الحوثي تنم على أنها ليست مجرد تصريحات شفهية فقط ، بل هي تصريحات تتكئ في الغالب على معلومات أصبحت لديهم ك وزارة داخلية وإدارة امن لحج ولا استبعد ادارة امن عدن كذلك من أنهم حصلوا على معلومات حقيقية ،، خاصة وأن المؤتمر هذا يأتي بعد حادثة منصة قاعدة العند التي استهدفت مؤخرآ من قبل مليشيا الإجرام الحوثية وراح ضحيتها اللواء طماح رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية وثلاثة آخرون رحمة الله عليهم والعديد من الجرحى .

ولكن اعتقد ان الصورة التي رأيناها للسيد الوزير والى جانبه الأيمن مدير امن محافظة كبيرة كمحافظة لحج الاخ صالح السيد وهو معني بالأمر كون قاعدة العند هي ضمن إداريات محافظة لحج .

تلك الصورة كانت من أروع وأجمل الصور التي تجمع جنوبيان أصيلان قد يختلفان في رؤى الحل في موضوع القضية الجنوبية لكنهما لم يسمحا لهذا الاختلاف ان يفسد للود قضية بينهم أو أن يجعلوا من امن المواطن مجرد كرت على طاولة القمار السياسي .

وبرغم أي اختلافات في الرؤى إلا أنني احترم جدآ أنهما يتفقان في الرؤية الأمنية التي لا يجب بأي حال من الأحوال أن يزج بها في إدارة اي صراع سياسي بين الفرقاء .

فأمن المواطن وامن الوطن اهم من اي مماحكات تؤدي الى ترهل العمل الأمني والذي ستكون عواقبه وخيمة على الجميع .

فأن كان هناك رسالة يريد أن يرسلها الاخ وزير الداخلية قاصدآ ام لم يقصد فأنها كانت صورة معبرة وكأنها اشبه بدعوة لكل الأطراف الأمنية في كل القطاعات في كل الجنوب تدعوهم لنبذ أي خلافات أو اختلاف في وجهات نظر سياسية طالما وإن الأمر وصل إلى أن نخترق امنيا ونخسر منذ سنوات رجالا وكوادر جنوبيون لا تستطيع السنوات القادمة ان تعوضهم .

وكم أتمنى ويتمنى معي مئات الآلاف من الشعب خاصة في الجنوب ... كم نتمنى على الاخ وزير الداخلية أن يطلق فعلآ دعوة إخاء وتقارب لكل الأطراف الأمنية في الجنوب برعايته شخصيآ ،

وان يتم دعوتهم لعقد اجتماع موسع يضمهم ليستمع لهم ويستمعون له فيما يخص التنسيق الأمني وبناء جسور الثقة بينهم كجنوبيون على الأقل ، لانهم باتوا جميعهم مسئولون إمام الله على أمن هذا الشعب ، وأن يترك أي جدال سياسي جانبآ .

على أن يخرجوا خلال اجتماع او اثنين أو حتى ثلاثة عليهم ان يخرجوا برؤية أمنية مبنية على خطط وبيانات مشتركة من جميع الأطراف المعنية من حيث تفعيل كل إدارات الشرط في كل المديريات وتفعيل واستعادة دور امن الاستخبارات وتنفيذ حملات أمنية موسعة بشكل دوري في مناطق مشتبه بها توضع تحت المراقبة .

وكذلك فتح باب دورات وانتساب للضباط والصف ضباط في سلك الداخلية والتي يفتقدها التسلسل الأمني وهي إحدى نقاط الضعف فما نراه هو قيادة وافراد ليس بينهم ذلك التسلسل من الضباط والصف ضباط وهي تسلسلات مطلوبة لاستكمال العمل الأمني بشكل نظامي على ان يتم نظم هذه الرؤية وصبها في ملف متكامل وتقديمه لرئيس الحكومة الذي يفترض أن يقدمه لقيادة التحالف ويتم الإلحاح والمتابعة حتى يتم اعتمادها .

وللمزايدون على الاخ العزيز والجنوبي الأصيل صالح السيد مدير أمن لحج أو حتى على الاخ وزير الداخلية نفسه برغم اختلاف الرؤية .



أقول لكل من انتقد وكل من خون أقول لهم بكل حب وود اننا يا سادة نعيش منذ أربع سنوات في دولة صفرية لا يتقدم فيها شيء سوى خيبات الأمل ولا ينموا فيها شيء سوى أقلام السوء والنفاق حتى وإن كان ذلك على حساب أمن المواطن نفسه وامن عشرات الآلاف من العوائل والأطفال الأمنيين .

الدولة الصفرية يا سادة هي ما نحن عليه الآن.. فلا الحوثي أستطاع ان يسيطر على حكم اليمن ككل خاصة الجنوب ..وهاهو اليوم بالكاد يحاول ان يتشبث بالحديدة .

ولا احد في الجنوب يستطيع الان ان يعلن فك الارتباط حاليآ حتى وإن كان مؤمن بهذا الحق ومستمر بالنضال من اجله،،

لان ذلك يتطلب ظروف سياسية داخلية أخرى ليست كالتي نمر بها وظروف إقليمية بل ودولية متوافقة هي للان على الأقل غير متوفرة .. ولا يوجد أي مانع من أن تتوافر فيما سيكون من سنوات قادمة .

ولا الشرعية كذلك وبكل هذا الدعم وكل هذا التسليح استطاعت أن تحسم معاركها منذ سنتين مضت في أكبر جبهة يتمركز فيها ثلاثة ألوية تضم قرابة الى١٥٠ الف جندي، كان بالإمكان أن يحدث بها الجيش اختراقات توصلهم إلى خط المطار على الأقل ومن ثم الدخول إلى صنعاء هذا قبل سنتين اما الان فنحن نمضي نحو استكمال الأربع سنوات حرب بعد شهرين من الآن .

الدولة الصفرية هي هذا الواقع الذي نعيشه منذ أربع سنوات ويعلم الله إلى متى سنعيش هذه الصفرية .. فكما ترى كل الأطراف تراوح مكانها ولكل طرف سببه ومشكلته .. انما مهما حصل فانه لا يجب أن نصل إلى الصفرية الأمنية.

لذلك نقول ان استعادة قوة الدور الأمني بشكله المتكامل او حتى لو شبه متكامل انما لا يخلوا من الانضباط وحسن التعامل مع المواطنين والضرب بيد من حديد على كل خائن ورخيص يبيع أرواح الناس أو يروع الأمنيين.

أتمنى ان يصل صوتي وصوت كل من يعرف ماذا يعني فقدان الأمن... أتمنى ان يصل صوتنا إلى وزير الداخلية وكل الإدارات الأمنية في عدن ولحج وابين ، وهي المحافظات التي يجب التركيز حفظ وتشديد الامن فيهم وان يتم تنسيق جميع جهودهم الأمنية وان يقدم كل طرف تنازلات للطرف الآخر للوصول إلى رؤية أمنية واضحة .

وإبعاد ملف الأمن عن أي معتركات سياسية لان الأمر جلل وإن لم تجتمع وجوه الرجال وتصفى القلوب وتزال جدران الإعجاب بالرأي ومالم تنسق الجهود مع الاحتفاظ بالمواقف السياسية على اختلافها لأننا سنواجه خروقات أمنية لا حصر لها.

ويكفي أن نتفق ان الأمن واستعادة دورة في حياتنا بات هو معركتنا ومعركة كل الأقلام المحترمة التي تحمل هم وطن ووجع قضية لحث الجميع لأن يلتقوا تحت توحيد الصف الأمني على الأقل وترك وتجنيب الملف السياسي لأننا في وضع يتطلب فعلا وجود عمل امني موحد بعيدا عن المزايدات والمناكفات.

فبدون الأمن واستعادة دوره لن نجد اصلآ قضية لننتصر لها فكل شيء سينهار حينها ،، ولن يظل أي طرف واقفآ على رجليه مهما ظن انه في منى من اي اختراقات أمنية قد تتوسع كلما توسعت عملية تصعير الخدود لبعضنا البعض وكأننا نريد أن نحقق انتصارات شخصية .

الجميع سيمسه الأذى والضر حينما نقحم ملف الأمن في المعترك السياسي لاننا شئنا أم أبينا أصبحنا جميعنا على ظهر سفينة الدولة الصفرية .. ولن نستطيع

وتبقى كتاباتنا كأمنيات الناس البسطاء ... وكأحلام أطفال اليوم .. لايريدون منكم أموال ولا جاه ولا مدنآ من الشيكولاتة ..

وهم لا يريدون ان ينافسوكم في مواقعكم ولا يريدون أي مناصب من مناصبكم.

هم فقط يريدون منكم ان تتوحدوا وان تحضنوا بعضكم بعضآ وان يخفض كل طرف جناح الرحمة لأخيه حتى وإن أثر على نفسه وان يكون الأمن وخدمة الناس هي معركتكم.

إنها ليست رسالتي فقط .. بل هي لسان حال كل البسطاء وكل الأهالي في كل الجنوب .

ذلك الجنوب بشعبه الذي مازال يدعمكم ويقف من خلفكم وينتظر خيركم .

وهو شعب كريم يستحق ان يكون لهم جهاز أمن يأمن ظهرهم ويأمن عيشهم وحياتهم وأموالهم وينهي كل أوجه الفوضى .

وكل ذلك لا ينقص قيد أنملة في قضيتنا ومبادئنا وآرائنا .. فالامن ملف خطير لا يجب أن يقحم في اي معترك غير معترك الأمن المتكامل الذي يجب أن نسعى لاستعادة دوره الحقيقي .