عرض الصحف

الخميس - 28 مايو 2020 - الساعة 10:13 ص بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))وكالات:

واصلت صحف عربية صادرة اليوم الخميس الاهتمام بالتدخل التركي في ليبيا، وتداعياته المحلية والإقليمية والدولية.
ووفقاً لهذه الصحف، فإن ليبيا، ليست هدف أردوغان الوحيد في المنطقة، بل تتجاوزها إلى السعي لبسط نفوذه في القارة السمراء، بأسرها.
التغلغل التركي
وأشارت صحيفة العرب اللندنية إلى سعي تركيا للتمدد بعد ليبيا في دول الساحل والصحراء، عبر السعي لتأمين البوابة الجنوبية، ثم الاتجاه نحو تشاد بالاستناد على الجماعات المتطرفة التي تدعمها أنقرة والدوحة.
وقالت الصحيفة: "ربما لم يلتفت كثيرون إلى عمق الروابط التحتية وتفاصيلها بين تركيا والمتطرفين في دول مثل تشاد، والنيجر، ومالي، ونيجيريا، وكاميرون وغيرها، لأن الواجهة القطرية حرفت أنظارهم بعيداً عنها مبكراً".
وأضافت الصحيفة "تحتفظ التنظيمات المتشددة بدرجة من الخلافات البينية، لكنها تستطيع صهرها وتذويبها أو تجاوزها عندما تواجه خصماً واحداً، وهذه هي الثيمة التي اشتغلت عليها تركيا، نجحت فيها أحياناً وأخفقت في أحيان أخرى، وطبقتها في الأراضي السورية، ومكنتها في النهاية من الاحتفاظ بمظلة معنوية لكل الأجنحة التكفيرية، وشرعت في إعادة تكرار هذه اللعبة في دول الساحل والصحراء، وحتى المعارك التي جرت بين تنظيمي القاعدة، وداعش في مالي أو غيرها، من السهولة أن تحتويها تركيا، لأن المصلحة التكتيكية تقتضي ذلك".
النموذج السوري
من جانبها اعتبرت شبكة رؤية الإخبارية، أن تركيا تحاول إعادة إنتاج النموذج السوري في ليبيا، في إطار سياستها التوسعية الواضحة.
وفي هذا الإطار قالت الشبكة، إن "خُطط الرئيس التركي لوضع اليد على النفط الليبي والتحكم في السواحل الليبية الممتدة، ستمس من مصالح الدول الأوروبية، وأمنها وأمن الملاحة الدولية، فضلاً عن بناء منصة متقدمة لتجسيد حلم استعادة الإمبراطورية العثمانية".
وأضافت "تركيا تستعجل جني الثمار في ليبيا، فقد سارعت أنقرة إلى استثمار الاتفاقية الممضاة مع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج في نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، التي تنص على إقامة منطقة اقتصادية خالصة من الساحل التركي الجنوبي على المتوسط إلى سواحل شمال شرق ليبيا، لوضع يدها على الثروات الطبيعية لليبيا وإقحامها في توتر مع محيطها الإقليمي".
مجرد أوهام
في موقع "أحوال تركية"، وبالعربية، قال خير الله خير الله: "الواضح أن تركيا تريد أن تجد لها موقعاً مختلفاً على خارطة الشرق الأوسط، وتبدو أيضاً مصرة على ذلك في وقت لا وجود فيه لقوّة عربية مستعدة لمواجهتها فعلاً بطريقة مباشرة".
وأضاف أن "الدليل على ذلك، أن تركيا لم تتردّد في إرسال أسلحة وحتّى قوات عسكرية ومئات المرتزقة السوريين من الشباب المغلوب على أمره، بغية منع الجيش الليبي من استعادة طرابلس من الإخوان المسلمين وميليشياتهم المختلفة".
ورغم ذلك اعتبر الكاتب أن المحاولة التركية محكومة بالفشل، قائلاً: "لن تستطيع تركيا لعب دور يفوق حجمها، يحتاج مثل هذا الدور إلى إمكانات مالية كبيرة غير متوفرة في بلد يملك جيشاً كبيراً، لكن رئيسه لا يعرف ماذا يريد إلا إذا استثنينا أمرين، أولهما أجندة الإخوان المسلمين، والآخر وهم العودة إلى الإمبراطورية العثمانية، وهي عوامل ستؤدي إلى فشل هذا المشروع في النهاية".
نهاية مشروع
من جهته اعتبرت صحيفة الشرق الأوسط، بقلم سليمان أن الجيش الوطني الليبي، قادر على التصدي للمشروع الأردوغاني، في ليبيا و إفريقيا أيضاً.
وقال الكاتب: "الجيش الوطني الليبي لا يتوقف عند حدود الحديث عن ذلك، ولكنه يعلن أنه سيُنهي هذا المشروع في الأمد الزمني المنظور، ما يعني أن مشروع أردوغان في ليبيا سيتحول على يد جيش البلاد الوطني، إلى سراب سياسي لن يبقى منه شيء في النهاية".
وحذر الكاتب من خطورة هذا المشروع، قائلاً: "هو للحقيقة ليس مشروعاً تركياً، ولكنه مشروع أردوغاني في الأول وفي الآخر، لأنه مشروع مرتبط بوجود حاكم تركيا الإخواني على مقاعد الحكم في بلاده، ولأنه مشروع سيختفي في اللحظة التي يفقد فيها أردوغان الكرسي، وفي اللحظة التي يتقدم حزب آخر في تركيا، بدل حزب العدالة والتنمية الذي جاء بأردوغان إلى السلطة مع بدايات العقد الأول من هذا القرن".
وتوقع الكاتب سقوط المشروع الأردوغاني، موضحاً أنه "مشروع سياسي ساقط بطبيعته، ليس لأن الخصوم الذين يقفون في مواجهته يتحاملون عليه، ولا لأنهم يغارون منه ومن نجاحه، ولا لأنهم يرون فيه من المزايا ما لا يجدون عندهم من المزايا ذاتها، ولا لشيء من هذا كله، ولكن لأنه مشروع سياسي يفتقد لمقومات الحياة والبقاء".