اخبار وتقارير

السبت - 01 أغسطس 2020 - الساعة 09:07 ص بتوقيت اليمن ،،،

(المرصد)خاص:

لا أعرف شيئا عن تيليغرام
لا أعرف شيئا عن سناب شوت
لا أعرف أي شيء بالمطلق عن إنستغرام
لدي حساب وحيد وخامل على تويتر يتابعه قرابة ٣٩ ألف. شكرا للشاب الذي أسس الحساب وأداره دون علمي ثم سلمني إياه قبل عامين. لا أزال أنظر إلى تويتر بريبة، تنقصني كل درجات الحماس للتدوين هناك.

لدي تطبيق واتس أب، هناك اشتركت في مجموعتين فقط: مجموعة عمل تطبيق طبيبي ومجموعة أطباء المستشفى. لا مجموعات أخرى. ومع ذلك فأنا أصحو كل يوم، حقيقي، متوعدا فيس بوك وواتس أب. ويوما ما قد أنجح في تنفيذ وعيدي.

لا أفهم كثيرا في التكنولوجيا ولا أريد أن أفهم. ساعة فوسيل الثمينة التي حصلت عليها كهدية تخليت عنها بعد نصف نهار، وعدت لساعتي الكاسيو التي تعمل بالفحم. تكيفت بصعوبة بالغة مع تكنولوجيا طب القلب، مع البيروقراطية التقنية في ألمانيا، وأبرزت جدارة لافتة مع الأيام مؤكدا لنفسي أن الإنسان بمقدوره أن يتعلم الأشياء متى ما اضطر لها. في الثانوية العامة طلب المعلم من كل تلميذ أن يكتب أفضل بيت قرأه، فكتبت
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى
وصوت إنسان فكدت أطير.
وقبل عامين وجدت نفسي في مجموعة واتس أب لمشائخ وأعيان مأرب. غادرت المجموعة، وصلتني رسالة رهيبة من الشخص الذي أضافني: دخلناك بين مشائخ وأعيان لكن واضح إنك مش حق احترام. لا أعرف ذلك الشخص.

رفضت على مر السنين الجلوس إلى جماعات أو مجموعات. هذه مسألة حاسمة في تخيلي للأشياء. أحترم الصداقة وأتوجس من الحشود والجماعات والمنظومات. هذه ليست فضيلة ولا عيبا. تعاتبني زوجتي: لم تهاتف شخصا منذ ١٠ أشهر. هل تستطيع استخدام زووم؟ الجواب: لا طبعا. لكن إذا أعطيتني الرابط سأتمكن من الدخول.
أفتح جهازي للكتابة، إشارة الإنترنت مقطوعة. أنتظر الهانم حتى تفيق من نومها. تنقر نقرة واحدة، يعمل الإنترنت. تسألني: أعلمك كيف تعمل؟ ارد بحزم: لا طبعا. ولو أنا مش موجودة، تسأل. أرد عليها: ما بيطيرش العالم.

*طيب والتيك توك؟
- خاف ربك يا زلمة

ولذلك سبب افتراضي:
أمسكت سماعة تلفون لأول مرة في ثانية ثانوي، وضعتها على أذني بالمقلوب فضحك الحمادي صاحب المحل. حصلت على أول موبايل في خامسة طب، ولم أشاهد السنافر ولا عدنان ولينا ولا أي من مسلسلات الأطفال واليافعين ... عدا حلقات معدودة من الكابتن ماجد في طفولتي، ثم تعطل الماطور، ولما قيل لي إنه سافر إلى البرازيل انفجرت باكيا.
انتظرت ربع قرن ثم أكملت باقي الحلقات في ألمانيا وقد صرت طبيبا مبجلا.
لا أعرف لعبة كمبيوتر واحدة. وأمس فقط عرفت معلومتين خفيفتين عن لعبة اسمها بوبجي، واستفزني الإيقاع الصوتي الحقير للاسم. لا توجد ألعاب، أي ألعاب، على جهازي. وقبل نصف سنة قلت سألعب كما يفعل الشبان في بادية بني سعد وقررت أن أشتري كيرم.

ومنذ ثلاثة أعوام بدأت مع هيلين رحلة لانهائية في سينما الأطفال، شاهدنا مئات الأفلام، وسنشاهد المزيد، واشتركنا في نيتفليكس، أمازون برايم، وديزني بلاس.. وسنشترك في أي منصة جديدة تقدم فن الصورة والحكاية.

اعترافات ذي الحجة ..

م. غ.