تحليلات سياسية

الأربعاء - 19 أغسطس 2020 - الساعة 04:08 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/خاص:

يستغل كتاب يمنيون مراكز بحثية إقليمية لتضليل الرأي العام لمحاولة تقزيم قضية الجنوب وزعمت كاتبة يمنية ان الحرب التي يشنها تحالف مع مأرب على أبين، تأتي امتدادا لصراع وقع منتصف الثمانيات، على السلطة، بين اقطاب الحزب الاشتراكي الحاكم حينها، وهو الصراع الذي يقول جنوبيون إنه كان صراعا تم تغذيته من اليمن الشمالي؛ ونفذته أذرعه التي كانت تحكم في الجنوب على الرغم من ان جذورها تعود إلى اليمن الشمالي.

ونشر مركز كارنيغي ومقره العاصمة اللبنانية بيروت، مقالة تحليلة لكاتبة يمنية تدعى ميساء شجاع الدين، وهي باحثة غير مقيمة في مركز صنعاء للدراسات، أوردت فيه جملة من المعلومات التي تناقض بعضها البعض.

ميساء شجاع الدين كاتبة يمنية استغلت مركز الابحاث لتضليل الرأي العام المحلي والاقليمي والدولي محرر صحيفة المرصد اطلعت على التقرير، الذي حاولت الكاتبة تصوير الصراع والحرب على الجنوب والتي تغذيها أطراف إقليمية معادية أبرزها تركيا وقطر، على انه صراع (جنوبي جنوبي)، الأمر الذي ينسف مصداقية مركز الأبحاث الذي من المفترض انه يسعى لتقديم معلومة وقراءة سياسية محايدة.

ودأب كتاب وباحثون يمنيون على محاولة تضليل الرأي العام وتقزيم قضية الجنوب الوطنية التي جاءت نتيجة الانقلاب على وحدة العام 1990م، بين عدن وصنعاء، وتبرأت تحالف الحرب الأولى على الجنوب في صيف العام 1994م.

ويقول المركز "إنه يهدف إلى تقديم التوصيات إلى صانعي القرار والجهات المعنية الرئيسة، من خلال تقديم الدراسات المعمّقة، وأيضاً من خلال وضع مقاربات جديدة للتحديات التي تواجهها البلدان العربية التي تمرّ في مراحل انتقالية"؛ وهو ما يختلف جذريا مع ما أوردته الكاتبة اليمنية التي حاولت إعادة احياء الصراعات القديمة في الجنوب، لخدمة اجندة أطراف إقليمية معادية، وهو الهدف الذي تعمل عليه وتموله الدوحة لمحاولة إعادة الصراع والاقتتال إلى الجنوب.

وليس من المعقول ان يقوم مركز دراسات كـ"كارينغي"، على تغذية الصراعات والاقتتال الأهلي، ناهيك عن دعمه لميليشيات تضم في صفوفها فصائل من تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين.

وتؤكد تقارير دولية على تحالف حكومة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي مع التنظيمات الإرهابية، وهي تقارير جاءت مبنية على معلومات وصور وثقت تواجد عناصر إرهابية قيادية في شقرة بأبين تقاتل في صف حكومة هادي.

علاوة على ذلك، وضعت الخزانة الأمريكية مسؤولين يمنيين بارزين على قوائم الإرهاب، بينهم موالون لنائب الرئيس علي محسن الأحمر الذي تصف تقارير دولية على أنه "أبو الإرهاب في اليمن".
وحاولت الكاتبة اليمنية ميساء شجاع الدين تقديم براءة لتحالف الحرب الأولى على الجنوب، بين الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح وتنظيم الإخوان المسنود حينها بالأفغان العرب، وهو التحالف الذي شن حربا سبقتها فتوى تكفيرية شهيرة "اجازت قتل الجنوبيين ونهب ثرواتهم"، على اعتبار "انهم ماركسيون وشيوعيون".

وقالت الكاتبة "ان الحرب التي يشنها الإخوان من مأرب على محافظة أبين، تأتي انعكاسا لما وصفته حالة العداء التاريخي العميق بين الضالع ولحج من جهة وشبوة وأبين من جهة أخرى.خلال الفترة التي كان فيها اليمن الجنوبي (1967-1990).
وأقرت الكاتبة باحتلال نظام صالح على الجنوب، لكنها لم تشر إلى دور الإخوان والافغان العرب في تلك الحرب التي مهد لها التنظيم بفتوى عبدالوهاب الديلمي.
ويتضح ان الكاتبة تنتمي إلى التنظيم اليمني حليف نظام صالح، من خلال محاولة تبرأته من الحرب الأولى على الجنوب، ناهيك عن تقديم الأب الروحي للإرهاب "كمظلوم ومستهدف".
واجتهدت الكاتبة اليمنية على تصوير الصراع على أنه الحروب التي تشن على الجنوب، هي في الأساس حروب انتقامية "بين الجنوبيين ذاتهم"، ولا علاقة للدعم الذي تقدم الأطراف الإقليمية لإخوان اليمن والحوثيين ونظام صالح في تلك الحروب الدموية المدمرة.

واعترفت الكاتبة ان حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، تسعى لخلق مكونات كرتونية لمحاولة الضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي، وتصويره على انه لا يمثل إرادة الجنوبيين كلهم. وذكرت الكاتبة "كانت اتفاقية 29 يوليو حاسمة بالنسبة للسعوديين، يريدون إنهاء تدخلهم العسكري في اليمن من خلال توحيد كل المعارضين لأنصار الله، والمعروفين باسم الحوثيين، حتى يتمكنوا من التوصل إلى اتفاق سلام مع الحوثيين، كما أنّ الاتفاقية مهمة للمملكة لإثبات أن حضورها ونفوذها في اليمن لا يزال قوياً، ولتعزيز صورة المملكة العربية السعودية كراعٍ للعمليات السياسية في البلاد.
ومع ذلك، عندما اقترح السعوديون سابقًا التوسط في المحادثات بين الأطراف اليمنية، رفض الحوثيون ذلك، وقالوا إن المملكة العربية السعودية بصفتها طرفًا في الصراع لا يمكنها أن تلعب دور الوساطة".

وقدمت الكاتبة الإخوان على أنهم حلفاء السعودية، وغضت الطرف عن علاقتهم بقطر وتركيا وإيران، زاعمه عن صراع بين اقطاب التحالف العربي (الامارات والسعودية)". وقالت "إن الخلاف الرئيسي بين السعودية والإمارات هو علاقتهما بـ"الإخوان المسلمين"، الذين طالبت الإمارات باستبعادهم الكامل من الحياة السياسية، السعوديون بدورهم لا يستطيعون التخلي عن الإخوان، حليفهم السياسي والقبلي القديم، لأنهم يعتمدون عليه في الشمال، وهادي، أيضًا، لا يُمكنه التخلي عن الإخوان، الذي يوفّر له دعمًا إعلاميًا مهمًا ودعمًا سياسيًا، خاصة وأن حزب المؤتمر الذي ينتمي إليه منقسم منذ عام 2011".
واعترفت الكاتبة أن حزب الإصلاح الإخواني يستخدم سلطة الرئيس المؤقت هادي كغطاء لتنفيذ اجندة إقليمية معادية، قائلة "حزب الإصلاح بحاجة إلى هادي كرئيس لتزويده بالغطاء السياسي والسماح له بذلك للحفاظ على نفوذه".

وأقرت الكاتبة أنّ جزءًا كبيرًا من الإخوان يتبعون الآن لقطر، بينما الفصيل الموالي للسعودية أقل تنظيماً. لذلك، ستبقى العلاقات مع الإصلاح عقبة رئيسية حيث يشكّل الحزب جزءًا حيويًا من الدائرة المقربة من هادي، حتى مع اعتبار المجلس الانتقالي الجنوبي الإصلاح جماعة إرهابية يجب القضاء عليها"؛ وهنا تحاول الكاتبة تقديم الإخوان كطرف سياسي مستهدف لتلميعه.
وختمت الكاتبة مقالتها في مركز كارنيغي بالقول "يُشير هذا إلى أنّ الإصدار الأخير من اتفاق الرياض قد يسير بنفس طريقة سابقاته. حتى لو تم تشكيل الحكومة فمن الصعب الافتراض أنها ستكون ناجحة، بالنظر إلى الافتقار التام للثقة القائمة بين الأطراف".

وتبقى الإشارة مهمة إلى ان مراكز الأبحاث بحاجة الى البحث والتدقيق في كل ما ينشر، فليس من المعقول ان تحض هذه المراكز المعتبرة على الحرب والعنف، وتحويل الصراع السياسي على انه صراع "اهلي او عرقي"، فبعض الكتابات تنسف حيادية المؤسسات البحثية ويضع مصداقيتها على المحك.