عرض الصحف

الأربعاء - 23 سبتمبر 2020 - الساعة 10:37 ص بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/خاص:

اعتبرت تقارير صحافية، أن تصريحات الرئيس اللبناني ميشال عون عن الوضع في بلاده الذي شبهه بالجحيم، جرس إنذار، إذا لم يتحرك السياسيون لوضع حد للأزمة، وهو تحديداً ما فعله رئيس الحكومة السابق سعد الحريري.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، أخذ الحريري مجدداً المبادرة، وعرض حلاً وسطاً ليكون الفرصة الأخيرة لإنقاذ جهود تشكيل حكومة في لبنان، في حين تساءل البعض: "في أي الطريقين يسير لبنان؟ في طريق عون الجهنمي أم طريق الإنقاذ الموعود؟".
الحريري يتجرع السم
وفي التفاصيل، يرى مراقبون وفق صحيفة العرب اللندنية، أن الكرة الآن في ملعب الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل لإبداء حسن النية، معتبرين أن تحفظهما على مقترح الحريري الذي تمثل في تسمية رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب شخصية شيعية مستقلة لمنصب وزير المالية، سيجعلهما في مواجهة ليس فقط مع المجتمع الدولي، بل أيضاً مع الرأي العام المحلي.
وسبق للحريري أن صرح بعد انفجار بيروت المدمر بأنه قدم "ما يكفي" من التنازلات، وأن الوقت حان ليقدم آخرون تنازلات، في إشارة إلى حزب الله وحلفائه، قبل أن يضيف أمس الثلاثاء "إني أتخذ مجدداً قراراً بتجرع السم". ويعتقد البعض أن حزب الله وحركة أمل، لن يجدا بعد حديث السم، ذريعة لرفض الفرصة الأخيرة لإنقاذ جهود تشكيل الحكومة.
رايحين ع جهنّم
من جانبه، قال مشاري الذايدي، في صحيفة الشرق الأوسط، تعليقاً على تصريحات عون عن ذهاب بلاده إلى جهنم: "عون، وفي تصرف كيدي وفهلوة سياسية، وشعور طائفي ساخن، تعاقد مع حسن نصر الله، وحزب الله، الوكيل الإيراني في لبنان وربما الشرق الأوسط، في تفاهم كنيسة مارمخايل الشهير، الذي بسببه تحول عون من خطاب الوطنية اللبنانية المعادية للنظام السوري أصالة، إلى ملحق سوري مسيحي لبناني، برعاية وحماية الجيش الإيراني في لبنان".
وتابع "ناصب عون وصهره العبقري باسيل العداء للخصوم، داخل الساحة المسيحية، بحجة التمثيل الأكثري، ثم ناصب العداء للطوائف الأخرى خاصة دروز وليد جنبلاط، وهم الأكثرية الدرزية، لكن الأخطر كان تصويبه، المثير، على السنة، وأنا هنا لست في وارد الدفاع عن سعد الحريري ولا عن كل قياداته السياسية الحالية. هذا الجو المريض، كرس عزلة لبنان العربية، خاصةً عن السعودية والخليج، والتحاقه بحزب الله الإرهابي، ثبت ورطته الدولية، وهو اليوم يجني حصائد العونية السياسية الكيدية"، متسائلاً: "في أي الطريقين يسير لبنان؟ في طريق عون الجهنمي، أم طريق الإنقاذ الموعود؟".
مناورات جهنمية
وبدوره قال نبيل هيثم في صحيفة الجمهورية اللبنانية، إن "الطروحات الطوباوية التي قدّمها رئيس الجمهورية حلاً للأزمة القائمة، من قبيل طرح فكرة دولة مدنية، لا يمكن أن تتحقق بين ليلة وضحاها، لا بل من العبث نقاشها في ظل مناخ محتدم لا يستطيع معه الفرقاء اللبنانيون الوصول الى الحد الأدنى من القواسم المشتركة، لمهمة عاجلة من قبيل تشكيل الحكومة، ولا يغيّر فيها أيضاً مقترحات سوريالية من قبيل التبني شبه الحرفي لما تضمنه بيان التيار الوطني الحر الأخير، بشأن توزيع الحقائب السيادية على الأقليات".
وأضاف "الطريق إلى جهنم بات معبداً بتفاصيل الأزمة الحكومية، فإذا كان المفهوم الرئاسي لجهنم ليس "روحياً" كما أوضحت رئاسة الجمهورية، الا أنه من المؤكد ليس "تشبيهاً ثانوياً" كما قيل. فالمغامرات السياسية اليوم باتت تشكّل استهدافاً لاتفاق الطائف، الذي قد يكون أول ضحايا فشل المبادرة الفرنسية، وحينها سيصبح الحديث عن حصّة هذه الطائفة أو تلك حكومياً، أو حتى المطالبات العبثية بالمداورة في الحقائب، عنواناً مؤسساً لصراعات أكبر، تتفاوت بين حديث متجدد عن المثالثة وآخر عن الفيدرالية، وبينهما عواصف جهنمية، تعيد عقارب الزمن إلى عشية العام 1975".
موقف تاريخي؟
وفي صحيفة الشرق اللبنانية نوه عوني الكعكي بموقف االحريري "في الوقت الضائع"، معتبراً أنه لا يقل أهمية عن قبول جمال عبد الناصر "مبادرة روجرز وزير الخارجية الأمريكي في عهد ريتشارد نيكسون، والتي تقضي بفرض وقف لإطلاق النار بعد حرب 1967"، لافتاً إلى أن "موقف الرئيس عبدالناصر يذكرني اليوم بمواقف ومحطات عدّة وقفها الرئيس سعد الدين الحريري، نائياً بنفسه عن الشعبوية، وتركت استياء عند الكثيرين الذين لا يَعُون مصلحة الوطن العليا، ومصلحة الشعب اللبناني كله".
وأشار إلى أنه بعد اقتراح تسمية "شيعي مستقل من قبل الرئيس المكلف ليحل عقدة باتت تهدد الوطن والمواطنين على حد سواء. نحن نتوقع ردوداً سلبية وأخرى ايجابية، وقد يُلام الرئيس الحريري على موقفه هذا، حتى من أقرب المقربين إليه لكننا على يقين أن القرارات التاريخية لا يتخذها إلا قادة تاريخيون.. وفي الليلة الظلماء يُفْتقد البدرُ".