حوارات

السبت - 26 سبتمبر 2020 - الساعة 11:48 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد / يمن الغد :

ترى الكاتبة والاعلامية اللبنانية الشهيرة ماريا معلوف في تماهي وزراء ومسؤولين في الحكومة الشرعية اليمنية مع التدخل القطري في الصراع اليمني بأنه يشكل خطراً على مستقبل اليمن وشعبه، خاصة بعد أن تكشفت النوايا الخبيثة للتنظيم العالمى الإخوانى، في السعي لإطالة أمد الحرب، وتهديد أمن واستقرار المنطقة، وتمكين عناصر إرهابية من زرع الفوضى لإدخال اليمن في أتون صراعات لا تنتهى.

وحذرت معلوف في حوار خاص اجراه معها موقع “يمن الغد” من المخطط التركي القطري للسيطرة على تعز ومنطقة الحجرية ومضيق باب المندب وقالت” ان هذا هو الخطر الحقيقي الموجود”.

واعتبرت تمكين تركيا وقطر من السيطرة على مضيق باب المندب الاستراتيجي نكبة تُعرض الأمن القومي العربي للخطر.

نص الحوار:

* تكتيك لحماية التطرف..
– من خلال اطلاعك على الوضع في اليمن وتحليلك سياسيا مالذي قد يؤول اليه الوضع في ظل وجود جناح نافذ لجماعة الاخوان يدير دفة الحكومة الشرعية في البلاد؟..

** .. لن يؤدي حسب تقديري إلا إلى مزيد من خلط الأوراق وتجدد المشاكل.. وقبل ذلك اسمح لي أن أشير بداية إلى أنه وللأسف وفي مأرب وتعز تحديدا يؤدّي الإخوان والحوثيون لعبة يمكنني أن اسميها (لعبة حكومة وانقلابيين) حيث انه وما إن تقترب منهما الحلول الأممية، سواءً على هيئة مراقبين أمميين أو في صورة اتفاقات سياسية مثل “اتفاق الرياض” بين الحكومة والانتقالي الجنوبي تفتعل الجماعتان كل الدواعي الأمنية والعمليات القتالية التي تحول دون نفاذ هذه الحلول وتعطلّها..

– كيف تقرأيين استمرار سيطرة الاخوان المسلمين على مناطق محررة من مليشيا الحوثي ومصادرة قوات الاخوان للأجهزة السيادية فيها وتحكمهم بالإعلام ومنابر المساجد؟

**.. اشكرك على هذا السؤال حيث انني على الدوام ومن خلال متابعتي اليومية للشأن اليمني اقول دائما ان العامل المشترك بين جماعتي الإسلام السياسي في اليمن، والتي هي جماعة الحوثيين وجماعة الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) أمر نلمسه نحن كصحفيين ومراقبين وامر لمسه واقر به فريق الخبراء الدوليين بشأن اليمن، وبالطبع أنتم في الداخل اليمني تلحظون ذلك حسب العديد من الشواهد التي ترونها ولعلك ياعزيزي تتذكر ما حدث قبل أشهر قليلة عندما عملت جماعة الإخوان من موقعها الحكومي على تعطيل وعرقلة قرار نقل ما يعرف بالنسخة الحكومية للمحكمة الجزائية من صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن. وقامت بنقلها إلى محافظة مأرب مركز سيطرتها. وكان هذا كما أصبح واضحا حائلاً دون تفعيل دور جهات الضبط الأمني والقضائي في عدن وتمكينها من التعامل مع المحكمة الجزائية والقضايا ذات العلاقة. وبمعنى اخر اقول انه بينما ظلت المحاكم ذات المستوى الأدنى في عدن تشتغل بفاعلية أقل، ظلّت آلة المنظمات الحقوقية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين تشتغل بوتيرة أعلى على الجانب الحقوقي والإنساني في محاولة كيدية لتصوير الوضع الأمني في عدن بالفوضوي والمليشاوي لغرض النيل من سمعة الجهات والقوات الأمنية التي تقوم بدور مكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة.

* مخططات لتدمير اليمن..
– هناك من يرى في الفكر الاخواني بانه فكر ارهابي عابر للحدود اخطر من الفكر الحوثي المقتصر داخل حدود اليمن.. فما العواقب التي قد تترتب من تفشي الفكر الاخواني المتشدد في اليمن في ظل استغلال الاخوان للحرب الدائرة في البلاد وقيادة وحدات الجيش وأيضا بناء معسكرات وفصائل مسلحة بدعم أجنبي “قطري تركي”؟

**.. لا أعلم يا استاذي ان كنت قد اطلعت على ما نشرته قبل أسبوعين صحيفة «دي برس» النمساوية نقلاً عن العميل السابق وضابط الاستخبارات الذي وضعته قطر على نظام المطلوبين وهو «جيسون جي» والذي قال “إن قطر تمول الحوثيين بشكل مباشر، ما يعني أنها تمول أيضًا هجمات صاروخية على السعودية”، بالإضافة إلى تمويلها لحزب الله اللبناني وجماعة الإخوان المسلمين… ايضا لطالما اتهمت الحكومة اليمنية «قطر» بتبنيها سياسة الحوثيين، وأكدت أكثر من مرة دعم الدوحة لجماعات من إيران في اليمن، وتواصلها معهم…واليوم شاهدت وكيل وزارة الإعلام اليمنية نجيب غلاب في حديث لقناة العربية، قال فيه أن قطر كانت تخطط لتأسيس نظام «إسلامي» يجمع بين الحوثيين والإخوان المسلمين لكنها فشلت في ذلك نتيجة مواقف الحركة الوطنية بشكل عام ضد هذا المخطط….واقول هنا باختصار أنه كان على قطر أثناء تواجدها ضمن قوات التحالف في اليمن، تصحيح سياساتها لكن جعلت وجودها داخل التحالف عائقاً لأهدافه وسبباً لخلق الصراعات بين القوى اليمنية ومحاولة تبني اتجاهات لجعل الحوثيين في موقف مسيطر في اليمن، وبعد خروجها من التحالف تبنت سياسات واضحة وعلنية لدعم الحوثيين ضد السعودية والتحالف بشكل عام واما بالنسبة لتركيا فهي على الدوام عدو للعرب وكل ما فيه دمار لليمن ووحدته فهي تدعمه.

معسكرات المخلافي واستهداف السعودية
– في الاونة الاخيرة دعمت تركيا وقطر القيادي البارز في حزب الإصلاح “الفرع المحلي لتنظيم الاخوان في اليمن ـ حمود سعيد المخلافي لانشاء معسكرات لمليشيات خاصة تابعة للإخوان غرب تعز علما بان هذا الجيش “التابع للإخوان” دخل في هدنة مع الحوثيين وفرمل المعارك مع مليشيا الانقلاب في تعز المحاصرة.. ترى لأجل ماذا يتم اعداد وتجهيز هذا الجيش الاخواني في تعز وعلى حدود الجنوب ومناطق مطلة على الساحل الغربي ومضيق باب المندب؟.

**.. الإجابة على هذا السؤال سهلة جدا فنحن نرى كل ساعة مساعى تركية قطرية لإكمال مخطط تخريب اليمن، وإحباط أى محاولة لوقف نزيف دماء أبنائه، وانا اقول دائما إنه تحالف قوى الشر الذى يعبث المنطقة وبلدانها مستغلا ذراعه الإرهابية “الإخوان”… ذلك التنظيم الإرهابى الذى ينفذ تلك المخططات بإخلاص منقطع النظير لحلفائه….لقد كانت لي حروب عبر تويتر مع المدعوة توكل كرمان التي ساهمت في خطة تخريب اليمن وزعزعة استقرار شعبه وعملت مع قوى إخوانية لتعطيل تنفيذ “اتفاق الرياض” الذى كان بمثابة طوق نجاة لليمينين كى يتوحدوا فى مواجهة عدوهم الحقيق “الحوثى” وهزيمته، وفي رأيي الخاص فأن تماهي وزراء ومسؤولين في الحكومة الشرعية اليمنية مع التدخل القطري في الصراع اليمني يشكل خطراً على مستقبل اليمن وشعبه، خاصة بعد أن تكشفت النوايا الخبيثة للتنظيم العالمى الإخوانى، في السعى لإطالة أمد الحرب، وتهديد أمن واستقرار المنطقة، وتمكين عناصر إرهابية من زرع الفوضى لإدخال اليمن فى أتون صراعات لا تنتهى… وقد نشرت تقارير أرسلها لك الان ياصديقي ان ما تكلمت عنه في سؤالك هذا عن مدينة تعز هو جزء من التدخل القطرى وجزء كذلك من مخطط التنظيم الإخواني في اليمن لإيجاد بيئة معادية للتحالف العربى بقيادة السعودية، وأنه تم استحداث معسكرات جنوب تعز تحديداً، ومن خلال التنظيم الإخواني العالمي الموالي لقطر، بدأت بتجنيد الآلاف براتب ٥٠٠ ريال سعودى، ومثلها كمصروف شهري، ويشرف علي تلك العمليات القيادي الإخواني حمود سعيد المخلافي، ووزير النقل السابق صالح الجبواني في أبين، اللذان تقاضى كل منهما 18 مليون يورو من قطر مقابل زعزعة أمن واستقرار اليمن، وتعطيل كل المشاريع التي تريد الخير لليمن واليمنيين.

مليشيا الحشد والنكبة القادمة
– ماذا يعني بقاء سيطرة الاخوان على مأرب وتعز ومناطق جنوبية باليمن تحت غطاء الشرعية على الرغم من تجاوزات ترتكبها قواتها تتعارض جذريا مع اهداف الحكومة الشرعية والتحالف العربي؟

**.. لا تنسى يا سيدي ان التصعيد الإخواني في محافظة تعز قبل أشهر كان محاولة لإرباك اتفاق الرياض وجهود تشكيل الحكومة الجديدة، كما أنه كان استباقا للتحولات التي قد يفرزها الإعلان عن حكومة المناصفة القادمة، وتراجع هيمنة الإخوان عليها بالنظر لمشاركة مكونات وقوى أخرى في الحكومة….ان حدث ماتقوله لا سمح الله فهو نكبة جديدة من فصول المشروع القطري التركي في اليمن وعلى وجه الخصوص في منطقة (الحجرية) بمحافظة تعز، ذلك ان تمكين تركيا وقطر من السيطرة على مضيق باب المندب الاستراتيجي وتعريض الأمن القومي العربي للخطر، عبر ميلشيات الحشد الشعبي الإخواني التابع للقيادي في الجماعة والمقيم في تركيا، حمود سعيد المخلافي…

واقول لأهلي في اليمن بوضوح انه “لدينا ثلاثة مشاريع: المشروع العربي بقيادة التحالف العربي، والمشروع الإيراني الداعم للحوثيين بوضوح، ولدينا المشروع الجديد القديم، المشروع القطري التركي الذي يطمح بإعادة الدور التركي إلى هذه المنطقة بالتحديد”.

واكرر محذرة من المخطط التركي القطري للسيطرة على تعز ومنطقة الحجرية ومضيق باب المندب فهذا هو الخطر الحقيقي الموجود وعليكم في اليمن ان تدعموا المشروع العربي بقيادة التحالف العربي.

أنقرة والتغلغل في الملف اليمني
– كيف تقرأيين عزوف الاخوان عن تحقيق الاهداف الوطنية وانهماكهم للعمل وفق اجندات خارجية في ظل التغني بعودة الخلافة العثمانية؟

**.. اقول لأولئك المغرر بهم ان أطماع تركيا للتواجد في اليمن وعلى ضفاف البحر الأحمر وخطوط الملاحة الدولية ليست جديدة وسبق أن حاولت تركيا في آخر أيام حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح توطيد العلاقات مع حكومة المؤتمر الشعبي العام حينها، وزار الرئيس التركي عبدالله جول صنعاء أكثر من مرة وكذلك “أردوغان” زار اليمن وقيادات كثيرة أمنية وعسكرية وسياسية توافدت إلى صنعاء لتشكيل حضور فاعل لأنقرة في اليمن غير أن نظام “صالح” تعامل مع هذه الأطماع بحذر ولم يتمكن الأتراك من تسجيل نفوذ على حساب الرياض.

وبعد المبادرة الخليجية وتشكيل حكومة مشتركة تمثل حزب “صالح” وأحزاب المعارضة عقب احتجاجات 2011م ، عادت تركيا للسعي مجددًا لتسجيل حضور سياسي وعقد اتفاقات أمنية ودراسة تنفيذ مشاريع تركية في اليمن وكان هناك تواجد لوزراء وقيادات سياسية داخل الحكومة تعمل على تمكين أنقرة من التغلغل في الملف اليمني.

وبعد اجتياح ميليشيات الحوثي صنعاء وغرق أنقرة في الملف السوري تأجلت التحركات التركية في اليمن؛ لتعود مؤخراً محمولة على شراع قطر وأذنابها في اليمن، غير أن الأوهام القطرية والمطامع التركية برأيي ستجد جدارًا صلبًا من التماسك بين اليمن ومحيطها الخليجي والعربي وستذهب كل هذه الدعوات والمحاولات أدراج الرياح….وكل اصدقائي في اليمن يقولون لي انهم لا يعتبرون أن هناك فرقًا بين إيران وتركيا، وتجربة استعمار اليمن من قبل الدولتين قديمًا راكمت تجربة مريرة من التسلط والتجبر والظلم لليمنيين تمت مواجهتها بحد السيف طيلة سنوات كفاح طويلة حتى تخلص اليمنيون من الاستعمار سواء كان فارسيًا أو تركيًا عثمانيًا.

معطيات ارتطام الاجندات القطرية
– تحول المناطق التي يسيطر عليها الاخوان باليمن الى اوكار لانتشار جماعات ارهابية في ظل السماح بتفشي الافكار الدينية المتشددة.. هل يمكن لذلك ان يؤثر على الامن الاقليمي والدولي وماهي المعطيات التي تبرهن حتمية تضرر الامن الاقليمي والدولي مستقبلا من تفشي الفكر المتشدد وانتشار هذه الجماعات الإرهابية؟

**.. هذا سؤال معقد وأرى بداية ان معالجة الاختلالات داخل مؤسسة الشرعية لن تتم إلا بتنفيذ بنود اتفاق الرياض كمقدمة لعملية إصلاح شاملة لبنية الشرعية وتحسين أدائها السياسي والعسكري وتحجيم الفساد ومحاصرة تيار قطر، والبدء بخطة لتحسين الخدمات وتنظيم الجيش وتوجيه كافة الإمكانات العسكرية والسياسية والإعلامية باتجاه مواجهة المشروع الإيراني في اليمن…، ولا بد من خلق حالة تمايز سياسي واضحة عن مواقف هذا التيار الذي بات يعرقل الشرعية ويخلط قائمة الأولويات لصالح المشروع المعادي للتحالف العربي وبما يتصادم مع أهداف الحكومة الشرعية ذاتها…ولا بد من تضافر الجهود الدولية لقطع الطريق على مخططات جماعة الإخوان في اليمن.

– مالذي يمكن ان يقوم به المجتمع الدولي والتحالف العربي للحد من خطورة التمدد الاخواني باليمن؟

**.. لا شك ياعزيزي ان محاربة الإرهاب أولوية وجزء أساسي من المعركة التي يخوضها التحالف العربي في اليمن، كي لا يتحول هذا البلد إلى ساحة كبرى للتنظيمات الإرهابية. وخلال الأشهر الماضية رصدت الأجهزة الاستخباراتية خلايا إرهابية، بدأت تنشط في المناطق اليمنية، الأمر الذي يهدد بشكل فعلي الجهود الكبيرة، التي قام بها التحالف العربي للقضاء على خطر الإرهاب في اليمن، ويُلحق في الوقت نفسه الضرر بالجهود المبذولة للتصدي لمليشيات «الحوثي»، التي تعد المستفيد الأكبر من انتشار الفوضى وعودة التنظيمات الإرهابية للنشاط.. على المجتمع الدولي تطهير اليمن من التمرد «الحوثي»…والارهاب الاخواني والانتكاسة -لا سمح الله – في التصدي للإرهاب ستكون كلفتها باهظة، ليس أقلها خسارة الرصيد والإنجازات التي تحققت في مجال مكافحة الإرهاب، خلال السنوات الخمس الماضية.

مواجهة المد الايراني
‏- على صعيد اخر كيف يمكن ان يؤثر الدعم الايراني للحوثيين باليمن على الامن الدولي؟

**.. الدعم الإيراني للميليشيات الحوثية في اليمن ليس مقتصرا على ما تصفه بـ”الدعم الاستشاري” من خلال إرسال ضباط وخبراء وعناصر ميليشيات ” حزب_الله ” اللبنانية وغيرها، بل بلغ تزويد المتمردين بالصواريخ الباليستية التي عرضت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هيلي، جزءاً منها في مجلس الامن، خلال استعراضها تلك الصواريخ التي استهدفت العاصمة السعودية الرياض، وهو ما اعتبرته انتهاكا للقرار 2216 الأممي…ايران وملالي ايران باقون ومصرون على استمرار التدخل العسكري الإيراني عن طريق دعم ميليشياته في اليمن، على غرار التدخل الذي يقوم به الحرس الثوري، بدعم ما أطلق عليهم “مقاتلي محور المقاومة” في العراق وسوريا ولبنان”، حسب تعبيرهم …ولابد من تشكيل محور عربي وايضا دولي يختص بأمن البحر الأحمر وباب المندب لقطع الطريق على ايران.

كيانات التمرد
-ماهي الاهداف المرجوة من تدخل حزب الله وايران للحيلولة دون انهيار الحوثيين باليمن؟

**.. ليس خافياً على أحد الدور التخريبي والتدميري الذي تلعبه إيران خاصة في المنطقة العربية، من خلال دعم ميليشيات مسلحة، وإيجاد كيانات متمردة كأذرع لها مثلما عملت على إنشاء ما تسمى حركة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن عام 1983، وقبلها بعام واحد «حزب الله» في لبنان.

هذه الأذرع والأدوات الإيرانية الإرهابية، هي سبب الحروب المشتعلة وعدم الاستقرار في أكثر من بلد عربي، على رأسها اليمن وسوريا ولبنان، والهدف وراء كل ذلك هو محاولة النيل من المملكة العربية السعودية، باعتبارها حائط الصد أمام المشروع الفارسي التوسعي المستند على استخدام الفتنة الطائفية والمذهبية، ودعم الجماعات المسلحة وإشعال الحروب كأساس لتغذية أوهامها الإمبراطورية….والحظ من خلال كوني باحثة في علم الاجتماع السياسي ان سياسة ملالي طهران ترتكز على أن مصلحتها الرئيسة في عدم استقرار المنطقة العربية وتحرك من أجل ذلك أذرعها الإرهابية لتحقيق هذا الهدف من ناحية، وابتزاز المجتمع الدولي ومقايضته بهذه الأوراق لخدمة مشروعها، من ناحية أخرى، لكن يجب على الغرب أن يعي جيداً أن استمرار إيران في دورها التخريبي بتفكيك الدول العربية والتدخل السافر في شؤونها الداخلية، يحمل تداعيات مدمّرة على العالم بمجمله، وآثار ذلك واضحة في انتشار قوى التطرف داعش والاخوان المسلمين.

-مالذي يمكن ان يقدمه المجتمع الدولي للحد من توسع دائرة الشراهة الايرانية للتوسع في الشرق الأوسط؟

**.. قد لا ابالغ ان قلت إن إيران أكثر دولة سعت إلى التدخل في شؤوننا نحن العرب، الأمر الذي قاد إلى أكبر قدر من التأزم في الشؤون الإقليمية، وأسهم في اتساع دائرة الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة، و إيران هذه الدولة العدوانية سلكت في تنفيذ استراتيجيتها العبثية والتوسعية طرقاً شتى، من التدخل المباشر في شؤون بعض الدول العربية إلى خلق الميليشيات وفق أسس مذهبية، وزرع الخلايا النائمة في بعض الدول للنيل من استقرارها عند الحاجة، وانتهاءً بتهديدها للسلم والأمن الإقليمي من خلال برنامجها النووي وتطوير قدراتها في مجال الصواريخ الباليستية، وكذلك الطائرات من دون طيار وتزويد الميليشيات التابعة لها بذلك، واحتلالها الجزر الإماراتية الثلاث ورفضها الدعوات الكثيرة والمتكررة لحل هذا الخلاف عبر الطرق الدبلوماسية من خلال التحكيم الدولي وقواعد القانون الدولي…وقد أجبت عن سؤالك هذا سابقا من خلال تغريدة كتبتها للرءيس ترامب بضرورة القضاء العسكري على نظام الملالي وحربنا مع ايران حرب حياة أو موت.

مساعدات فتاكة
-هل يمكن ان يكون لتدخل ايران وحزب الله باليمن مخاطر ترقى في تهديدها الى خطورة ارهاب تنظيمي القاعدة وداعش؟

**.. هذا سؤال رائع واعيدك هنا إلى تقرير الخارجية الأمريكية الذي نشر قبل شهرين حيث قالت الخارجية الأمريكية إن تنظيم القاعدة وداعش، وحزب الله اللبناني، والحرس الثوري الإيراني، والجماعات الأخرى المدعومة من إيران، استغلت الفراغ السياسي والأمني لتوسيع نفوذ تلك الجماعات الإرهابية في اليمن وتوفير المساعدات الفتاكة للحوثيين.

وأشارت في تقرير بعنوان “الدول حول الإرهاب عام 2019” إلى أن حكومة اليمن لا يمكنها “أن تنفذ كامل تدابير مكافحة الإرهاب في جميع أنحاء البلاد”، معيدة ذلك لأسباب حالة “عدم الاستقرار واستمرار العنف في اليمن”، إضافة إلى “تدهور قدرات الحكومة اليمنية”.

وقالت كذلك: إن “تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية احتفظ بمناطق نفوذ داخل اليمن، على الرغم من تصدّي الحكومة اليمنية وقوات محلية لتلك الجماعات الإرهابية على مدار عام “2019…وللاسف انا اقول انه

لا يزال هناك فراغ أمني كبير، ممّا يوفر لـ تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وداعش- فرع اليمن مساحة للعمل الإرهابي المدعوم من العدو الايراني..

– شكرا استاذة ماريا معلوف على هذا الحوار الذي بذلت جهدا فيه لسرد معطيات المشاريع الخطيرة على اليمن والمنطقة..