الشأن الدولي

الإثنين - 09 نوفمبر 2020 - الساعة 12:26 ص بتوقيت اليمن ،،،

المرصد خاص




في خطوة مفاجئة، ووسط مخاوف من اشتعال حرب في البلاد التي أنهت قبل سنوات صراعاً مريراً مع إريتريا، أقدم رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، الأحد، على إقالة كل من وزير الخارجية وقائد الجيش ورئيس المخابرات في البلاد.

أتى ذلك، بالتزامن مع تصاعد التوتر بين الحكومة وإقليم تيجراي الذي أعلنت فيه حالة الطوارئ قبل أيام قليلة.

وتفجر خلاف مرير بين حكومة رئيس الوزراء أبي أحمد وحلفائه السابقين في تيجراي الأربعاء بعدما أمر رئيس الوزراء بشن حملة عسكرية.. بعد اتهامه الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بمهاجمة قاعدة عسكرية للجيش الاتحادي ومحاولة سرقة عتاد.

ووافق برلمان إثيوبيا السبت على تشكيل حكومة مؤقتة لمنطقة تيجراي.

وذكرت هيئة الإذاعة الإثيوبية (فانا) أن مجلس النواب الإثيوبي وافق بالإجماع على القرار عقب توترات يشهدها إقليم تيجراي المضطرب.

ويعني القرار أن الهيئات التشريعية والتنفيذية التي تم انتخابها في إقليم تيجراي، في شهر سبتمبر الماضي سيتم إلغاؤها.

وبالتزامن يواصل أبي احمد حملة عسكرية أعلن عنها الأربعاء ضد الإقليم رغم كافة المناشدات الدولية للحوار مع الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بدلا من المخاطرة باندلاع حرب أهلية.

واليوم الاحد أيضا، حذرت الأمم المتحدة من أن هناك تسعة ملايين شخص معرضون للنزوح بسبب الصراع المحتدم في تيجراي، منبهة من أن إعلان الحكومة الاتحادية حالة الطوارئ يحول دون تقديم الغذاء ومساعدات أخرى.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير إن اشتباكات بين القوات الاتحادية وقوات تيجراي اندلعت في ثمانية مواقع بالمنطقة. وأضاف أن حوالي 600 ألف شخص في تيجراي يعتمدون على المساعدات الغذائية في حين يحصل مليون آخرون على أشكال أخرى من الدعم وجميعها توقفت.

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي أوضح أمس السبت أن حملته العسكرية تهدف إلى "وضع حد للحصانة السائدة منذ وقت طويل" في إشارة إلى هيمنة أبناء تيجراي على السياسة في البلاد قبل توليه السلطة.

في حين يشكو أبناء تيجراي من تعرضهم للاضطهاد في ظل حكم أبي الذي ينتمي لعرق الأورومو والذي أمر باعتقال العشرات من كبار المسؤولين السابقين بالجيش والسياسة من الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي في إطار حملة على الفساد.

وكتب أبي على تويتر الأحد أنه على الإثيوبيين ضمان عدم تعرض أبناء تيجراي لمعاملة جائرة "بسبب هويتهم"، ووصف قادة الإقليم بأنهم "عصبة جشعة".

يشار إلى أن الجبهة الشعبية كانت هيمنت على الحياة السياسية في إثيوبيا لعشرات السنين إلى أن تولى أبي السلطة عام 2018، وهي تتصدى الآن لجهوده الرامية لإزاحة قبضتها عن السلطة.

وفاز أبي العام الماضي بجائزة نوبل للسلام تكريما له على تحقيق السلام مع دولة إريتريا المجاورة بعد عداء استمر عشرات السنين وشمل حربا استمرت من عام 1998 إلى عام 2000 وراح ضحيتها أكثر من مئة ألف شخص.

وبالتزامن مع هذا التصعيد العسكري أعرب خبراء ودبلوماسيون عن قلقهم من حرب أهلية محتملة قد تزعزع استقرار البلد الذي يقطنه 110 ملايين نسمة.

وتقع أكبر قيادة في الجيش الاتحادي ومعظم أسلحته الثقيلة في تيجراي.

ومن بين أكبر المخاطر التي يثيرها الصراع انقسام الجيش الإثيوبي على أسس عرقية وانشقاق أبناء تيجراي وانضمامهم لقوات الإقليم.

ولعل هذا ما دفع عدد من الخبراء إلى التلميح إلى وجود مؤشرات فعلية على أن هذا يحدث حاليا.

و شددوا على أن قوام قوات تيجراي يصل إلى 250 ألف رجل ولديها مخزونات كبيرة من العتاد العسكري.

إلى ذلك، رأت مجموعة من الدبلوماسيين الأميركيين السابقين في بيان نشره معهد الولايات المتحدة للسلام الخميس أن "من شأن انقسام إثيوبيا أن يكون أكبر انهيار لدولة في التاريخ الحديث".

و جاء في البيان أن تصاعد القتال سيقضي أيضا على الأمل المتبقي في الإصلاحات الديمقراطية التي وعد بها آبي.