اخبار وتقارير

الأحد - 28 فبراير 2021 - الساعة 10:27 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/صالح لزرق:

من يدافع عن مأرب؟

هل يشكل سقوط مأرب والإخوان خطرًا على الجنوب؟ أم أنه يخدم الجنوب؟

محلل استراتيجي: ما يحدث بمأرب لعبة إخوانية وصفقة واضحة لتسليمها للحوثي

مصدر قبلي: الحوثيون يدفعون ملايين الريالات لقيادات الإصلاح مقابل ترك الأسلحة في المواقع

 
تقرير/ صالح لزرق:

اقترب الحوثيون، ذراع إيران باليمن، من إحكام سيطرتهم على محافظة مأرب اليمنية، آخر معاقل شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي في الشمال، والتي تعد مركزًا لنفوذ حزب الإصلاح الإخواني.

وأحرزت مليشيا الحوثي تقدما ميدانيا على مختلف الجبهات، وتمكنت من السيطرة على جبل البلق المطل على سد مأرب التاريخي، بعد معارك عنيفة مع القوات المدعومة بقبائل مأرب وخلفت المعارك عددًا من الجرحى والقتلى في صفوف الطرفين.

وقالت مصادر قبلية وعسكرية إن "مليشيا الحوثي شنت هجوماً بـ(17) نسقا قتاليا على "البلق" وعلى "الكسارة" و"ملبودة" وكذا في جبهات الجدعان، يوم الجمعة، هو الأعنف منذ بداية المعارك".

وأضاف المصدر أن "الحوثيون في جبهة الكسارة وحدها شنوا بواسطة 8 أنساق قتالية معززة بالمدرعات والدبابات ومختلف أنواع الأسلحة في مسعى منهم للتقدم، غير أن هذا الهجوم تم التصدي له وسقوط عشرات القتلى والجرحى في أوساط الطرفين".

كما شن الحوثيون هجوما في جبهة الجدعان بخمسة أنساق قتالية على وادي حلحلان ومحزام ماس وصولاً إلى "نبعة والمخدرة" تمكنت خلالها قوات هادي وقبائل مأرب من كسر الهجوم وأسر 22 عنصراً حوثياً.

واستخدمت مليشيا الحوثي صواريخ الباليستي، حيث أطلقت خمسة صواريخ على مدينة مأرب في آخر 48 ساعة الماضية، المكتظة بالنازحين الهاربين من مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، حسب إفادة مصادر هناك.

 

الشرعية تدير ظهرها لمأرب

وقابل الهجوم العسكري للمليشيا الحوثي على مأرب اليمنية صمتًا وخذلانًا لحزب الإصلاح الإخواني والرئاسة اليمنية، المتحكم بقرارها الحزب الإخواني، وعلى ما يبدو فإن شرعية الإخوان فقدت الأمل في تحقيق أي انتصار على الحوثيين في جبهات مأرب.

هذا ما أكدته وسائل الإعلام التابعة للحزب والممولة من تركيا وقطر، التي تصوب سهامها تجاه الجنوب وجزيرة سقطرى، وهي المناطق المحررة والتي تقع تحت سيطرة أبنائها.

وذكرت مصادر عسكرية أن قوات تابعة لحزب الإصلاح انسحبت من معسكراتها في مأرب إلى شبوة وسيئون، كما وصلت قبل الخميس الماضي كتيبة معززة بعدد من المدرعات منطقة شقرة الجنوبية قادمة من مأرب اليمنية، وهو مؤشر يكشف نوايا حزب الإصلاح، في محاولاته التوسع جنوبا وترك الشمال لإيران وأدواتها المحلية.

إلى ذلك كشفت مصادر عسكرية في وزارة الدفاع أن الوزير محمد المقدشي قام بترتيبات لنقل الوزارة إلى مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، حيث قام بنقل آخر دفعة من مكاتب الوزارة إلى سيئون، مساء السبت الماضي.

وقال المحلل الاستراتيجي د. خالد الشميري إن ما يحدث في مأرب لعبة إخوانية وصفقة واضحة لتسليم مأرب للحوثيين.

وقال الشميري عبر (تويتر)‏: "في مأرب لعبة الإخوان واضحة مقدماً، حيث تم نقل وزارة الدفاع إلى سيئون مبكراً، والجيش منذ أيام يتم إرسال قواته وكتائبه إلى أبين ولحج وشبوة بسرية تامة وبلباس مدني، والأمر الذي فضحهم هو العتاد العسكري الثقيل من الدبابات والمدفعية، حيث لم يستطيعوا إخفاءها".

 

من يدافع عن مأرب؟

وتذود القبائل في الدفاع عن مأرب اليمنية، إلى جانب بعض المتطوعين من أبناء الشمال وبمشاركة قوات من الجيش اليمني غير المؤدلج ولا يخضع لجماعة إخوان اليمن، التي خذلت مأرب والقبائل وأبناءها لصالح مشروع إيران.

وخسر الحوثيون العديد من عناصرهم في معارك مأرب الأخيرة، حيث تمكن أبناء القبائل من إلحاق خسائر بشرية في صفوف المليشيا على مختلف الجبهات، وكان لقبائل مراد الدور المحوري في مقارعة مليشيا الحوثي منذ بداية الحرب قبل ست سنوات.

وقال مصدر قبلي لـ"الأمناء": "إن قيادات الإخوان تبيع جبهاتها للحوثيين، وكانت أولى الصفقات بين الجماعتين جبهة نهم والجوف، التي استحوذ عليها الحوثيون وأعلنوا سيطرتهم على 17 لواء عسكريا حينها".

وأكد المصدر القبلي أن الحوثيين يدفعون ملايين الريالات لقيادات الإصلاح في بعض الجبهات مقابل ترك الأسلحة في المواقع للحوثيين والهروب إلى مأرب بذريعة أن التحالف العربي هو من خذلنا.

وتأكيدا على ذلك قال الصحفي اليمني سياف الغرباني: "إن جبهات قبائل مأرب أكثر صلابة من تلك التي يتحكم بها المدرسون الذين أصبحوا ضباطاً وقادة كتائب وألوية".

وأضاف: "المناطق والمعسكرات التي أسقطها الحوثيون في الأسابيع الأخيرة، جميعها تقع ضمن نفوذ جيش الجماعة".

واختتم الغرباني قائلا: "لم يحقق الحوثي اختراقاً مهماً في أي جبهة يمسك بقرارها رجال مراد".

فيما قال القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي وضاح بن عطية إن مأرب تتعرض للقصف والحصار منذ ما يقارب العام، ومليشيا الإخوان ترفض الانسحاب من شبوة وشقرة ووادي حضرموت، وفقا لاتفاقية الرياض، التي تنص على سحب المعسكرات القتالية لجبهات القتال ضد الحوثيين.

وأضاف بن عطية عبر (تويتر): "‏سنة والحوثي يحاصر مأرب وقوات إخوان الشرعية في شقرة ترفض الانسحاب والعودة إلى مأرب كما نص اتفاق الرياض".

وتابع: "سنة وأكثر من عشرة ألوية تابعة لعلي محسن تحمي حقول النفط في وادي حضرموت وشبوة ولم يرسلوا أي تعزيزات للدفاع عن مأرب".

 

إسقاط مأرب وخطره على الجنوب

ويرى مراقبون أن سقوط مأرب تحت سيطرة مليشيا الحوثي، سيفتح شهية ذراع إيران للتوسع في محافظات الجنوب المحررة، التي تتمتع بثروات نفطية والمحاذية لمحافظة مأرب اليمنية وهي شبوة وحضرموت.

فيما قال سياسيون إنه في حال نجح الحوثي بإسقاط مأرب من المتوقع أن يكتفي بهذا الانتصار في هذه المرحلة لأن دخوله في معركة في محافظات الجنوب ستكلفه الكثير، وخصوصا أنه تلقى خسائر بشرية وعسكرية في معركة مأرب، كما أن مليشيا الحوثي لا تمتلك حاضنة شعبية في محافظات الجنوب، ولديها تجربة سابقة كلفتها الكثير.

 

سقوط الإخوان في مأرب.. كيف يخدم الجنوب؟

كما اعتبر رئيس تحرير صحيفة المرصد، المحلل السياسي حسين الحنشي، أن "الجنوب لن يرى دولةً أو تحريرًا ولا تزال هناك قوة في الشمال لها علاقة بالعرب وعلاقة بالجنوب مثل الإخوان المسلمين".

وأضاف عبر (الفيسبوك): "العقل يقول إن الحوثي المشيطن عربيا وجنوبيا يسيطر على كل شبر في الشمال وبعدها يمكن أن نتناحر نحن وهو بعد أن يصبح الشمال لا داعم سعودي له ولا له صفة في الجنوب ولا أرضية وشعبية".

وأكد الحنشي أن الحوثيين أكثر حقدا وإجراما من الإخوان وكل قوى الشمال، لكنها ليست أكثر خطرا على الجنوب من الإخونج، والسبب أن الإخوان يمكن قبولهم في الجنوب هم وأدواتهم أما الحوثي فليس له فرصة للعيش في الجنوب، كما أن الإخوان يمكن أن تقف معهم السعودية والتحالف ضد الجنوب أما الحوثي فلا سعودية له، وخصوصا إذا كان الأمر يتعلق بالجنوب وأراضيه".

وتابع: "هذه معادلات سياسية عقلية بحته، وأي سياسي براجماتي ولديه قضية سيعمل حسب هذه المعادلات". مختتما: "لهذا تسقط مأرب ويسقط مشروعها أما مشروع الحوثي فلا فرصة له للعيش في الجنوب".