كتابات وآراء


الخميس - 03 أغسطس 2017 - الساعة 03:53 م

كُتب بواسطة : نجيب يابلي - ارشيف الكاتب



في سياق المخطط الاستخباري الخارجي ((حدود الدم )) الذي تتعرض لأثاره التد ميرية ليبيا ، العراق ، سوريا ، ليبيا ، اليمن وقد تبين لكلك ذي بصر وبصيرة أن المستهدف الأول هي عدن وان عصرنا هذا هو عصر المدن وعدن مؤهله لان تحتل مركزا متقدما بين مدن العالم وقد كانت كذلك في الستينات من القرن الماضي في زمنها الجميل .. زمن النظام والقانون .. زمن المجلس التشريعي والمجلس البلدي .. زمن انتشار نوادي كرة القدم في كل مدن عدن (كريتر، المعلا، التواهي، البريقه) والصحف والمجلات والمنظمات السياسية والحزبية ومنظمات المرأة والطلاب وغيره ولذلك تقرر تدمير عدن من خلال ((الفوضى الخلاقة) وقد شهدت عدن منذ العام 2015م وحتى اليوم سقوط العشرات والعشرات والعشرات من القتلى والجرحى في معارك سيق أبناء عدن إليها في المخا وتعز والبقع وغيرها فيما قتل العشرات ولعشرات في كمائن كما حدث في إغراق العبارة في مدينة التواهي وهلا (58) امرأة وطفلا ورجلا وفي نفس اليوم فقدنا عزيزا علينا وهو الأخ القائد العسكري الطاهر اللواء علي ناصر هادي، قائد المنطقة العسكرية الرابعة في حادث غادر مدبر بمدينة التواهي ولا ننسى استدراج الشباب إلى الصولبان لتسلم رواتبهم وإذا بالعشرات يسقطون في كمين مفخخ...

هذه المدينة عدن عاشت ادوار متقدمة منذ قرون ما قبل الميلاد واعترف بقدرها الإغريق والرومان والصينيون واكتسبت كونينتها عبر التاريخ بتعايش الأثينيات والديانات وأصبح السكان نسيجا واحدا وخلت عدن من عبارات السفاهات والتفاهات كالتي ظهرت مؤخرا و يتداولها جنوبيون عصبيون ويدفع بهم ويدفع لهم جهاز استخباري محلي يرعاه الأمريكان..

دفعت عدن الثمن في منعطفات عدة بداناها بتبادل الاغتيالات بين الفرقاء المعنيين بالنضال ثم الاقتتال الأهلي الأول من 6 إلى 11 سبتمر 1967 والاقتتال الأهلي الثاني من 3 إلى 6 نوفمبر 1967.. ثم الدخول مباشرة في منعطف سيء آخر وهو اعتراف الجيش بالجبهة القومية يوم 6 نوفمبر 1967م وهي كلمة حق يراد بها باطل عندما انزل الجيش دباباته إلى الشارع وخاض معارك ضد خصوم الجبهة القومية فسقط قتلى وجرحى وجرت اعتقالات ونزح المئات إلى خارج الجنوب وكانت تعز حاضنه النازحين ومن هناك خاض خصوم الجبهة القومية معارك شرسة في حصار صنعاء ضد الملكيين وقتل بعضهم غدرا برصاص الجمهوريين أمثال هاشم عمر إسماعيل وسالم يسلم عولقي (الهارش) ونصر محمد سيف الردفاني ذلك أنهم قتلوا برصاصات من الخلف (من جانب الجمهوريين)..

كان لآري هوبسون مستشار الحاكم البريطاني في فترات هيكين بوثم (1951-1956) ووليم لوس(1956-1960) وتشارلس جونستون (1960-1963) واشتهر باسم المستر هوبسون وكان يجيد العربية بطلاقة و يتكلمها باللهجة العدنية وكان و كان مولعا بالقات ويتردد على كل منتديات (مبارز) عدن وكان يحث أبناء عدن على الاستفادة من تجربة لي كوان يو في سنغافورة والذي بدأ يتطهر سنغافورة من الثعابين والعقارب والجردان .. أدرك لي كوان يو بأن من الصعوبة بمكان أن يبني سنغافورة بإمكاناتها المتواضعة ولذلك اقترح على أصدقائه وأشقائه من حكام الملايو (7سلاطين) إقامة اتحاد فيدرالي معهم ويستفيدوا من قدرات وإمكانات بعض أعلنوا اتحاد ماليزيا ومشى لي كوان يو معهم لسنوات قليلة واستقل بدولته عن الاتحاد وكانت سنغافورة آنذاك في الدور الأرضي وكانت عدن في الدور الثالث ..

كان هوبسون يجد معارضته قوية من كل رواد مبارز عدن وكانوا يطلبون منه عدم ذكر كلمة سلاطين وإنهم عازمون لى تطهير البلاد من البريطانيين والسلاطين لان المرحلة كانت مرحلة المد لناصري وإذاعة صوت العرب ورجليها احمد سعيد ومحمد عروق وكانت الرحلة محكومة بالفوران العاطفي وغياب البصر والبصيرة وكانت المواجهة بين جهاز المخابرات السوفيتي ( KGB) وجهاز المخابرات المصدري من جهة وجهاز المخابرات البريطاني(M16) والمخابرات السعودية من جهة أخرى والمواجهة استهدفت الدفاع عن الانقلاب العسكري في الشمال وزعزعة الاستقرار في عدن..

وبعد أن يأس هوبسون من نصيحتة ومواجهته بعبارة (مانشتي سلاطين) قال لهم : خلاص ما تشتوا سلاطين .. بنجيب لكم شياطين.. ومنذ ذلك الوعد والوعيد وحتى اليوم لم نجد عدن العافية وظلت طريحة الفراش حتى يومنا ..

إنها لعنة هوبسون يا رجال !!