كتابات وآراء


الخميس - 09 نوفمبر 2017 - الساعة 04:20 م

كُتب بواسطة : فهد البرشاء - ارشيف الكاتب


لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة في قانون الدمويين الذين اعتادوا على سفك الدماء وتمزيق الأجساد ونثر الأشلاء,ولن يكتفوا بما حصدتهم أسلحتهم القذرة, وما خططت له سياستهم اللعينة, فمن أعتاد على شرب الدماء والتعامل بلغة القتل والدم لا شيء يقف أمامه وأمام مخططاته الإجرامية التي يمليها عليه أسياده وأرباب نعمته..
في غمضة عين تحولت (عدن) إلى مسرح لجريمة بشعة بكل المقاييس القذرة والمسخة, وتوقف الزمن ليخط على جدران الكون الفسيح لحظات موجعة لحكاية لا نشاهدها إلا في خيال (المرضى) والمختلين عقلياً, ولا يتجرأ على فعلها إلا من تجردوا من الدين والآدمية والضمير والأخلاق..
تفجيرات تهز (عدن), وذعر تملك الجميع, وأصوات رصاص تملى الدنيا, وصرخات إستغاثة من براثن الموت ووحشية المعتدين, وأناس في حالة ذهول وإستغراب لما يحدث, كل هذا وذاك يحدث في (ثغرنا) الباسم الموجوع, ضحاياه أبرايا لا ناقة لهم ولا جمل في السياسة السخيفة التي تقدم شعبها كــ (كبش) فداء ولقمة سائغة لكل من أراد أن يعبث به..
ذرفت (عدن) دموع الألم (مراراً) وتكرارا وتتالت مشاهد القتل بشتى الطرق والصور لتدلل على أن هناك من يريد أن يزعزع أمنها ويرعب أهلها ويخلق الفوضى العارمة فيها, لا لشيء ولكن حسدا من عند أنفسهم الأمارة بالسوء وتلبية لرغبات أسيادهم , ولكي تصبح عدن مسرح دماء ودمار..
هكذا يخططون, وهكذا يرسمون, وهكذا يريدون, لايهمهم من سيُقتل؟ أو كم سيُقتل بقدر ما يهمهم أن تتناثر الأجساد , وتتفحم الجثث, وتنوح النساء, ويخيم الخزن, ويعتمر الخوف الجميع, لايهم من يدفع الثمن, ولماذا يدفع الثمن, كل مايهمهم هو أن تتساقط امام دمارهم الأجساد وتتطاير الرؤوس..
وبالمقابل هناك من يتلذذ وينتشي ويرقص طرباً وفرحا لكل ما يحدث في عدن خاصة والجنوب عامة, فهم هكذا يريدون لنا, ويزعجهم أن نستقر أو يعم الأمن مناطقنا ووطننا, بل ويسعون لأجل لذلك بكل الوسائل والطرق والإمكانيات والجنود المجندة لتنفيذ أجندتهم, ونحن لم نتعض بعد ولازلنا في صراعاتنا السخيفة, ومكايداتنا التافهة, واحقادنا التي دمرت كل جميل في وطننا..
هم يتلذذون ويبتسمون ونحن نتكايد ونتناكف ونذرف الدمع والدم, ولم نعي أن تباعدنا ضعف, وتشتتنا هوان, وتفرقنا ذل, وتناحرنا فرصة سانحة لأعدائنا, ومكايداتنا أمنية كل من يتربص بنا الدوائر..