كتابات وآراء


الخميس - 24 مايو 2018 - الساعة 10:45 م

كُتب بواسطة : فهد البرشاء - ارشيف الكاتب


أيقنت تماماً أننا شعبٌ لن يصل لغايته وهدفه المنشود على الإطلاق،وأننا سنظل ندور في ذات الحلقة المفرغة، والشعارات الرنانة الجوفاء، ولن نتقدم قيد أنملة..

وأيقنت أيضاً أننا نُكثر الكلام أكثر من الأفعال،ونعتمد كثيراً على مايقال أكثر من الأفعال،وقد أبتلانا الله بشلة من الأبواق التي تجيد التطبيل تماماً للصخور الصماء فنحسبها ملائكة تسير على الأرض، فنقدسها ونعظمها ونحبها حباً جما..

وأيقنت أيضاً أن شعاراتنا في الساحات والميدان، والنعيق من خلف (الميكرفونات) ليست أكثر من نعيق وزعيق وضحك على ذقون البسطاء،وقبلهم الشهداء الذين سقطوا من أجل الحلم الوردي الذي تحول بعد مماتهم إلى كابوس مزعج..

نحن نجيد العزف على وتر المناطيقة بإمتياز،ونذكي نارها بطريقة قد تُشعل حرباً ضروس أشد فتكاً من حرب البسوس، فتهلك الحرث والنسل وتدمر الأخضر واليابس، ولاتبق ولاتذر..

نحن ننعق من خلف منصات التواصل بما لانفقه، فنحط من قدر هذا، وندمر ذاك، ونشتم هذا، ونقلل من قدر ذاك، وبالمقابل نرفع آخرين لايعرفون خُمس الخمسة كم، وليس لهم في عير الوطنية أو نفيرها غير معسول الكلام والمصالح الذاتية..

نحن شعبٌ حاربنا الأوفياء ووقفنا ضدهم،وقلنا فيهم مالم يقله مالكاً في الخمر،لا لشيء، ولكن لاننا نحب أن ننتقد على (الفاضي) والمليان، ونترك الأقزام (خُلقاً) هم من يمنحون هذا أو ذاك صك الوطنية والإنتماء والهوية والصدق..

نحن أكثر ما نجيده السخرية (السمجة) ظنناً منا أننا شعبٌ (فكاهياً) بينما نحن أغبياء (بإمتياز)، فربما تثيرنا وتهيجنا خُطبة صماء جوفاء، وأشخاص نجعل منهم فيما بعد (روبن هود) أو رجال خارقون يمتلكون عصاء سحرية وبيدهم خلاصنا، وهم ليسوا أكثر من هلاميين..

نحن من نحارب أنفسنا بأفكار ومعتقدات ومصطلحات وأساليب سخيفة جداً جداً، ونحارب كل من له بصمات فعلية على الأرض، نابعة من حب وصدق وخوف من الله،وليس مجرد شعارات وولاءات وإنتماءات وربما حباً في الريالات وأخواتها، ولهذا نحن فاشلون..