كتابات وآراء


الثلاثاء - 16 أبريل 2019 - الساعة 09:46 ص

كُتب بواسطة : بدر قاسم محمد - ارشيف الكاتب


عندما لاحت للاحزاب السياسية اليمنية الفرصة الذهبية المتمثلة في (حاجة التحالف العربي الملحة لتدعيم شرعية الرئيس هادي عبر انعقاد مجلس النواب في الاراضي المحررة لهدف تحطيم شرعية مجلس نواب الجماعة الانقلابية العاكفة الان على صناعته !) انتهزتها شر انتهاز وأملت شروطها على التحالف وعلى الرئيس هادي !... فأذعنا صاغرين!.
انتهازية حزب الاصلاح تحديدا في هذا الجانب معلومة وطبيعية فهي تأتي مضافة لموقف الحزب الانتهازي في الجانب العسكري المراوح مكانه في تباب نهم ومأرب .. يعني بكل روح رياضية نقدر نقول : عادي .. فليس بالإمكان أكثر مماكان وجرى ويجري من قبله... , إذاً فانتهازية الاصلاح السياسية المستجدة محلها من الاعراب : مضاف إليه مجرور مكسور الوطنية والناموس .. لاجديد يمكن اضافته هنا !.
الجديد الذي يمكن ان نضيفه هنا هي انتهازية حزب المؤتمر ! فهذه بارقة غدر جديدة لا تنسجم مع الموقف العسكري المشرف للحزب الذي يقف جنبا إلى جنب مع ألوية العمالقة الجنوبية في معارك الساحل الغربي في الحديدة ! ... ثمة تحليل سياسي يحاول ان يشفع هنا لحزب المؤتمر يرجح ان انتهازية حزب الاصلاح السياسية طالته هو أيضا وهي تملي شروطها التعجيزية على التحالف العربي والرئيس هادي في مسودة تشكيل مايسمى بتحالف الاحزاب السياسية اليمنية لدعم الحكومة الشرعية , حيث وضعت شرطا يُراد منه حشر حزب المؤتمر في موقف يناقض أدبياته المستجدة بعد مقتل زعيمه صالح , ينص على موافقة مذيلة بتوقيع قادة الحزب على مانصه : اتصال المرجعيات الثلاث بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومنها القرار 2216 ! .. وفي المقابل وضع حزب المؤتمر في مسودة الاتفاق مسألة التفرد بالقرار السياسي والعسكري للمؤسسة العسكرية والامنية ! , اضافة لشرط قبول حزب المؤتمر حصوله على رئاسة مجلس النواب !.

من المنصف هنا ان نضع السؤال التالي :
ألا ندرك ونحن نُقلب بين كفينا سخفا من هذا النوع يحاول ان يقول : ان كل الاطراف - المحلية والخارجية - أذعنت لانتهازية حزب الاصلاح السياسية ! :
انّا نغالط أنفسنا ونعللها بكلام من هذا النوع ؟! .. ربما ... ولما لا ؟ !

يسند من يحاول ان يمرر الرأي القائل بأن المؤتمر أذعن لانتهازية الاصلاح مثلما أذعن التحالف العربي والرئيس هادي , فرضية مفادها : ان هذا الاذعان ليس الا اذعان شكلي يعتمد على عامل الوقت فقط ; المسافة الزمنية القصيرة التي ستمكن التحالف العربي من وخز بالونة مجلس نواب الجماعة الحوثية بدبوس انعقاد مجلس النواب في سيئون تحت مظلة الحكومة الشرعية ! ; من ثم سيعود الحال على ماهو عليه بعد ان تكون قد مرت صرعة المجالس التشريعية هنا وهناك .. ففي النهاية غاية التحالف العربي من انعقاد مجلس النواب في اقاصي حضرموت ليس الغرض منها تفعيل العمل المؤسسي للدولة اليمنية ! - وإلا لسعى لانعقاده في العاصمة المؤقتة "عدن " - بقدر ماكانت غاية التحالف العربي هي جعل المؤسسة التشريعية , التي يحاول الحوثيون اقامتها في صنعاء , على أقل تقدير محل نزاع لايمكن البت فيه في نظر المجتمع الدولي ! .. ربما حزب الاصلاح يدرك ذلك ونوابه يجتهدون من هذه اللحظة في افتعال واثارة معارك جانبية مع الجنوبيين تبعد كل البعد عن المعركة الام للمجلس المتمثلة في عملية التصدي لمشروع الجماعة الانقلابية !.
لذلك نواب حزب الاصلاح وهم يعبثون اليوم ويتعمدون فتح معارك جانبية لمجلس النواب إنما يضيفون لانتهازيتهم السياسية قبل انعقاد المجلس , انتهازية سياسية اخرى عابثة بمقاصد واجندات المجلس الواضعة نصب عينيها هزيمة المشروع الطائفي للجماعة الحوثية الانقلابية , هزيمة سياسية الان و عسكرية فيمابعد !
السؤال الماثل امامنا الان :
هل سيمرر التحالف العربي والرئيس هادي مثل هذا الانتهاز السياسي الظاهر للعلن من قبل حزب الاصلاح ونوابه ؟! أم سيتعامل معه بنفس البرودة التي تعامل بها مع انتهازيته العسكرية ؟!.

اعتقد ان كل اطراف اللعبة اليمنية موضوعة على المحك !.