كتابات وآراء


الخميس - 06 يونيو 2019 - الساعة 09:00 م

كُتب بواسطة : انيس الشرفي - ارشيف الكاتب




قيادات الشرعية من رئيس الوزراء، ووزير الدفاع، ونائب رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس النواب، ومحافظ البنك المركزي، بالإضافة إلى وزراء ورؤساء ونواب وطواقم عمل أغلب الوزارات والمصالح والمؤسسات التابعة للشرعية جميعهم شماليين، ويتخذون من عدن مقراً لسلطتهم، ومن موارد محافظات الجنوب منهل يوجهونه لتلبية متطلبات سلطات محافظات الشمال الواقعة تحت سيطرة الحوثي.

وفي المقابل جبهات الحراب المشتعلة بوجه الحوثي لا يقاتل فيها شمالي واحد، بل تنحصر على قوات المقاومة الجنوبية.

ففيما الجنوبيون يقدمون التضحيات ويحققون الانتصارات، فإن الشماليين يحصدون المنافع ويقطفون زهرة تضحيات وانتصارات أبطال الجنوب.

وفوق ذلك كله، يغيب الجنوبيون عن طاولة المفاوضات، ويحضر الشماليين للتفاوض على اقتسام كعكة "الجنوب"، بل ويصر الطرفين على ضرورة عدم حضور أو تمثيل قوى الجنوب وقضيته بحجة عدم تشتيت مسار العملية السياسية بقضية التمثيل.

وفي الوقت ذاته، يكافئون أبناء الجنوب على دورهم في تحرير مناطق الشمال والذود عن كرامتهم، بتفريخ مجموعات ومكونات سياسية وهمية تحمل مسميات جنوبية وتتبنى مشاريع مستوردة من صنعاء، تمثل أحزابها وقواها، نكاية بشعب الجنوب، علاوة على إغراق محافظات الجنوب المحرر بالمخدرات والإرهاب والفوضى والفساد.

إنها لمفارقة غريبة، تتطلب قلب الطاولة على رؤوس الجميع، فيكفي شعب الجنوب ما لحق به في الماضي، ويجب أن يضرب بيدٍ من حديد ليسمع الصم البكم أنه لن يكن وقوداً لتلك القسمة الضيزى.
#أنيس_الشرفي
6 يونيو 2019م