كتابات وآراء


الخميس - 13 يونيو 2019 - الساعة 02:23 م

كُتب بواسطة : عبدالقادر القاضي - ارشيف الكاتب




( عن استقالة وزير الخارجية اليمني )

ايآ كانت مسببات وشروحات استقالة وزير الخارجية اليمني خالداليماني ،، فما هي ألا تأكيد وتجسيد على مدى عمق الخلافات والصراعات السياسية والحزبية التي تعصف بالشرعية من الداخل وتثبت بما لا يدع مجالآ للشك ان الشرعية باتت مجرد عصا غليظة تمسك بطرفها يد حزبية تطيح بكل من يختلف معها او يكون عائقآ لتنفيذ مخططاتها في استكمال سيطرتها ونفوذها وتغلغها في مفاصل مؤسسة الشرعية في كل القطاعات ..

ولا أملك ذرة شك تخالط ايماني بأن مصير هذه الشرعية هو كمصير سقف مسجد تتساقط اعمدتة من الداخل واحدآ تلو الآخر وتظل اركان المسجد الضعيفة هي الوحيدة التي تمسك به فقط ولن تكون قادرة على شيل ذلك الحمل فترة طويلة ..

فثقل مركز هذا السطح مع ضعف الأطراف عن استمرارها لحمل سقف المسجد وسيتصدع مع مرور الايام ولن يكون بمقدور الاطراف الضعيفة الممسكة به أن تستمر بحمل هذا السطح ،، ولا بمقدور قداسة المسجد أن تمنع هذا السقوط ..

وسيأتي يومآ لا محالة وسينقض سطح هذا المسجد ويتساقط او ان يهدم بيد هادم وفعل فاعل.. حينها سيكون ذلك السطح الذي كان له جزء من قداسة المسجد مجرد كومة من الأسمنت المتفتت والحديد الصدى لا كرامة ولا قداسة تحيطه ،، لأن قدسية المسجد ككل هي من تمنح السطح قداسة ،، وليس السطح هو من يمنح المسجد تلك قداسة .

فلا تكن اقل فطنة من أعرابي رأى اثر مسير ومخلفات روث على الرمال فتأملها .. وقال..

البعرة تدل على البعير ،، والأثر يدل على المسير .. فبمجرد بعرة واثر مسير .. استنتج ذلك الأعرابي الأمي من أن هذه الآثار تدل بما لا يدع مجالآ للشك من أن هناك جمل قد مر من هنا واكتفى بشهادة بعرة واثر على الرمال ليؤمن بما لم يراه .

فكيف بنا نتجاهل كل تلك الشواهد والشهود الذين يثبتون لنا مع مرور الايام أن مؤسسة الشرعية باتت أقرب إلى فقدان اعمدتها وركائزها من الداخل ،، والمؤثرة والمساعدة في حمل الثقل وتوزيعه لتصبح الأطراف الضعيفة والانتهازية هي وحدها من تمسك بتلك الشرعية .. لكنها لن تظل ممسكة بها وقتآ طويلا حتى وإن أرادت هي هذا ذلك ... فلا العملية السياسية ستسمح بكل هذا العبث ولا واقع الأرض بات يتناغم مع تلك الأطراف البائسة.

ستتآكل وستتفتت الشرعية من داخلها وهي بالفعل قد بدأت بذلك على أيدي مراهقون وخطباء منابر لايفقهون شيء في السياسة سوى بناء مصالحهم الشخصية والحزبية ..

فالخلافات الحاصلة بداخل اروقة الشرعية لم تعد مقتصرة على بعض نشطاء او بعض الوكلاء او حتى على مستوى القواعد الشعبية ..

بل وصل امر الصراع والفساد إلى داخل أروقة ومكاتب كبرى الوزارات ولن يكون فساد وزارة الدفاع اولها ولن يكون اخفاقات وزارة الخارجية آخرها ،،والايام كاشفة وستتابع الانهيارات منها ماله صوت وصدى كبير ومنهم من هم اقل من ذلك انما ايضآ هم جزء من عمليه الانهيار ،،

كل ما عليك هو ان تراقب وإن تراتل بين المواقف والمستجدات وان تسلسلها وتتبع مسيرة اربع سنوات ماضية من الأداء السياسي لمؤسسة الشرعية... فقط كن صادقامع نفسك وتجرد من اي شيء .. ستجد الحقيقة تتجلى امامك كأنها الشمس في كبد السماء ..

والحقيقة التي لايمكن إن ينكرها إلا مقامر بائس هي أن هناك صراعات كبرى تدور في أروقة الشرعية تصاعدت من القواعد الشعبية لتصبح اليوم مشتعلة في أعلى المناصب ولم يعد ذلك خافيآ على أحد ..

واحداث كهذه تقابلها أحداث أخرى على الأرض تحدث امام عينيك إن لم يعني كل ذلك شيء لك او لم تستطع أن تستشف منه شيء يتماشى منطقيآ مع سياق الأحداث وقراءه ما سيكون بناء على ما قد كان وما يكون الآن .. إن لم ترى كل ذلك يجعلك تستقرىء النهاية ..

فدعني اقول لك ان صوت الانهيار سيفاجئك لانه سيكون مدويآ بقدر ما سيكون مفاجئآ ،، فالأمر لا علاقة له بالقداسة ولا بالروحانية ولا بالقرارات الدولية ولا بالتحالفات الاقليمية وليس هناك ما يمنع هذا الانهيار .. فليس هناك ما يميز الشرعية سوى أنها كمؤسسة باتت غارقة حتى اذنيها في رمال الفساد السياسي والمالي والإداري بشكل واضح وجلي .

الأمر سياسي بحت ومظلة الشرعية ( سياسيآ ) باتت اليوم في اتعس حالاتها وابهت صورها امام المجتمع الدولي والإقليمي الذي يراقب كل شيء يحدث في اليمن ككل .
.
كل مافعله خالد اليماني هو انه قلب الطاولة على اللوبي المسيطر على الشرعية .. ويبدو أنه استشعر امرآ قد دبر بليل فقدم استقالته قبل أن يأتيه قرار الأقالة وقبل أن يتم تحميلة اخطاء نتائج مباحثات استوكهلم وإحراقه سياسيآ .. هذا كل مافي الأمر .. هي مجرد صراعات شخصية وشلليه وحزبية وتحميل أخطاء وقفز من على ظهر السفينة..

ومن ينشغلون يا صديقي بصراعات مكاتبهم ووزارتهم وأحزابهم كيف تريد لهم أن ينتصروا في معارك الأرض والتحرير والحرية !!


استفتي قلبك وإن لم يفتوك ..

.
.

عبدالقادر القاضي
أبو نشوان