كتابات وآراء


الخميس - 12 سبتمبر 2019 - الساعة 11:19 م

كُتب بواسطة : بدر قاسم محمد - ارشيف الكاتب


قناة الجزيرة القطرية وهي تجتذب أرباب الفكر العقائدي من منطقتنا العربية و تعطيهم مساحة للتعبير عن ارآهم و توجهاتهم , فيظهرون مشاعر الأريحية و الرضا عنها و كرم الضيافة و الدعم و التبني في لقاءهم المباشر و المسجل بمعية مذيعاتها الحسنوات بشعرهن المفرود بسلاسة على أكتافهن النصف عارية إلى منطقة الصدر المكتنز , و هن يضعن رجل بنطال مضغوط على الأخرى في وضعية الجلوس الحميمي مع الضيف فضيلة الشيخ العلامة أو طالب العلم الشرعي من الجماعة العقائدية .. !

لا يوجد هنا ما يثير الاستغراب و التساؤل ! .. فنحن مازلنا نحن الجمهور العربي المتلقي - جمهور المشهد السينمائي المفبرك أو مادة الفيديو المسرب من مكاتب التحقيقات أو من سجون الاعتقال السرية - لا نكلف عقولنا عناء التساؤل عن أداة ايصال المادة و هدفها بقدر انهماكنا في التعاطي المتأثر بالمادة الفلمية و رسالتها التلقينية التلقيمية لعقولنا و تفكيرنا ..

لا يتسائل المتلقي كما لا يتساءل العنصر العقدي عن طبيعة أداء قناة الجزيرة و هو يحل ضيفا على حور عين جنة الجزيرة القطرية من اللاحساب ولاعقاب , الجنة الدنيوية الخالية من احكام نص مؤلفه - ص 173 - الفصل الثاني - باب المعاصي و الاثام - منافذ الزنا - القائل :
ان القدم و اليد و العين و الاذن و الانف و الحنجرة جميعهن تزني !..

إلا انه عندما دخل استديو قناة الجزيرة بقدم و يد و عين و أذن و أنف و حنجرة جميعهن تهذي هذيان معاصر يطل به علينا من منبرها - منبر من لا منبر له - و الحقيقة انه - منبر من كان له منبر من قبل - , و ضع كل احكام مؤلفه جانبا و استوى ليحدثنا منتقلا نقلة نوعية من تصدير احكام تعامل العوام المجتمعي إلى تصدير احكام تعامل العموم السياسي , الانتقال من تخطئة و تصويب العوام من الناس إلى تخطئة و تصويب عموم الأنظمة السياسية .. و لأنه ذي خلفية عقدية يصل به الأمر إلى اطلاق حكم التكفير و الالحاد !.

لا هو ولا نحن كجمهور متلقي لمادته العقدية التلقينية بحماسة و اصرار , يبدو أنّا منتبهين إلى انتقال ذات عدسة البث التلفزيوني الناقلة لحديثه وهرطقته إلى نقل وقائع بث قناة الجزيرة المباشر لحادثة احتراق احد أبنية ولاية مانهاتن الامريكية أو حادثة تعقب شرطة نيويورك لسيارة احد المشتبهين بهم في الخط السريع بعدسة نقل مروحيتها النفاثة لفريق النقل التلفزيوني الفضائي لقناة الجزيرة القطرية !.

و أنت تضع حداثة نقل قناة الجزيرة و تمكنها في الحركة و التوغل في العمق الامريكي إلى جانب رداءة نقلها للخطاب الراديكالي الرجعي للجماعة العقدية .. تستنتج إننا بحاجة إلى التفاتة بسيطة إلى التساؤل عن أداة ايصال المادة الاعلامية التلقينية التلقيمية أكثر من الانهماك في جدلية المحتوى و متاهة القبول و الرفض و التصعيد الانقسام !.
..........
بدر قاسم محمد