كتابات وآراء


الإثنين - 16 سبتمبر 2019 - الساعة 12:30 م

كُتب بواسطة : علي ثابت القضيبي - ارشيف الكاتب



طوال الفترة المنصرمة - تحديداً من ٤ مايو ٢٠١٧م وحتى اليوم - فقد أثبتَ المجلس الإنتقالي الجنوبي بأنهُ لاعبٌ مُتمكّنٌ في الحلبة السياسية هنا ، مع أنها حلبة جامحة هائجة ، ومع ذلك فهو يَتَنَقّلُ في مسار مضماره بمهارةٍ وخُطىً ثابتة قُدماً والى الأمام دائماً .. حقاً قد يستريح أحياناً عند نقطةٍ ما ، لكنها إستراحة المحارب ليس إلّا ، ولذلك هو وكل شعب الجنوب وقضيّته هنا ، أي عند نقطةٍ متقدمة كثيراً في مسارِ نضالهِ وخُطَاه ..

@/ من طبيعة شعبنا الجنوبي وتركيبته النفسية غالباً ، وهذا مثل كثيرٍ من شعوب المعمورة ، فهو شعبٌ شغوفٌ الى حرقِ المراحل وحصد النتائج على عجلٍ ، مع أنّ ديناميكية الحياة تفرضُ قاعدة ( النتائج بحسب المُقدمات ) بل هذه بديهية ولاشك ، ولذلك من الشّططِ مطالبة الإنتقالي بخدمات الكهرباء والمياه و .. و .. التي حُرِم وتعثّر فيها الشعب من هذه السلطة الشرعية ، ثم أنّ الإنتقالي غير مُخولاً قانونياً وشرعياً بالتّعاطي مع موازنة البلاد لإدارة الأمور بصورةٍ طبيعيةٍ في المناطق التي تمكّن منها عسكرياً حتى الٱن ، فهذا مُبكراً ولاشك ، وعلينا كشعبٍ أن نَزِن الأمور بعين الإنصاف والمنطق ..

@/ لاحظوا أن الفترة من ٤ مايو ٢٠١٧م وحتى الٱن هي فترةٌ وجيزة بل لاتُذكر مطلقاً بمقياس الزمن وفِعلُ مكوّن سياسي على الأرض ، ولكن لمشروعية قضية الجنوب وعدالتها ، ولإلتفاف جُل شعب الجنوب حول الإنتقالي ، والأهمّ لحنكة القيادة السياسية للمجلس ونُضجها ، ولدعم بعض الأخوة في الأقليم ، كلٌ هذا فَعًلَ فِعْلُ السحر بالدّفعِ بهذه القضية العادلة الى الصّدارة ، بل واليوم الإنتقالي رقمٌ صعبٌ لايمكن تجاوزهُ مطلقاً في أي إعتمالاتٍ سياسية هنا ..

@/ من المُحزن طبعاً أنّ ثمّة شراذمٍ من الجنوبيين المغيّبين ولاشك ، وبعضهم من عَبَدَةِ المال ورخيصي الأنفس ، وهؤلاء يتخندقون في صفوف الخصم ! ومنهم مَن حمل السلاح ووجّهه الى صُدورنا كجنوبيين مؤخراً ، ومع ذلك تعاملت قيادة الإنتقالي وكل شعب الجنوب معهم بروحٍ تسامحية ، ولكن من هؤلاء من لم يتّعظوا ! وماانفكوا سادرين في غيهم ، والمُحزِن أنّهُ ليس هناك ( فرداً واحداً فقط ) من الخصوم من يتخندقُ في صفنا ! وهنا العجب !!

@/ حقاً أنّ قوائم قيادات والهيئاتِ الأدنى للإنتقالي ، وهذا بسبب ظروف ظروف وضغط عامل الوقت وضرورة التسريع بإعلان إشهار الإنتقالي ، فقد إشتملت تشكيلته على ( بعض ) الشّوائب من غير الصّادقين فعلاً في نواياهم مع تطلعات وشعب الجنوب ، وحوَت ايضاً من الإنتهازيين والمتقنفزين العبثيين و .. و .. ، وبالطبع النية الصادقة للإنتقالي هي إحتواءُ كل ألوان الطّيف الوطني الجنوبي ، ولكن علينا أن نعرف تماماً أنّ ميكانيزم ومسار الثورات الحقّة يُفرزُ خلال مساره الغثّ من السّمين ، ويرمي بالغثّ ونماذجه الى قارعة الطّريق ، وهؤلاء الشّوائب سيجدون أنفسهم مقصيين تلقائياً خارج النّسق ، وهذا واقعيٌ ولاشك .

@/ اليوم مجلسنا الإنتقالي يتصدّرُ المشهد السياسي بقوةٍ بل ويقف على رأسه ، وأمامنا مهام جسام ولاشك ، والأبرزُ فيها التّعاطي المتزن والصارم في نفس الوقت مع قوى الظّلالة التي ترفعُ رايات داعش والقاعدة المصطنعة وغيرها على مصفّحات والسيارات العسكرية للسلطة الشرعية بكل أسف !! لأنّ الحرب القائمة اليوم قد إتّخذت منحىً ٱخر ولاشك ، كما وهناك مهاماً أكثر جسامة لدى الإنتقالي في جبهة الدّاخل ايضاً ، وهذا يستدعي إلتفافنا الصّادق حول مجلسنا الإنتقالي ، بل وإيلائهِ مطلق الثقة بإعتباره الكفيل بإخراجنا من كابوس ونَفَق هذه الوحدة المُظلم ، وأثقُ أنكم تتفقون معي في هذا .. أليس كذلك ؟!