كتابات وآراء


الجمعة - 20 سبتمبر 2019 - الساعة 05:48 م

كُتب بواسطة : عياش علي محمد - ارشيف الكاتب



ثلاثون عاماً، وأكثر من جيل، ابتلي شعبنا بالشقاء والنكد، وكتاب مفتوح زاخر بألوان البلاء، ملأت صفحاته بالكلمات المفعمة بالبلاغة، والمغلفة بالأفعال المنكرة والموغلة في التطرف، وكلها دُونت لكي ينقاد هذا الشعب الصعب المراس، ويقتنع بما يقوله الكتاب، ويتحمل موبقات نظام ماركته المسجلة للاستيراد، عماده الدراكولات والبلدوزلات والقطط السمان.

وفي العاشر من أغسطس، كانت خاتمة الكتاب أو تقطعت أوصال (إيفان الرهيب) وأغرق سلطان العقيدة (راسبوتين)، وظهر فجأة الجنرال أغسطس ليعطي نكهة جديدة للحياة، بدأت تباشير أفقها المستقبلي.
ثلاثون عاماً عاشت بلادنا بلاءً مستورداً، سرقت فيها مواردنا الاقتصادية والمادية، حيث اتكأ عليها أكلة لحوم الدجاج، الذين حضوا لأنفسهم حصصاً مالية من آبار النفط التي لا تخصهم، وأنفقوها لتكريس التخلف وإدامته جيلاً بعد جيل.

نظام صنعاء لا يتطور، ولا يمكنه أن يتطور لعوامل رسخت في أدمعتهم منذ القرن السادس عشر، إذا لم نقول من سابق الزمان، ولا يمكنه أن يعيش مع متغيرات العالم ما دام تقوده ثلاث عصبيات؛ هي: (القبيلة والمذهبية والعسكرية)، اللاتي ترسوا في مخيلاتهم حب الاستحواذ على ما يمتلكه الغير، إما عن طريق الفتوى الدينية أو بالغزوات العسكرية، ونصب نظام صنعاء من نفسه؛ ليكون هو الشرطي الإقليمي الذي توكل إليه المهمات لتقويض الأنظمة ويتسلم (زلط) أتعابه، كما حصل حين تبنت القوى الظلامية مشروع القضاء على نظام أفغانستان التقدمي، بتوفير أدوات الهدم والتهديم عن طريق إرسال المجاهدين إلى هناك لتقويض النظام الأفغاني التقدمي وإحلال مخلفات العصور الوسطى.

وكما حصل في جنوب اليمن حين هبت أوكار الجريمة لتسقط نظام الجنوب التقدمي في حرب صيف 1994م، بدلاً من موكليهم الذين دفعوا لهم الأجور السحتية جراء قيامهم بهذه الخدمة الجريئة في بذاءتها، ولأن الكتاب قد أصبح معروفاً في توجهه المليئة بالزلات السياسية والعسكرية والاجتماعية، فلا داعي لفتحة من جديد، لقد ولى زمنه.