كتابات وآراء


الأربعاء - 05 أغسطس 2020 - الساعة 10:14 م

كُتب بواسطة : بدر قاسم محمد - ارشيف الكاتب


ما جعلني أتناول سيرة الشهيد البطل علي صالح دحه رحمة الله ورضوانه عليه, في الشجاعة والإقدام وأتنبه لأي اسم يمر علي وفيه لقب"دحه", ليس فقط ما سمعته عنه من زملاءه في الحرس الجمهوري .. فذاك سماع قدلايرتقي لمستوى التصديق.

حضرنا ذات ليلة صنعانية باردة حفل زواج أولاد القائد العسكري عبدالله منصور الوليدي في حي مذبح, وكما هي العادة الأبينية لابد من إحياء رقصة "الشرح البدوي" من موروث وعادات وتقاليد أبين في الأعراس, كنا ننتظر حدوث هذا كمقيمين مبتعدين عن أبين, بشغف بالغ يشعل فينا الحنين لأبين وتقاليدها وتراثها بألفتنا واجتماعنا من كل حدب وصوب في صنعاء, منشدين ومدندين المستجد من الأهازيج الشعرية والألحان البدوية التي نصدح بها في أرجاء صنعاء وأحياءها..

كان الشهيد علي صالح دحه راقصا جيدا يقف في ساحة "الشرح البدوي" في الصف المقابل لنا أنا واخي وصديقي فهد الدوح النخعي, فهد يمتلك نفس صفات دحه, كلاهما شجاع وكلاهما راقص جيد ومتمكن وكلاهما في تلك الليلة واظب أكثر من اللازم على اغتنام فرصة الرقص في المدارة (ميدان الرقصة الثنائية بين الصفين المتقابلين المسموح فيها بالرقص لشخصين فقط), وعلى اثر مواظبتهما على الرقص بشكل متكرر حدث احتكاك بين دحه وفهد انتهى بوقوع شجار بينهما تم فضه بسرعة ولم يصب أحدهما الاخر بأذى .. لاحظت حينها شجاعة دحه بموازاة شجاعة مماثلة لفهد, كادت ان تفتك وتطحن الشرح تماما. فمثلما لدحه سيرة في الشغب العسكري لفهد أيضا سيرة ألهبت عركة كبيرة, أبينية - تعزية, ذائعة الصيت حدثت في معسكره . دحه وفهد ثنائية أبينية لاينفع معها الا الوفاق الأخوي والتصالح وهو ماتم بل ماكان ضروري ان يتم, فكما يقال ما محبة الا من بعد عداوة.

هو ذات الشرح البدوي الذي نزلت على ساحته شاعرا, قائلا:
* مني مساك الخير ياجاهل يادي مثيلك في البشر يعدم_ من مبسمك بالله تسقيني وانته سقاك الله من زمزم.

ثم أتبعت هذا البداية الغزلية بقصيدة اخرى قائلا:
* ماشي علينا لوم لاقلنا لمن تزوج بامنا ياعم _ واحنا تركناها في الشارع لاأب يحميها ولامحرم.

هذه الاخيرة حفزت شاعر مودية بن مقصع للقول:

* يقول بن مقصع سرى الهاجس والناس جوف اللعب تتنسم_ البنت راضي وامها راضي وفاطمة راضي مع مريم.

فاستدركت بقصيدة اخرى قلت فيها:
هاذاه حلمي يامحبيني ماشي ملامه من حلم يحلم _ سرلك معيه سيّر في الدنيا وباتلاقي من مثيلي جم.
فانتهت هذه المساجلة القصيرة على هذا النحو, وانتقلنا لمساجلة اخرى على صوت اخر لم أعد أتذكرها.

رحم الله الشهيد علي صالح دحه الذي تذكره القدر الغادر يوم أمس فتذكرته أنا اليوم وتذكرت معه كل هذه اللحظات.
.....
بدر قاسم محمد