عرض الصحف

الأربعاء - 10 فبراير 2021 - الساعة 10:01 ص بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))وكالات:

نجحت الإمارات في الوصول إلى المريخ أمس الثلاثاء، لتكون الدولة العربية الوحيدةن والخامسة عالمياً التي تحقق مثل هذا الإنجاز الكبير، في خطوة ستسهم في تطوير قدراتها العلمية والتكنولوجية، والفضائية.
ووفق صحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، قوبل الإنجاز الإماراتي الجديد، بترحيب واسع، من دول ومؤسسات وشخصيات عدة.
رحلة الـ500 مليون كيلومتراً
في موقع "ميدل إيست أونلاين" قال مدير مشروع الإمارات لاستشكاف المريخ عمران شرف، إن "هذا الإنجاز يجعل الإمارات خامس وكالة فضاء تصل إلى الكوكب في أول مسبار عربي يقوم برحلة بين الكواكب. وبرنامج المريخ جزء من جهود الإمارات لتطوير قدراتها العلمية والتكنولوجية وتقليل اعتمادها على النفط".
وأكد الموقع، أن المسبار وصل إلى مداره بالمريخ بعد رحلة استغرقت 7 أشهر قطع خلالها 493 مليون كيلومتر، بمتوسط سرعة يقدر بـ 121 ألف كيلومتر في الساعة.
ويُذكر أن مرحلة دخول المسبار إلى مدار الكوكب الأحمر كانت الأهم والأخطر في رحلة المسبار، إذ كانت نسبة نجاحها لاتتعدى الـ50%. وللدخول إلى مدار المريخ، احتاج مسبار الأمل إلى أن يحرق بعضاً من 800 كيلوغرام من الوقود الذي يحمله لإبطاء السرعة بما يكفي لتجنب تجاوز الكوكب.
المتنبي بين النجوم
نقل موقع الحرة، أن وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" سارعت عبر تويتر، الثلاثاء، إلى التهنئة بوصول مسبار "الأمل" الإماراتي إلى المريخ.
وجاء في تغريدة على حساب بعثة مركبة الفضاء المتجولة "بيرسفيرنس": "عزيزي مسبار الأمل! تهانينا بالوصول لكوكب المريخ"، أردفها بأبيات للشاعر المتنبي بالعربية:
"إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ
فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ".
وتكشف تحية وكالة الفضاء الأمريكية، حجم التقدير للإنجاز الإماراتي الهائل، والذي لم يكن صدفةً أو مفاجأة في ظل القاعدة الواسعة التي استند عليها مشروع المسبار، قبل تحليقه إلى أعماق الفضاء.
وذكر الموقع بأهمية وتنوع الخطط والبرامج التي وضعتها الإمارات، لتأكيد ريادتها وتطور مشاريعها الفضائية، مشيراً إلى أن للإمارات "12 قمرا اصطناعيا في الفضاء للاتصالات وجمع المعلومات، ولديها خطط لإطلاق أقمار أخرى في السنوات القادمة.وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، أصبح هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي ينطلق في رحلة إلى الفضاء، ضمن فريق من ثلاثة أفراد انطلقوا على صاروخ "سويوز" من كازاخستان، نحو محطة الفضاء الدولية. والمنصوري أول عربي يزور محطة الفضاء الدولية".
ويُذكر الموقع بأن "طموح الإمارات الأكبر، بناء مستوطنة بشرية على المريخ خلال 100 عام بحلول 2117".
وأشار الموقع إلى التخطيط "لإقامة "مدينة المريخ للعلوم" في صحراء الإمارات بتكلفة تبلغ حوالي 500 مليون درهم (135 مليون دولار)، لمحاكاة الظروف المماثلة لتلك الموجودة على المريخ.
وبموجب استراتيجية الفضاء الوطنية التي تم إطلاقها، العام الماضي، تتطلع الإمارات أيضا إلى تنفيذ مشاريع أخرى، بينها سياحة الفضاء، ووقعت مذكرة تفاهم في هذا الإطار مع شركة "فيرجين غالاكتيك" التي يملكها الملياردير، ريتشارد برانسون".
إنجاز خارق
في صحيفة "العرب" اللندنية، قال محمد خلفان الصوافي في مقال له، إن مشروع المسبار، إنجاز إماراتي صرف، ولكنه أيضاً "أمل كل العرب".
وشدد الكاتب على أهمية هذا الفتح العلمي الكبير، قائلاً "ما بين طرح فكرة إطلاق مسبار إماراتي نحو الفضاء إلى الحديث عن بداية المهمة الأولى لهذا المسبار مدة لا تتجاوز سبعة أعوام، حيث تم تأسيس مركز الإمارات للفضاء عام 2014.
نعم، هي سبعة أعوام بالتحديد. لك أن تتخيل الفترة الزمنية وتطرح على نفسك ما تريد من الأسئلة، وأبرزها كيف حصل ذلك في دولة عربية؟"
وأضاف، "لأختصر عليك جهد البحث عن إجابة، يكفي أن تدرك أن الحدث الذي نتكلم عنه حصل في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث القيادة التي تؤمن بأمور ربما لا يدركها الآخرون وهي: إن امتلك الإنسان الإرادة فإن كلمة المستحيل تكون شبه معدومة. وهذه قاعدة راسخة في "الإرث السياسي" الإماراتي منذ البدايات الأولى لقيام الدولة الاتحادية، فقصص التحدي للوصول إلى النجاح عديدة، بعضها يكاد يقترب من الخيال أو لا تراه إلا في الأحلام. ومن ذلك ما تابعناه من غزو للفضاء، وقبلها فكرة الدولة الاتحادية، وهي الأخرى أنموذج تنموي".
ويُشدد الكاتب على أن الإمارات، في كل مشاريعها لم تتخل أبداً عن عمقها العربي الكبير،قائلاً: "ترتبط مبادرات الإمارات ومشاريعها الكبرى ببعدين، البعد الأول إنساني دولي، والبعد الثاني عربي قومي. وربما السبب في هذه السمة الرغبة في تحفيز الإنسانية في أي مكان في العالم على العمل من أجل استمرارية الحياة والابتعاد قدر الإمكان عن افتعال الأزمات والصراعات، وبشكل خاص في منطقة الشرق الأوسط.
أما عربيا، كي ينتقل الإنسان العربي من الاكتفاء بعمليات الرصد ومتابعة ما تصنعه الأمم الأخرى، ليكون مشاركا في صناعة المستقبل بدلا من انتظاره ليأتي إليه، وغالبا بتأثيرات سلبية".
من الدولة إلى الفضاء
في صحيفة أخبار، قال محمد الحميد، متحدثاً عن الإنجاز العلمي الإماراتي"نحن أمام قصة نجاح عظيمة، تستحق أن تروى ونتعلم منها، وكيف يتحول الحلم إلى حقيقة، وكيف يصبح هدف الدولة توجها عاماً لدى المواطنين، وكيف يمضي الجميع نحو الغاية الوطنية، مع تجاوز التحديات، دون وضع عراقيل ومخاوف وتردد وحتى «تحلطم» ومزايدة على الأولويات والاحتياجات".
وينقل الكاتب عن وزير شؤون مجلس الوزراء محمد القرقاوي، التحدي الذي شكله المشروع العملاق، الذي نجحت فيه الإمارات، في أقل من 7 أعوام، معتبراً أنه لم يكن يختلف عن تحدي بناء الدولة، قائلاً "وكما كان بناء الدولة قبل 49 عاماً تحدياً كبيراً، فإن مشروع المسبار يعكس هذه الروح التي أصبحت متأصلة في الشخصية الإماراتية".
ويختم الكاتب قائلاً: "هذه قصة نجاح فكرة انتقلت إلى دراسة ثم تنفيذ، وبسواعد إماراتية.. تستحق كل التهاني والتبريكات.. وألف مبروك للإمارات الشقيقة".