الاستطلاعات والتحقيقات

الأربعاء - 10 أبريل 2019 - الساعة 02:33 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/ خاص:



الماء هو من أساسيات الحياة وهو ما يحتاجه الإنسان بمعدل يومي ويقضي معظم احتياجاته لكن عندما يصل الإنسان لمرحلة صعبة ولا يجد الماء ولا حتى يتمكن من الحصول عليه، هنا تخلق الأزمة وتزداد المعاناة ومع الأسف هذا هو الحال مع وضع البلاد الحالي.
مدينة عدن لم تكفها الحرب فقط بل تعدت لأن تظهر فيها أزمات ومشاكل عدة وأهمها مشكلة الماء التي طالت معظم مديريات محافظة عدن والتي انعدمت في عدة مناطق وحرم المواطنون فيها من الحصول عليه وهذا ما دفع العديد منهم لترك منازلهم والانتقال لمنازل أخرى تتوفر فيها المياه، لكن هذا حال من لديه القدرة لكن من دخله محدود أو لا يتمكن من ذلك يضطر للتحمل ونقل المياه من المساجد أو الجيران أو أي مكان يوجد فيه ماء.
وقد ازدادت هذه المعاناة الآن مع توافد النازحين لمدينة عدن وزيادة البناء العشوائي والعمران والضغط على شبكة المياه، وكل ذلك أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم في ظل ضعف الحلول لتحسين خدمة المياه والتدخل لتطويرها من قبل الجهات المعنية.

تقرير / دنيا حسين فرحان


معاناة المواطنين تزداد في سبيل الحصول على الماء
في كل يوم نشاهد ونسمع عن نماذج من المواطنين يكدحون ويعانون في سبيل الحصول على الماء فنجد الأطفال ونجد النساء والشباب محملين عددا من دبب (عبوات) الماء الثقيلة وبشكل يومي ومستمر ومن أكثر المناطق التي تتجرع هذه المعاناة هي منطقة شعب العيدروس في مديرية صيرة وهي التي ما زالت منذ سنوات تعاني من انعدام صعود المياه للمنازل ما يضطر العديد منهم للنزول بحثا عن الماء بل وتأجير بوز (صهاريج) الماء بمبلغ كبير فقط من أجل الحصول على الماء يوميا دون انقطاع.
يقول أحد المواطنين من سكان شعب العيدروس: نحن سكان شعب العيدروس نتعرض لتجاهل كبير من قبل الجهات المعنية وكم هي المرات التي رفعنا فيها شكاوى للمجلس المحلي في المديرية وكم هي المرات التي توجهنا لوزارة المياه والمحافظة وكل مكان لكن دون فائدة, نعاني يوميا من نقل الماء، وهناك منازل في أعلى الجبل تحتاج وقتا وجهدا من أجل الصعود والنزول منها فبإمكاننا أن نتخيل أن هناك نساء وأطفالا يصعدون وهم محملون بدبب الماء, كل ذلك يشكل مأساة ولكن لا نجد من يقف معنا أو حتى يلتفت لنا.
وهناك عدد كبير من الأسر يقضون نصف اليوم في نقل الماء والنصف الآخر تعب في التعبئة وفي الطبخ وفي تصفية المنزل, كلنا يدرك تماما أهمية الماء وتواجده في المنزل وأنه إذا غاب ستتعطل أشياء كثيرة وقد شاهدنا أيام الحرب كيف كانت معاناة المدينة وكل من فيها.
مع الأسف تحررت عدن واستبشرنا خيرا بعمل حل لمشكلتنا وعمل مضخة لنا بشعب العيدروس لكننا لم نرى سوى وعود كاذبة وعدم وجود حلول جذرية ونهائية لمشكلتنا, لذلك نطالب كل من له علاقة بالموضوع أن يرأف بحالنا وأن يضع لنا حلا لإنهاء معاناتنا.

شبكة متهالكة وزحف عمراني
من المعروف أن شبكة المياه في محافظة عدن قديمة جدا يعود تاريخها لبريطانيا ولكن في ذلك الوقت كان وضع البلاد مختلفا لم تكن هناك إلا مبان محددة وعدد سكان قليل مقارنة بما هو عليه اليوم, نجد اليوم أن عدد السكان زاد أضعافا مضاعفة ناهيك عن موجة النزوح التي شهدتها محافظة عدن هذه الأيام وخاصة بعد الحرب من محافظات أخرى ما زالت تحت الحصار والحرب, ولا ننسى الزحف العمراني وزيادة البناء العشوائي الذي دمر البنية التحتية للمدينة والذي كانت إحدى ضحاياه شبكة الماء التي زاد الضغط عليها إلى أن انتهت في معظم المناطق وأصبحت خالية منها ولم تتمكن الجهات المعنية من عمل أي حلول بسبب ضعف الامكانيات والميزانية والدعم والسيطرة على ما يحدث من فوضى ومن ازدياد عمراني وسكاني.
ولعل عدم ادراك المواطنين لخطورة هذا الأمر عليهم وعلى المدينة يجعلهم يستمرون في ما هم عليه بل ويعتدون على شبكة المياه ويتم مد بيبات (أنابيب) إلى المنازل من الشبكة الرئيسية دون أي تراخيص أو معرفة هل سيشكل هذا مشكلة لهم أم لا وهذا هو ما توصلنا له اليوم من حال ووضع مزرٍ يتحمل عواقبه الجميع دون أي تحديد.
ويبقى الماء هو الأساس الذي يبحث عنه المواطنون والذي أصبح أزمة وعملة صعبة لدى معظمهم خاصة في المناطق البعيدة أو الخالية من أماكن تواجده، وتظل آمال المواطنين متعلقة بتدخل الجهات المعنية من أجل إيجاد حلول جذرية لتحسين شبكة المياه أو إيجاد حلول بديلة أو طلب تدخل الجهات الدولية من أجل إعادة تأهيل شبكة مياه حديثة تحتوي كل المتغيرات حتى تحد من معاناة المواطنين ليتمكنوا من توفر الماء في أي وقت يحتاجونه.