تحليلات سياسية

الأربعاء - 10 أبريل 2019 - الساعة 02:46 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/ خاص:




مقدمة:

ارتبطت الرئاسة اليمنية منذ خروج هادي من صنعاء بالإخوان المسلمين وبعد إقالة المؤتمري محمد مارم وتعيين خطيب ساحات الإصلاح عبدالله العليمي مديرا لمكتب هادي أصبح الإخوان يملكون ختم الرئاسة وقلب وحنجرة الرئيس فأصيبت الرئاسة بمرض الخناق العليمي أن صح التعبير فأصبح هادي ومن يتبعه من الجنوبيين مستخدمين من الإخوان من حيث يعلمون ولا يعلمون.
واستخدم الإخوان وقيادتهم الشمالية الرئاسة وبعض شخصيات الجنوب ضد القوى الوطنية الجنوبية لكنهم فشلوا عسكريا وشعبيا فكانت المحاولة السياسية الأخيرة عبر ائتلاف اخواني بوجوه جنوبية اخوانية تقود وجوها جنوبية كثيرة ليست اخوانية بعضها لها تاريخ في الحراك الجنوبي الى ان افشلت مصر هذا الاجتماع فحاول الاخوان المسلمون بقيادة نايف البكري التخلي عبر لقاء في قناة حضرموت الإخوانية التي يقودها الاخواني عادل باحميد محافظ حضرموت الاسبق فتنبهت قيادات جنوبية وقررت كشف المستور، وأبرزهم اديب العيسي.

خطط ضرب الانتقالي وتقسيم الجنوب
أراد الاخوان المسلمون عبر رجلهم نايف البكري وعن طريق قيادات جنوبية تشكيل ائتلاف واسع يوازي الانتقالي وتوليه بعد ذلك ألوية عسكرية بعدن بينها ألوية تتبع الحماية الرئاسية والنقل وبعض كتائب المقاومة ثم صنع صراع بينه وبين الانتقالي سياسيا وعسكريا بعد ان يتبنى الائتلاف مشروع الشرعية اليمنية رسميا مثلما جاء في بيان الائتلاف ولقاء لنايف البكري قبيل انعقاد جلسة الائتلاف التي افشلها الامن المصري بعد ان اتضح ان الاخوان المسلمين، وهي جماعة محظورة في مصر، تقف خلف الائتلاف.

التفتت وكشف المستور
وبعد التفتت واتضاح خداع حزب الاصلاح لبعض الشخصيات الجنوبية عبر نايف البكري خرجت قيادات جنوبية لكشف المستور.
يقول اديب العيسي وهو من الشخصيات التي كانت ضمن الائتلاف بعد عودته الى عدن: "نقول للجميع ان هذا ليس ائتلافا وليس وطنيا ولا توجد اي قوى جنوبية مشاركة فيه وانما يتكون من أشخاص ينتمون لأحزاب ويخدمون حزبا بعينه ونصبوا أنفسهم انهم قيادة على حساب قوى جنوبية فاعلة فأين هي هذه القوى المنتمية لما يسمى الائتلاف، لقد تم الاتفاق بين جميع قيادات المقاومة الجنوبية وقوى الحراك بإصدار بيان رسمي في مؤتمر صحفي وسوف نعلن موقفنا ونسمع كلمتنا للداخل والخارج".
ويوجه العيسي رسالة للرئيس هادي لشرح ما يغيبه عنه مدير مكتبه عبدالله العليمي ويقول: "نعلمكم يا فخامة الرئيس بأنه لا توجد اي قوى جنوبية مشاركة في هذا المكون الانتهازي ابتداء بهيئة العسكريين المتقاعدين الجنوبيين وبقوى الحراك السلمي والمقاومة الجنوبية وبإمكانك أن ترى الوثيقة بعينيك، وفوق هذا كله يا فخامة الرئيس مش واثقين في بعضهم البعض فقد اتوا بأربعة افراد من ريمة لكي ينضموا لهم العمل وبإمكانك التأكد من صحة كلامنا هذا.
فخامة الرئيس إن شعب الجنوب وجميع قواه السياسية تقف خلفك وهم قدموا الغالي والنفيس من دمائهم الطاهرة والواجب اليوم تمكينهم من حقهم المكتسب بموجب قراراتك دون وصاية الأحزاب ودعوتهم جميعا وفتح باب الحوار معهم لأنهم أبناؤك وانت من قدمت روحك ونفسك واسرتك من أجل الوطن ونحن نقدر ما تعانيه من مؤامرات داخلية وخارجية.
إننا نطالبك اليوم بتنفيذ قراراتك بشكل مباشر مع كل القوى الجنوبية وإيقاف هذا العبث الذي يقوم به حزب الإصلاح في الشمال والجنوب بهيمنته على مؤسسات الدولة والحكومة باسم الشرعية وهو لم يقدم شيئا للشرعية فالشرعية هي شرعية وطن وإنسان وليس شرعية حزب بعينه ونتمنى منك يا فخامة الرئيس ان تأخذ كلامنا بعين الاعتبار ومن باب المصلحة الوطنية.
نحن نعلم بحكمتك ودهائك وحبك للإنسانية لهذا نطالبك اليوم بالتدخل المباشر فلا وصاية للأحزاب على قضية الجنوب وشعبه فأنت اب للجنوبيين، والجنوبيون ابناؤك وهم تواقون للقائك ووجودك بينهم وسوف يتم استقبالك بمليونية تعكس حب الشعب لك".
وبعد اديب العيسي تنادت قيادات كانت في المقاومة بعد ان شعرت بخداع الاصلاح الذي زور بيانا باسمها دعما للائتلاف، ونفت القيادة بالمقاومة الجنوبية بيانا صدر باسمها يرحب بانعقاد مؤتمر الائتلاف الجنوبي في عدن، جاء ذلك في بيان نفي لقيادات المقاومة الجنوبية وزع على وسائل الإعلام.
واكدت قيادات المقاومة بأنها وجميع المكونات الجنوبية لا ترحب بأي نشاط سياسي لحزب الإصلاح باسم الجنوب وأبنائه الشرفاء.
واوضحوا في بيان رسمي لهم، ان الائتلاف الذي ترعاه قيادات حزب الإصلاح، الهدف منه شق الصف الجنوبي، وانه لن يحافظ على المكتسبات الجنوبية التي تحققت في عهد الرئيس هادي كما يزعمون، كما أنه لن يساهم في ايجاد حل عادل للقضية الجنوبية.
واوضحت قيادات المقاومة الجنوبية بانهم كانوا مشاركين فاعلين في الاعداد والتحضير لهذا المؤتمر والذي كانت ستتمخض عنه قرارات تاريخية ستنهي حالة التباين والجدل حول ممثل القضية الجنوبية والذي سيكون الائتلاف مشاركا بقوة في العملية، إلا أنهم وأثناء ذهابهم الى القاهرة للمشاركة في التحضير لتأسيس الائتلاف لاحظوا بأن الأمور باتت محسومة لصالح حزب الإصلاح، وان لهم مآرب أخرى من تأسيسه.
وأشاروا بانهم لن يسمحوا بانعقاد المؤتمر في العاصمة عدن، وهذا ما أكدته تصريحات المقاومة الجنوبية أمثال المناضل اديب العيسي والقيادي ابو مشعل الكازمي والقيادي مازن الجنيدي والقيادي صالح الدياني ابو قحطان والقيادي بسام كرده، والتي تناولتها جميع وسائل الإعلام.
وعصر امس الاثنين عقد اجتماع موسع للمنسحبين من الائتلاف، صدر عنه بيان، تنشر صحيفة (المرصد) نصه في الاتي:
"بسم الله الرحمن الرحيم
بيان هام..
بشأن تطورات الاحداث وموقف المقاومة والحراك من الائتلاف الوطني الجنوبي
ايها المقاومون الاحرار..
لقد رسمتم بصمودكم ودمائكم مشهدا ملحميا تكلل بسلسلة طويلة من الانتصارات العسكرية والامنية.. انتصارات بدأت بمقاومة الانقلاب الحوثي الذي عاد الى معاقله مذموماً مدحورا، ثم تطورت الى مكافحة الارهاب الذي عاد الى جحوره ضعيفا مخذولا.
ومثلما اتسمت المقاومة الجنوبية بشجاعة واقدام مقاتليها، فقد تحلت قيادتها ايضا بحكمة وصبر السياسيين، وعبرت عن نفسها بلغة عقلانية ومعتدلة لبناء واقع سياسي يلبي مطالب وتطلعات شعب الجنوب.
وفي هذا الاطار لن نتوانى عن فتح خطوط التواصل والحوار مع مختلف مكونات الحراك والمقاومة الجنوبية من جهة، ومع شرعية الرئيس هادي من جهة اخرى الذي كان حريصاً دائما على ضمان حق الجنوب العادل وتمكينه من السلطة والثروة.
وهكذا لبينا وبحسن نية دعوة ما سمي بالائتلاف الوطني الجنوبي، لأن القاعدة التي تبنيناها هي التقارب والحوار مع جميع مكونات السلطة والمعارضة.
لكننا للأسف صدمنا بالقوى السياسية التقليدية التي امتصت ثروات شعبنا واقصته لعقود طويلة باسم الشمال واحزابه، وتريد ان تعود مجددا الى الحكم باسم الجنوب ومقاومته.
وعلى وجه التحديد حزب الاصلاح، ومن شابهه من احزاب وتكوينات انتهازية، لم تكتف باحتكار الشرعية والاستفراد بالسلطة، بل وسعت إلى تفريخ تكوينات جنوبية بحيث تسطوا على حق ومكتسبات الحراك الجنوبي ومقاومته فتصبح هي السلطة وهي المعارضة.
وعليه فقد رفضنا هذا العبث الحزبي بشكل قاطع في القاهرة، وقلناها بصراحة ودون تردد: لا مكان لأي جنوبي حر في هذه المسرحية الهزلية.. ودعمنا للرئيس هادي لا يعني خضوعنا لقوى الظلام والارهاب.
لقد حذرنا كل من تسول له نفسه لي ذراع المقاومة الجنوبية ومكونات الحراك الجنوبي.. ونثق بأن موقف الرئيس هادي سيكون لنا لا علينا، وانه لن يقبل بمسرحية التفريخ والتزييف التي تستهدف في الاساس اضعاف شرعيته السياسية وتنفير حاضنته الشعبية الجنوبية.
ونحن بدورنا لن نقبل بأن تصبح مؤسسات الشرعية في الجنوب حصان طروادة الذي يعود من خلاله تنظيم الاصلاح الإخواني إلى الواجهة مجدداً، بعد ان تطهرت ارضنا من ملحقاته الارهابية والجهادية.
لذا فإننا في الحركة الجنوبية السلمية والمسلحة نؤكد على النقاط التالية:
- انسحاب ممثلي المقاومة الجنوبية والحرك الجنوبي وباقي المكونات الجنوبية من هذا الائتلاف الذي يسيطر عليه بشكل كامل حزب الإصلاح اليمني وباقي التكوينات المتفرعة منه.
- نرفض رفضاً قاطعاً اشهار هذا الائتلاف في العاصمة عدن، وندعو جماهير شعبنا الجنوبي لرفع الجهوزية الكاملة وشحذ الهمم ورفض أي مكون يسعى إلى الالتفاف والانتقاص من تضحيات الشعب والمقاومة ومجابهة كل القوى المشبوهة التي تسعى إلى شق الصف الجنوبي وتحاول كسب شرعية تمثيل الجنوب وقضيته بشكل يتماشى مع رغبات حزب الإصلاح.
- ندعو فحامة الرئيس عبدربه منصور هادي لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع اشهار هذا الائتلاف في قاعة الاتحادية بقصر معاشيق، ونشدد على ضرورة تحييد المؤسسات الحكومية ومقرات الدولة من أي عمل سياسي ينتقص من قضية الجنوب وتضحيات شعبه، لما قد يدخلنا جميعاً في دوامة صراع وفوضى للشرعية نحن في غنا عنها.
- نحمل حزب الإصلاح وباقي المكونات المتفرعة منه مسؤولية الاقدام على هذه الخطوة الكارثية المتمثلة بإشهار هذا الائتلاف والانفراد بالمشهد السياسي وحيداً بعيداً عن باقي المكونات الجنوبية الفاعلة، وما سيترتب على هذه المغامرة من نتائج سلبية.
- نطالب فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بالانفتاح الجدي مع كل مكونات الحراك الجنوبي والمقاومة والدعوة لحوار حقيقي ومفتوح، بما يضمن عدم استنساخ قوى تدعي احقية التمثيل للقضية الجنوبية والمقاومة وهي تمثل احزابا بعينها.
- نؤكد على موقفنا الصارم تجاه نشاط التيارات الدينية الداعمة للإرهاب ونجدد العهد لشعبنا اننا لن نكون غطاء لأي حزب او مكون يسعى إلى الانتقاص من قضيتنا الجنوبية واننا سنكون في مقدمة الصف للدفاع عن حقوق ومكتسبات شعبنا المشروعة.
- نجدد الدعوة الصادقة لقوات التحالف العربي إلى للتقارب الجاد مع كل القوى الجنوبية الحية، واعادة النظر في دعم الاحزاب اليمنية التي تملك سجلا اسود في ذاكرة الشعب اليمني والجنوبي على وجه التحديد، وفتح صفحة جديدة مع الجنوبيين لبناء علاقة مبنية على الثقة والشراكة، لما سيثمر بتحقيق كامل اهداف التحالف والشرعية بوقت قياسي وكلفة اقل، وهذا بدوره سينهي الاستثمار المفتوح الذي انتهجته احزاب بعينها منذ اندلاع الحرب.
- واخيراً نطالب فخامة الرئيس بتحديد موعد رسمي للقاء بقيادات المقاومة والحراك لتدارس الكثير من القضايا بما يضمن تحقيق اهدافنا المشتركة، وبما ينعكس على تعميق حالة السلم والأمن في المحافظات الجنوبية المحررة، ويضمن تمكين ابنائها من إدارة مناطقهم، بعيداً عن الوصاية الحزبية التي تسعى من خلال ذلك إلى إعادة الجنوب والجنوبيين إلى مربع الصراع الذي لا ينتهي، لتتمكن هي بعد ذلك من تحقيق اهدافها والتربع على عرش السلطة من جديد.
صادر عن قيادات المقاومة والحراك الجنوبي - عدن
8-4-2019".
خاتمة:
وبعد معرفة شخصيات وقيادات مقاومة بأنهم كانوا مستخدمين من قبل حزب الاصلاح فقط لضرب القوى الوطنية الجنوبية وتقسيم الجنوب هل تسهم هذه الاستفاقة في إفاقة رئاسية من الدور الذي يقوم به مدير مكتب الرئيس لاستخدام الرئيس وسلطته لصالح هذا الحزب بعد نداءات من القيادات التي كشفت خداع حزب الإصلاح ؟.