عرض الصحف

السبت - 11 مايو 2019 - الساعة 04:10 م بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))وكالات:

تتواصل تداعيات الأزمة الإيرانية وسط توقعات بتصاعد احتمالات الحرب الآن في المنطقة، تزامناً مع تحريك الولايات المتحدة لقطع بحرية متطورة ومتقدمة في الخليج لمواجهة إيران.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم السبت، تتواصل التجاذبات الأمريكية الإيرانية بشأن مضيق هرمز، فيما تتصاعد خيارات الأمن الاستراتيجي بصورة تعيد الاعتبار لقوة الردع العسكرية الأمريكية في وجه أي تهديدات محتملة.

احتمالات حرب

البداية مع مقال للكاتب الصحافي عبد الرحمن الراشد، بعنوان "هل نحن أمام حرب مع إيران؟" نشرته صحيفة الشرق الأوسط، قال فيه: "على مدار 40 سنة مرت كثير من الظروف التي كانت فيها احتمالات الحرب واردة مع النظام الإيراني، لكنها لم تقع"، موضحاً أن إيران احترفت مهنة المخاطرة ولم تجرب أبداً العواقب، والمرات التي خاطرت فيها إيران بإشعال الحروب معها كثيرة.

وأوضح أن أبرز هذه المرات الهجوم الذي نفذه أتباعها على مقر المارينز الأمريكيين في بيروت 1983، وعمليات الخطف والقتل لعدد من الشخصيات الغربية والعربية في بيروت من قبل وكيلها المولود حديثاً "حزب الله" في الثمانينات، فضلاً عن تداعيات الحرب بين العراق وإيران وغيرها من الأحداث التي رصدها الراشد.
وأضاف الكاتب أن "هذه كلها كانت ظروف خطيرة وضعت إيران من خلالها العالم على حافة المواجهات، وكادت تتسبب في مواجهات عسكرية، لكن طهران لم تقدم قط على أي مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، والعكس صحيح أيضاً، تحاشى الأمريكيون الحرب"، مشيراً إلى أن التصعيد الحالي يجعل الحرب هذه المرة أكثر احتمالاً وبقوة.

مضيق هرمز

ومن الحديث عن تداعيات الحرب إلى مقال وضعه د. عبدالله جمعة الحاج في صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، حمل عنوان "مضيق هرمز خط شديد الاحمرار".
وقال إن "الولايات المتحدة ومنذ أن فرضت العقوبات على إيران، والأخيرة تتحدث إلى المجتمع الدولي بلغة استعلاء وتكبر، هي قد تكون غريبة على العالم، لكنها غير مستغربة أن تصدر من دوائر سلطات أصحاب العمائم في طهران، فهم معتادون على ذلك منذ أن وصلوا إلى السلطة بعد الإطاحة بحكم الشاه السابق، بأنهم سيقومون بإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية الخارجة من الخليج العربي والداخلة إليه".
وتساءل "هل مثل هذا الأمر ممكن لإيران؟ وهل هي فعلاً قادرة عليه أو على تحمل تبعات وتداعيات ما يمكن أن يحدث بعد ذلك؟".
وأضاف أن "مجمل اللوم يقع على إيران ومن يحكمون فيها، فسياساتهم تجاه العالم أجمع مستفزة، ودعمها للإرهاب العابر للحدود وللإرهابيين أمور مثبتة، ونواياهم في تصدير أنموذجهم الفاشل يجري العمل على تحقيقها على قدم وساق، وبرنامجهم النووي عسكري صرف في نهاياته، وتدخلهم في شؤون الآخرين من البحرين إلى العراق إلى سوريا إلى اليمن مزعجة ومستفزة والحبل على الجرار".
وأوضح أنه وبقراءة المؤشرات السياسية تجاه الأزمة الحالية والدلائل المتواجدة أمامنا، فإن هذا يشير إلى أن ما هو قادم مخيف ومزعج يتوجب الاستعداد له جيداً وعدم الاستهانة به مطلقاً.

رسالة لإيران والحلفاء

ومن جهتها، أشارت صحيفة "العرب" اللندنية إلى أن خيارات الأمن الاستراتيجي تعيد الاعتبار لقوة الردع العسكرية الأمريكية في وجه أي تهديدات محتملة.
وقالت الصحيفة إن "إرسال الإدارة الأمريكية لحاملة الطائرات إبراهام لينكولن، إلى الشرق الأوسط يعدل بوصلة السياسة الخارجية الأمريكية من جديد، ويكشف عن تبدل في الاستراتيجيات التي كانت انتهجتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما".
وتشير التطورات الأخيرة إلى أن الولايات المتحدة تعود بقوة إلى الشرق الأوسط، بعد أن أوحت قبل ذلك بأن خياراتها، لاسيما العسكرية، باتت تعطي آسيا وجنوب شرق آسيا أولوية على حساب مناطق نفوذ أخرى في العالم.
ويرى مراقبون وفقاً للصحيفة أن واشنطن قررت أن تكون حاضرة ميدانياً وبشكل قوي داخل المنطقة، تحسباً لأي مفاجآت من جهة، ومواكبة عن قرب لحركة الدبلوماسيين والمبعوثين الأمريكيين المكلفين بمتابعة ملفات المنطقة من جهة أخرى.
وذكرت الصحيفة أن هذه التطورات لا تعني أن هناك إمكانية لإعادة ترتيب التوازنات بحيث يقوي التقدم الأمريكي العسكري في المنطقة من موقع روسيا كمرجع جديد للدول المتضررة من حضور واشنطن الثقيل، وليس من المستبعد أن يجري تنسيق كامل بين الولايات المتحدة وروسيا عسكرياً وسياسياً بما يعيد الثنائي الروسي الأمريكي إلى صدارة الدول المقررة في المنطقة على حساب دول إقليمية طموحة، من بينها تركيا وإيران".

حرب مدمرة

وبدوره، قال الكاتب الدكتور محمد المبارك في مقال له بعنوان "حرب مُدمّرة.. أم تفاوض جديد؟" نشرته صحيفة أخبار الخليج، إن "الولايات المتحدة الأمريكية لا تحرك كل هذا القدر من القوة النارية إلى منطقة الخليج بكل ما يتطلبه ذلك من تكاليف من دون أن يكون الأمر على درجة عالية من الجدية والخطورة".
وأضاف "ليس في صالح النظام الإيراني الدخول في حرب مع الولايات المتحدة الأمريكية، حتى حينما كانت إيران في أفضل حالاتها عسكرياً واقتصادياً، فإن أي حرب مع الولايات المتحدة الأمريكية هي بكل تأكيد مدمرة بالنسبة إلى النظام الإيراني، فما بالكم والنظام الإيراني يعيش أصعب وأتعس مرحلة في تاريخه منذ وصوله إلى سدة الحكم في 1979؟".
وطرح فرضية الدخول في مفاوضات مع إيران، قائلاً إن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في أن يتصل الإيرانيون به ليطلبوا التفاوض، وقال ذلك علناً، وهو يثبت بما قاله أنه يريد الحوار ويريد الوصول إلى اتفاق نووي أفضل، ولا يريد الحرب، لكنه في الوقت نفسه يثبت للمجتمع الدولي أن النظام الإيراني لا يريد التفاوض ولا يريد الحوار، بما قد يبرر مثلاً عملاً عسكرياً ضد المنشآت النووية الإيرانية.