عرض الصحف

الثلاثاء - 04 يونيو 2019 - الساعة 10:26 ص بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))وكالات:

تشهد الأزمة الإيرانية الأمريكية تصاعداً في الآونة الأخيرة، وسط تغير واضح في النهج السياسي للبلدين في التعاطي مع الأزمة.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، فإن الولايات المتحدة تغير لغتها السياسية مع تغير الواقع الاستراتيجي لهذه الأزمة، فيما استبعدت آراء تحليلية اندلاع أي مواجهات عسكرية بين الطرفين.
رسائل بيلدربيرغ‎
في التفاصيل، أشار الكاتب محمد قواص في مقال له بصحيفة العرب اللندنية، إلى دقة المشهد السياسي بشأن إيران، لافتاً إلى أن العالم ومنذ مطلع مايو (أيار) الماضي، يترقب مع بدء دقات طبول الحرب بين إيران والولايات المتحدة، إلا أنه مع ذلك، ليس من المتوقع أن تتجاوز هذه الحرب حدود ضجيج هذه الدقات التي يتخللها من وقت إلى آخر عزف على وتر المفاوضات.
وقال قواص إن إيران لا تملك طرف التورط عسكرياً في هذه الحرب، وعلى الجانب الآخر تملك الولايات المتحدة سلاح العقوبات، وهو أكثر تأثيراً في مثل هذه المرحلة من الوهن الإيراني الداخلي والتضييق الخارجي، وما تحتاجه فقط هو الضغط لجر طهران إلى طاولتها.
ونبه الكاتب إلى أن لكل عاصمة لغتها، وأن للمكان ظرفاً يفرض منطقاً للكلام، موضحاً أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يجول في أوروبا، ويتحدث لغة يفهمها الأوروبيون وليست بالضرورة موجهة لإيران. وأشار إلى أن الرجل حين تحدث عن التفاوض دون شروط مسبقة مع إيران كان يتكلم من سويسرا، حيث يسعى لتحقيق أهداف سياسية معينة من أوروبا.
عملاء إيران في ألبانيا
في سياق منفصل، لفتت صحيفة الرياض، إلى المحاولات الإيرانية لزرع عملاء لها في ألبانيا. وقالت إن نظام الملالي يعتزم إرسال جواسيس وإرهابيين تابعين له إلى ألبانيا تحت أغطية تجارية وصحافية لتوجيه ضربات لمجاهدي خلق، وهي الخطوة التي تأتي في أعقاب طرد غلام حسين محمدي نيا، سفير نظام الملالي في ألبانيا ومصطفى رودكي، رئيس محطة مخابرات الملالي في ديسمبر (كانون الأول) 2018 من هذا البلد.
وقالت مصادر للصحيفة، إن قوات الحرس الثوري الإيراني جهزت وفداً إرهابياً تحت غطاء نشاطات اقتصادية وتجارية لإرساله إلى ألبانيا، ويرأس هذا الوفد غلام حسين كاظمي، والذي وصفته الصحيفة بأنه من القادة المجرمين والقدامى لقوات الحرس، كما أنه مدير شركة مقاولة كبيرة باسم "آسيا كار باختر" في مدينة شيراز، وهي تابعة لمقر يسمى خاتم الأنبياء.
وكشفت الصحيفة أن للشركة العديد من المهام والمشاريع في سوريا، والمدير التنفيذي لهذه الشركة هو سعيد كاظمي، نجل غلام حسين كاظمي، ويخطط النظام لاستحصال الفيزا وتصريح إقامة لإرهابيين من قوة القدس ووزارة المخابرات الإيرانية في ألبانيا تحت اسم هذه الشركة، وتحت غطاء نشاطات استثمارية في بناء فيلات وعمارات سكنية في ألبانيا.
وحذرت الصحيفة من مخاطر التحركات الإيرانية، في ظل محاولة طهران القيام بعمليات استخباراتية في أوروبا.
التلاعب الأمريكي الإيراني
من جهته، تحدث المحلل أشرف كشك، في تقرير لصحيفة أخبار الخليج البحرينية بشأن الأزمة الراهنة بين الولايات المتحدة وإيران، وهي الأزمة التي انقسمت بين توقع مواجهة عسكرية محتملة بين الطرفين وبين نفي لتلك المواجهة.
وقال كشك إنه ومع أهمية تلك الرؤى، فإن التعرف على طبيعة تلك الأزمة يعد أمراً مهما ليس فقط لإدراك تفاعلاتها بل تطوراتها المستقبلية.
وأشار الكاتب إلى أن الأزمة الإيرانية الأمريكية مازالت بعيدة عن سيناريو العمل العسكري، وتوقع أن تستمر فترة من الزمن وربما تشهد دخول أطراف أخرى على خط التفاعل وربما تشهد أعمالاً غير متوقعة، بحسب تحليله.
بالإضافة إلى حصول تطورات على الأرض، تمثلت في إرسال منظومة صواريخ دفاع جوي من نوع باتريوت وحاملة طائرات إلى منطقة الشرق الأوسط وانتهاء بقرار الرئيس ترامب إرسال 1500 جندي إضافي إلى المنطقة، وإجراء مناورات مشتركة مع دول الخليج في بحر العرب.
وقال كشك أن إيران ليس أمامها الكثير من الخيارات غير أنها ستسع والولايات المتحدة إلى توظيف ما لديها من أوراق سواء كانت حلولاً ضاغطة أو توفيقية للحصول على بيئة تفاوضية أفضل.
حرب باردة
من جانب ىخر، تساءل البعض كيف يمكن وصف منظومة العلاقة بين إيران والولايات المتحدة الآن، وهذا ما حاول الدكتور يوسف مكي الإجابة عليه في تقديره لهذه الأزمة، في تحليل لصحيفة الخليج الإماراتية.
وقال مكي إن التهديدات الأمريكية لإيران، باتت حالة مألوفة منذ اندلاع الثورة الإسلامية، في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، وبلغت ذروتها في الأيام الأولى لقيام الجمهورية، مع احتجاز موظفي السفارة الأمريكية رهائن للحرس الثوري الإيراني.
وحينها، أضاف مكي، توقع كثير من المراقبين أن تقدم إدارة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، على عمل عسكري واسع، بهدف إطلاق سراح الرهائن بالقوة العسكرية، وبما يحفظ هيبة الولايات المتحدة.
وأشار المحلل إلى أن العلاقة بين واشنطن وطهران شهدت ما يمكن أن نطلق عليه مجازاً بالحرب الباردة، مع فترات قصيرة من العلاقة الجيدة، شهدت تنسيقاً بين أمريكا وإيران، الأولى أثناء حرب الخليج الأولى، حيث ساد التنسيق بين البلدين، حتى استعادة الكويت سيادتها.
وخلص مكي إلى القول إن التاريخ حمل فرصاً لاندلاع المواجهة العسكرية بين إيران والولايات المتحدة، غير أن الموقف تبدل الآن، والعهد الذهبي للولايات المتحدة بات من الماضي، بحسب الكاتب، وهو أمر يشير إلى إن الوقت لم يعد في صالح واشنطن، لاتخاذ أي خطوة جدية لمواجهة طهران عسكرياً.