عرض الصحف

الإثنين - 09 سبتمبر 2019 - الساعة 11:09 ص بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))وكالات:

أثار القرار الأمريكي بوقف المباحثات مع حركة طالبان ردود فعل واسعة، إذ كشف نوايا قطر الساعية إلى حصد أي مكاسب من خلال التلاعب بأوراق علاقتها مع الحركات الإرهابية.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الإثنين، فإن الدوحة ستخسر كثيراً الآن عقب القرار الأمريكي، وهو ما بات واضحاً على أرض الواقع السياسي.

الفخ القاتل
وصفت صحيفة العرب اللندنية أسلوب الدوحة في التعاطي مع الأزمة الأفغانية في ظل المفاوضات التي أجرتها الولايات المتحدة مع حركة طالبان، بأنه "فخ قاتل"، وقالت إن "المفاوضات بين طالبان وأمريكا والتي جرت في الدوحة أصبحت تتناقض مع مصلحة واشنطن، الأمر الذي دفع ترامب لإلغاء فكرة التفاوض من أصلها باعتبارها تجري مع حركة إرهابية".
واعتبرت مصادر دبلوماسية أمريكية أن المفاجأة لا تكمن في إعلان الرئيس دونالد ترامب إلغاء المباحثات مع طالبان، وإنما في تجنّب فخ قطري.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات بعض من المسؤولين الأمريكيين بشأن تفاصيل هذا الفخ، موضحة أن التجارب السابقة أثبتت أن طالبان لا تفي بوعودها ولا يوجد ضمان لالتزامها باتفاقية السلام برعاية قطرية، خاصة أن التجارب السابقة أظهرت مراراً أنه لا توجد وسيلة لضمان وفائها بوعودها.
وذكرت مصادر استخباراتية غربية أن قطر لم تقدم أي خدمة للولايات المتحدة أو لفكرة السلام في أفغانستان عبر رعايتها المفاوضات في الدوحة، بقدر ما كانت تفكر في تحسين صورتها كدولة حاضنة لمنظمات إرهابية.
الخدعة القطرية
ومن هروب الولايات المتحدة من فخ الدوحة إلى تفاديها أيضاً للخدعة القطرية، قال موقع (ميدل إيست أون لاين) الإخباري إن "قطر سعت الى استضافة المفاوضات بين طالبان وأمريكا بهدف إبقاء الامتنان الأمريكي قائماً"، في سلوك ينسجم مع ما أسماه الموقع بتاريخ من التناقضات والغموض الذي يكتنف العلاقات بين واشنطن والدوحة.
وكشف الموقع أن قرار الرئيس الأمريكي وقف التفاوض مع حركة طالبان لا يمثل خبراً ساراً لقطر التي استضافت معظم جولات المفاوضات بين الجانبين، ونقل عن مراقبين سياسيين قولهم إن "استمرار المحادثات بهذه الوتيرة كان يشكل هدفاً بحد ذاته للدوحة وربما خدعة في تصوير طبيعة النزاع المستمر منذ 18 عاماً".
وأشار معلقون إلى أن تعامل الدوحة مع ترامب، المتهلف لتحسين الاقتصاد وخلق فرص عمل، تعتمد بشكل أساسي على دبلوماسية العقود السخية التي وصلت قيمتها إلى 85 مليار دولار هذا العام، وأوضح عدد من المعلقين إلى أن القطريين يشترون صداقة ترامب مثلما يشترون أي شيء آخر في الغرب، من مراكز الدراسات والبحوث إلى مسابقات كأس العالم.
تهديدات
وإلى التهديدات التي أطلقتها حركة طالبان ضد الأمريكيين، التي تأتي عقب العملية الإرهابية الأخيرة للحركة في كابول والتي أسفرت عن مقتل جندي أمريكي و11 شخصاً آخرين.
ونبهت صحيف إنديبندنت عربية إلى رد فعل طالبان إزاء القرار الأمريكي، موضحة أنه سيؤدي إلى إزهاق أرواح المزيد من الأمريكيين، وهو ما بات واضحاً الآن في التعاطي مع هذه الأزمة السياسية.
ونقلت الصحيفة اندهاش دوائر سياسية من هذا الهجوم الإرهابي الأخير لطالبان، والذي يأتي بعد أسبوع من توصل مفاوضين من الولايات المتحدة وطالبان إلى مسودة اتفاق سلام قد تؤدي إلى تقليص عدد القوات الأمريكية في أفغانستان مقابل ضمانات من طالبان بأن لا تُستخدم أفغانستان قاعدة لشن هجمات على الولايات المتحدة أو أي من حلفائها.
ومع انهيار المباحثات بين طالبان والولايات المتحدة نقلت الصحيفة تخوف الكثير من المصادر السياسية من حدوث صراع على أساس عرقي وإقليمي في أفغانستان، خاصة مع مواجهة "الطاجيك" الناطقين بالفارسية والهزارة من الشمال والغرب البشتون الجنوبيين والشرقيين، وهي الجماعة التي تستمد منها طالبان معظم التأييد خاصة وأن الوضع في أفغانستان الآن بات مفتوحاً على كافة الاحتمالات.