عرض الصحف

الأحد - 12 يناير 2020 - الساعة 10:19 ص بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))وكالات:

تتواصل ردود الأفعال السياسية في إيران عقب اعتراف النظام الحاكم بتفجير طائرة مدنية أوكرانية نتيجة لخطأ بشري، حيث فجر هذا الاعتراف موجة من الاحتجاجات الشعبية الإيرانية الرافضة لهذه الجريمة.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، فإن عددا كبيرا من المحتجين رددوا هتافات ضد السلطات ومزقوا صوراً لقائد فيلق القدس قاسم سليماني، في الوقت الذي توقع فيه عدد من الخبراء زوال النظام الإيراني قريباً.

تخبط إيراني

أشارت صحيفة الشرق الأوسط إلى أن التخبط دفع بإيران إلى الاعتراف بإسقاطها الطائرة الأوكرانية، موضحة أن النظام في طهران واقع الآن في حالة من التخبط والحرج.
ونبهت إلى أن هذه الحالة من التخبط تتزامن مع ما تشهده العاصمة الإيرانية طهران وعدد من المدن الأخرى، بشأن الاحتجاجات التي قادها طلاب ضد المرشد علي خامنئي والحرس الثوري، والتي ندد خلالها المتظاهرون بمن وصفوهم بـ"الكذابين".
وقالت الصحيفة إن "المتظاهرين أحرقوا صور قائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي قتل في ضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد"، مشيرة إلى تصاعد جملة الغضب الشعبي أمام عدد من المواقع على رأسها جامعة أمير كبير الإيرانية، حيث ظهر الطلاب وهم يهتفون "ارحل ارحل أيها المرشد الأعلى"، مطالبين بإجراء استفتاء لتغيير هوية النظام ومنددين أيضاً بتدخلات الحرس الإقليمية.

الموت في إيران

وبدوره، تساءل الكاتب عبد المنعم إبراهيم في صحيفة أخبار الخليج البحرينية عما إن كانت إيران بلداً مشؤوماً على أهله ومن يسكنه، أو يعبر من خلال أراضيه أو أجوائه أو بحاره؟ أم أن النظام السياسي (حكم الملالي) لا يكترث لعدد الذين يموتون أو يقتلون في إيران؟.
وقال الكاتب "حين اندلعت منذ شهر مظاهرات المواطنين الإيرانيين احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود في كل المدن الإيرانية، واجهت السلطات ذلك بالقتل الوحشي حتى وصل عدد القتلى إلى ما يفوق 1400 قتيل، وشكر المرشد الأعلى خامنئي وزارة الداخلية على قمعها للمتظاهرين".
وأضاف أن "إيران باتت كلمة مترادفة للموت، أينما تحل هي أو الحرس الثوري يحل الموت بالمواطنين الإيرانيين الأبرياء، وبالشرفاء العراقيين، وقصف الطائرة المدنية الأوكرانية الأخيرة سجل في كشف الموت جنسيات أخرى"، وتابع "نحن أمام نظام يعيش على دماء الآخرين، إنها كارثة سياسية، لكن هكذا يفكر النظام الثيوقراطي في إيران حقاً".

الحرس الثوري

ومن جانبها، قالت صحيفة العرب اللندنية إن المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي بدأ يظهر رغبته في تقليص مؤسسة الحرس الثوري، التي قد تتحول إلى ورقة ضغط ضده في الصراع داخل النظام مع خصومه من رجال الدين الذين يسيطرون على مؤسسة تشخيص مصلحة النظام.
واعتبرت أوساط إيرانية أن قرار خامنئي تكليف الجيش بالبحث في ظروف إسقاط الطائرة الأوكرانية، بمثابة الفرصة الذهبية التي أتيحت للمرشد للحد من نفوذ الحرس الثوري وتحميله مسؤولية إسقاط الطائرة والتأثير على صورة إيران وتحميلها مسؤولية أخلاقية وقانونية في ذلك.
ونقلت الصحيفة عن مصادر إيرانية حديثها عن قرار مرتقب بإقالة قائد القوة الجو – فضائية، التابعة للحرس الثوري الإيراني العميد أمير علي حاجي زادة، وتقديمه ككبش فداء في قضية الطائرة، الأمر الذي يؤكد مواجهة الحرس الثوري لأزمة عميقة باتت تؤثر سلباً على إيران.

نهاية النظام

ومن جهته، قال أستاذ العلوم السياسية والكاتب في موقع الحرة الدكتور توفيق حميد إن "نهاية النظام الإيراني باتت وشيكة"، وأضاف أن "عدداً من الدول وتحديداً قطر حاولت بناء علاقات مع إيران لمساعدتها اقتصادياً وبناء تحالف استراتيجي معها، غير أن الرياح تأتي بلا ما تشتهي السفن وبات الرئيس ترامب يعمل جدياً على محاربة النظام الإيراني".
وأضاف "أدركت قطر أن نهاية النظام الإيراني باتت وشيكة، فرأت أنه من الحكمة وتحسباً لكافة الاحتمالات المستقبلية إعادة بعض خيوط التواصل مع دول مجلس التعاون الخليجي".

واستعرض الكاتب ما أسماه ببعض من القرائن والدلالات السياسية التي تنتهجها قطر أو تركيا، والتي تشير إلى أن هاتين الدولتين أدركتا أن نهاية النظام الإيراني أصبحت وشيكة، ولذا فعليهم التحرك من الآن لحماية مصالحهم قبل فوات الأوان.
وأوضح "على ما يبدو فإن التصعيد الأخير بين الولايات المتحدة وإيران، ومقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في أعقاب حصار السفارة الأمريكية ببغداد، قد يكون أول مسمار حقيقي سيتم دقه في نعش نظام الملالي في إيران".