عرض الصحف

الإثنين - 13 يناير 2020 - الساعة 10:28 ص بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))وكالات:

تنظر الأوساط السياسية إلى قبول الجيش الليبي بالهدنة على أنه مناورة تختبر مدى استعداد الإخوان لتقديم تنازلات، وهي التنازلات التي يمكن أن تنهي احتكارهم للسلطة بالقوة منذ انقلاب ميليشياتهم على نتائج الانتخابات التشريعية في منتصف العام 2014.
ووفقاً لصحف عربية صادرة، اليوم الإثنين، تتباين ردود الفعل إزاء هذا القرار خاصة مع الانتصارات التي يحققها الجيش الليبي وسيطرته أيضاً على بعض المواقع جنوب طرابلس، ونجاحه أيضاً في الوصول خلال الأشهر الماضية إلى مناطق استراتيجية قريبة من مقر حكومة الوفاق.

قبول الهدنة

لاقى قبول الجيش الليبي بوقف إطلاق النار ردود أفعال غاضبة في أوساط كثيرة من مؤيديه لكن المحلل السياسي الليبي عيسى عبد القيوم، قال لصحيفة "العرب" اللندنية: "إذا كانت آلية وقف إطلاق النار ستؤدي إلى النتائج المستهدفة من القتال بكل تأكيد ينبغي الترحيب بها، فالمنطق السياسي بل والشرعي السوي يعتبر أن الحرب يُقدم عليها كرهاً.. وليست غاية محببة".
وأضاف عبد القيوم "بما أنه وقف إطلاق نار فقط فهو لا يعني إلا منح فرصة ما، فإذا كانت هناك مبادرة على الطاولة طلب لها وقف إطلاق النار فمن المهم معرفة تفاصيل هذه المبادرة أولاً قبل الحديث عن الرفض أو القبول".
في الوقت ذاته نبهت الصحيفة إلى موقف أحزاب الإخوان من قرارات وقف إطلاق النار واعتبر حزب العدالة والبناء الإخواني في بيان أصدره، الأحد، أن وقف إطلاق النار هو مجرد مقدمة، يتبعها إنهاء كامل للعدوان على كل الجبهات، وبدء فوري لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه كشرط أساسي لأي حوار سياسي.

المعركة الليبية

وأشار وزير الخارجية المصري الأسبق نبيل فهمي، في مقال له بموقع "إنديبندنت" عربية إلى خطورة الأوضاع في ليبيا الآن.
وأوضح فهمي وجود الكثير من الأطراف الراغبة في تحقيق أي قدر من المكاسب السياسية لها على حساب الأوضاع في ليبيا.
وقال: "أعتقدُ أن الرئيس التركي أردوغان يعلم جيداً استحالة إعادة كتابة التاريخ، وأن أقصى ما يمكن التطلع إليه واقعياً من هذا التصعيد إثبات أنه طرفٌ فاعلٌ في شمال أفريقيا، نكاية في السياسة المصرية والمساس بأمنها القومي من خلال خلق منطقة مضطربة على حدودها".
ونبه فهمي إلى دوافع تركيا إلى استغلال تطورات الأوضاع في ليبيا قائلاً إن "من هذه الدوافع تدعيم مركز تركيا التفاوضي المستقبلي فيما يتعلق بالتنقيب والاستفادة من اكتشافات الغاز والبترول، مشيراً في هذا الصدد إلى سعي تركيا لتطوير تعاونها العسكري مع حكومة السراج، وفي ذات الوقت العمل على تجنّب تعرض القوات التركية إلى أي مخاطر، إضافة إلى ضبط حساباتها السياسية بعنايةٍ ودقةٍ إزاء الاعتبارات المُختلفة بما ذلك مع الولايات المتحدة وروسيا.
وانتهى فهمي إلى دقة الأوضاع المشتعلة الان في ليبيا والتي باتت تؤثر على المنطقة، وهو ما دفع بالقوى الدولية الكبرى إلى العمل جدياً من أجل إقرار التهدئة في البلاد.

وقف إطلاق النار

وقال الدكتور الكاتب في صحيفة "الشرق الأوسط" جبريل العبيدي تعليقاً على وقف إطلاق النار في ليبيا إن "هذه الخطوة تمثل أهمية كبيرة، خاصة وأن الجيش الليبي يخوض حرباً ضد الإرهاب والمرتزقة التي جلبتها ميليشيات الإخوان من شتى بقاع العالم، وهو ما يزيد من دقة هذه القضية".
وقال العبيدي: "لا يمكن لتركيا ولا لرئيسها المهووس بالتدخل العثماني في ليبيا أن يكون عراباً لوقف إطلاق النار، وهو يضخ السلاح والمقاتلين الأجانب جهاراً نهاراً ويجاهر بدعم الميليشيات المسلحة في طرابلس، فلا يمكن أن تكون دعوة السلطان التركي مقنعة لوقف إطلاق النار وجنده يسقطون في طرابلس في صفوف ميليشيات الوفاق".

وأشار العبيدي إلى دعوة وقف إطلاق النار قائلاً: " الدعوة التي تضمنها البيان المشترك لتركيا وروسيا إلى "إعلان وقف دائم لإطلاق النار" والذي دخل حيز التنفيذ، ليست جادة في ظل استمرار إرسال أردوغان للمرتزقة إلى ليبيا".
وأوضح الكاتب أن الدور الذي تلعبه دول الحوار لحل الأزمة الليبية، وأعاد الإشارة إلى قرار وقف إطلاق النار قائلاً: "الكلمة الفصل في وقف إطلاق النار هي للجيش الليبي الذي يلاحق الإرهاب والجماعات الإرهابية ولن يتوقف قبل تطهير كامل التراب الليبي".

المرتزقة

الحديث عن المرتزقة كان محوراً لتحليل استراتيجي طرحه الكاتب عون سيف الله منصور عبر صحيفة "بوابة أفريقيا" الإلكترونية، وهو المحور الذي قال فيه الكاتب: "منذ منتصف العام الحالي بدأت تركيا في عملية سحب تدريجي لمجموعات من أدوات مشروعها الاستعماري، من مقاتلي داعش والنصرة والقاعدة وغيرها، من شمال سوريا، وشرعت في تسريبها إلى ميادين القتال في طرابلس لدعم مليشيات الوفاق في مواجهتها القوات المسلحة العربية الليبية".

وأشار الكاتب إلى الأسباب التي تدفع أردوغان إلى غزو ليبيا قائلاً إن "الكثير من الأموال التي كانت تتدفق من الممولين الإقليميين الكبار لشحن الأوضاع في سوريا تضاءلت لأدنى حد بسبب انسحاب بعض الممولين، وتقاعس البعض الآخر عن القيام بما كان يقوم به في السنوات الأولى، الأمر الذي أنعكس على أردوغان الذي فقد صوابه، وهو ما دفعه لأن يرى في ليبيا ساحة لتعويض خسائره".
ونبه منصور إلى خطورة الموقف السياسي الحاصل الآن في تركيا ، ومحاولة أردوغان إعلان الحرب في ليبيا لتحقيق أي مكاسب قائلاً: "آفاق قيام تركيا بحرب شاملة على ليبيا بالمعنى التقليدي، انطلاقاً من إقليمها ستكون عملاً يائساً وجنونياً، ولن تحقق أي هدف سياسي إستراتيجي لتركيا، وسيكون مصيرها الفشل، بل ربما سببت في انهيار الدولة التركية".