عرض الصحف

الثلاثاء - 14 يناير 2020 - الساعة 10:33 ص بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))وكالات:

رصدت صحف عربية تداعيات مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني على إيران، مشيرة إلى أن تداعيات هذا الحادث أتت بغير ما يشتهى النظام في طهران الذي راهن على لحمة أكبر بينه وبين شعبه لمواجهة "مؤامرة" كثيراً ما نجح في توظيفها لصالحه.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، تزايدت الهوة لتتجاوز انتقاد الفشل الحكومي في إدارة الرهانات الاجتماعية والمطلبية لتطال المرشد الأعلى علي خامنئي في خطوة غير مسبوقة، وهو ما يمكن أن يعجل بنهاية النظام في إيران.

تآكل خامنئي

أشارت صحيفة "العرب" اللندنية إلى فشل النظام الإيراني في توظيف مقتل قائد الحرس الثوري قاسم سليماني لتعزيز اللحمة الهشة في الداخل، موضحة أن ما أسمته بالأورام انفرجت في الجسد الإيراني بعد اعتراف السلطات بإسقاطها طائرة ركاب أوكرانية.
ونقلت الصحيفة عن متابعين للشأن الإيراني قولهم إنّ "السلطات في طهران، كانت تعرف أن سبب سقوط الطائرة هو صاروخ إيراني في محاولة لامتصاص ردة الفعل الغاضبة في العالم، والتي كانت ستكون أقوى فيما لو تم الاعتراف بإسقاط الطائرة من البداية".
ونبهت الصحيفة إلى أن تأخير الاعتراف جاء بنتائج عكسية بعدما نجحت واشنطن في تقديم الأدلة التي تدين إيران لأوكرانيا ولدول أخرى كان بعض مواطنيها ضحايا في الهجوم على الطائرة.
وأشارت إلى أن هذه الحادثة تعيد إلى الواجهة السخط الشعبي القابل للانفجار في أي لحظة ضد النظام الإيراني، لاسيما بعد ما شهدته طهران من موجة احتجاجات في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وتعمد السلطات استخدام نظرية المؤامرة كأداة لقمع المحتجين.

مهب الريح

وأشار الكاتب الصحفي عبد الرحمن الراشد في مقال له بصحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن التساؤلات حول تطورات الأحداث في إيران تلحّ في استكشاف مصير النظام، وما الذي يمكن أن يحدث؟.
وقال: "عجزهم في طهران عن الرد المكافئ، وإسقاطهم الطائرة الأوكرانية، وعودة الاحتجاجات إلى شوارع طهران رافعة سقف مطالبها باستقالة المرشد الأعلى.. كلها مصائب تراكمت على طهران. وهي ليست مجرد حظ سيئ مع مطلع العام ولا مصادفات، بل نتيجة طبيعية لنظام متهالك ومتغطرس، معاً".
وأضاف الكاتب "الحديث عن مصير النظام ليس نتيجة مقتل سليماني وما تلاه من كوارث على النظام، بل أمر متوقع منذ زمن، ولا شك أن الاتفاق النووي الذي تبنته الإدارة الأمريكية السابقة منح قُبلة الحياة لطهران بعد أن كانت تعاني من العقوبات والعزلة. إلا أنها بدلاً من أن تصحح أخطاءها أمعنت فيها ورفعت مستوى مغامراتها في المنطقة وزاد قمعها للداخل وجاءت إدارة أمريكية لتعيد العقوبات وتتحداه. "منبهاً إلى خطورة الوضع في إيران الآن بصورة تهدد نظام المرشد الذي بات في مهب الريح.

تدويل الأزمة

أشارت صحيفة "الرياض" إلى اسقاط النظام الإيراني للطائرة الأوكرانية، التي وصفتها بالجريمة الشنعاء التي يتم تداولها الآن مع دخول كلا من الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا والسويد وبريطانيا على خط الأزمة.
وعن تبعات هذه الأزمة قالت الصحيفة: "التبعات التي ستلقيها هذه الأزمة كبيرة وواسعة أهمها أن هذه الحادثة الإرهابية وضعت قسراً النظام الإيراني في موضع صدام مع المجتمع الدولي، على خلاف النهج الذي يتبّعه في سياساته الإرهابية العابرة للحدود من خلال الميليشيات الإرهابية، الأمر الذي يجعله خلف الخطوط الأمامية المعرّضة للصدام والمواجهة".
وعن الوضع الحالي في طهران قالت الصحيفة: "الصورة الحالية في طهران على أعقاب الأزمة تبيّن محاولة النظام شراء المزيد من الوقت.. إلا أن أبرز العوامل الخارجية المؤثرة بشكل مباشر على النظام الإيراني بسبب هذه الأزمة هي العقوبات الاقتصادية الجديدة التي دخلت على خط التصعيد".
ونبهت الصحيفة إلى أن هذه العقوبات ستزيد من وتيرة التصعيد بين النظام والشعب الإيراني الذي يعدّ في غنى تام عن أي تصعيد لتردي مستويات المعيشة في البلاد، الأمر الذي سيعجل بزوال النظام.

خطة ترامب

وتساءل الكاتب وليد فارس في موقع "إنديبندنت" عربية عما إن كان الرئيس الأمريكي يمتلك خطة ضد إيران أم لا؟، وقال فارس إن "كل التحركات الميدانية الأمريكية لم تخرق أي خط أحمر وضعته الإدارة لنفسها، وأهم تلك الخطوط كان عدم التدخل في شؤون المستعمرات الإيرانية في اليمن والعراق ولبنان وسوريا".
وقال: "استمرت هذه السياسة مع تفجر التظاهرات في لبنان والعراق وإيران. وعلى الرغم من تصريحات وزير الخارجية مايك بومبيو الداعمة لتحركات المجتمعات المدنية، إلا أن سيد البيت الأبيض لم يتخل عن عقيدة إدارته المبنية على الاكتفاء بالرد العسكري وعدم القيام بهجوم سياسي داخل إيران".

وأشار الكاتب إلى رؤية ترامب للأوضاع في إيران قائلاً: "في حال قيّم ترامب الأوضاع المتفجرة في الداخل الإيراني ورأى أنه ضمن قدرته ومن مصلحة واشنطن دعم الانتفاضة الداخلية من دون أن يؤثر ذلك في وضعه الداخلي، فقد يعطي الضوء الأخضر لهذا التحرك، وفي المرحلة الحالية لا يمكن الجزم بوجود هكذا خطة، ولكنها يمكن أن تصبح واقعاً مع تطور الأوضاع في إيران"، مضيفاً أن ثبات المتظاهرين يفرض على إدارة تربمب الانتقال إلى مرحلة أخرى أو تبقى على ما هي عليه حتى الانتخابات".