حوارات

الأحد - 19 يناير 2020 - الساعة 08:47 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/ متابعات

كشفت أستاذة القانون العام المشارك بجامعة عدن وعضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الدكتورة سهير علي أحمد أن أصعب المواقف السياسية التي مرت بها كانت فترة محادثات جدة وما سيفضي إليه هذا الحوار من نتائج، ثم فترة انتظار توقيع اتفاقية الرياض، وتأجيلها من وقت لآخر حتى تم توقيعها في 5 نوفمبر 2019.
وأضافت في حوار مع موقع (الخليج 365) بأن المجلس الانتقالي الجنوبي يجدد التزامه بتنفيذ كافة بنود اتفاق الرياض وفقاً لتراتبيتها وتسلسلها الزمني، وقد أبدى تعاونا كبيرا خاصة في تنفيذ الشق العسكري من الاتفاق، ورئيس المجلس عيدروس قاسم الزبيدي يعمل من عدن العاصمة المؤقتة على تذليل الصعوبات والتعاون مع التحالف العربي.
(المرصد) تنقل نص الحوار:

◄ ماذا عن الأوضاع بعد عودة حكومة الشرعية للعاصمة عدن؟
بعد عودة حكومة الشرعية إلى عدن بدأت الأوضاع في طريقها للتطبيع ولو بشكل بطيء من خلال صرف الرواتب وتفعيل بعض مؤسسات الدولة واستقرار الوضع الأمني، ومن جانب آخر بدأ سعر العملة اليمنية في الهبوط مقابل الدولار الذي أدى بدوره إلى ارتفاع سعر المواد الغذائية وغيرها من مما زاد من معاناة المواطن الجنوبي، وهذا يؤكد أن حكومة الشرعية ما زالت تواجهها تحديات كبيرة خاصة، وأنها لم تتمكن من استئصال بؤر الفساد من مؤسساتها الحكومية وإذا ظلت إجراءاتها بهذه الرخاوة سوف تتراكم معاناة المواطن الجنوبي وربما تؤدي هذه الحالة إلى إعادة الغضب الجماهيري في وجه الدولة.
◄ ما سبب التباطؤ والتلكؤ في تنفيذ بنود الاتفاقية؟
الشرعية لا رغبة لديها في التنفيذ، فقد وقعت على اتفاقية الرياض على مضض، فمنذ البداية رأينا تلكؤ الشرعية للقدوم للحوار في جدة ثم المماطلة على التوقيع بينما المجلس الانتقالي كان سباقا في التعاطي مع الأشقاء السعوديين في إنجاح المفاوضات التي بدأت في جدة بين الفريقين بشكل غير مباشر، وقد حاول فريق الشرعية تعطيل المفاوضات وظل فريقنا لأكثر من شهرين مصمما على نجاح الاتفاق متحديا الجناح المتشدد في الشرعية والمتمثل بالإخوان المسلمين الذين يرفضون رفضاً قاطعاً أي حوار مع الانتقالي، وهم اليوم من يعملون على تعطيل تنفيذ اتفاق الرياض بالرغم من توقيعه من قبل الشرعية، وقبل أن يجف حبر التوقيع على الاتفاق خرجت قوات الإخوان من مأرب لغزو محافظة شبوة وقامت بالسيطرة عليها وعلى ثرواتها النفطية، وقامت باعتقال شباب النخبة الشبوانية وأحكمت سيطرتها عليها ثم دفعت بقواتها الى ابين "شقرة" محاولة دخولها باتجاه عدن.
الإخوان المسلمون في الحكومة يعتبرون هذه الاتفاقية "كبوة" سلبتهم حق الاستفراد بالسلطة ومنعتهم حق احتكار النفود وحرمتهم حق الاستفراد بموارد ومقدرات البلد، وبحكم توقيعهم على الاتفاقية يحاولون بطرق ملتوية عرقلة وإعاقة الاتفاق وإيصاله لمرحلة الفشل حتى يتسنى لهم استعادة سلطتهم واستفرادهم بالسلطة من جديد حتى لو وصل الامر لتحدي التحالف العربي، بمعنى آخر أن الإصلاح المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين لن يسمح بتشكيل حكومة لا يحكمها، فهم يريدون احتلال الجنوب مرة أخرى بغطاء الشرعية.
◄ ما هو المطلوب فعلياً من الحكومة الشرعية؟
عدم تجزئة الاتفاق أو تفسيره وتأويله بما يتفق وهواها، عليها الالتزام بالتنفيذ التراتبي لبنود الاتفاقية وضرورة الانسحاب من الجنوب باتجاه صنعاء والمناطق اليمنية المحتلة من المليشيات الحوثية، لأنها هي عدوهم الذي طردهم وشرّدهم واحتل صنعاء فالحوثي في صنعاء وليس في الجنوب.
أولا عليها الإسراع في تشكيل حكومة كفاءات لا تتعدى الـ24 وزيراً تكون مناصفة بين المحافظات الشمالية والجنوبية، تعيين محافظ ومدير أمن للعاصمة عدن وفق معايير النزاهة والكفاءة وبالتشاور بين الفريقين، وأنا أرى أن المجرب لا يجرب، فعلى الشرعية عدم تدوير نفاياتها، لأن هذا أسلوبها في إدارة السلطة، وعلى التحالف أن يكون رقيبا في هذا الخصوص، فالمحسوبية والمحاباة لأصحاب النفوذ والفاسدين طبع متأصل في الشرعية، وعودة جميع القوات التي تحركت من مواقعها ومعسكراتها الأساسية باتجاه محافظات عدن وابين وشبوة منذ بداية شهر أغسطس 2019م إلى مواقعها السابقة بكامل أفرادها وأسلحتها وتحل محلها قوات الامن المتفق عليها، وتنفيذ تبادل أسرى أحداث أغسطس 2019 كجزء من جهود مشتركة، وهذا قد تم فعلا برعاية وإشراف التحالف، وأخيراً تشكيل الحكومة بالمناصفة، وتجميع ونقل الأسلحة المتوسطة والثقيلة بأنواعها المختلفة من جميع القوات العسكرية والأمنية في عدن.
◄ ماذا عن خطوات الانتقالي في حالة عدم رضوخ الشرعية لتنفيذ بنود اتفاق الرياض؟
المجلس يجدد التزامه بتنفيذ كافة بنود اتفاق الرياض وفقاً لتراتبيتها وتسلسلها الزمني، وقد أبدى تعاونا كبيرا خاصة في تنفيذ الشق العسكري من الاتفاق ورئيس المجلس الانتقالي عيدروس قاسم الزبيدي يعمل من عدن العاصمة على تذليل الصعوبات والتعاون مع التحالف العربي، فهدف الانتقالي هو تطبيق النظام العام "الأمن العام والسكينة العامة" في كل المحافظات الجنوبية ومساعدة الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي على استكمال مواجهة المشروع الانقلابي الحوثي- الإيراني، وحرصا على إنجاح مهمة الاشقاء في التحالف، وأخيرا رغبة في انها معاناة المواطنين، وسؤالك حول عدم رضوخ الشرعية لتنفيذ الاتفاق أعتقد هذا السؤال يوجه للتحالف العربي المناط به تنفيذ ذلك الاتفاق لاسيما المملكة العربية السعودية الراعية والضامنة له.
◄ ما دور المجلس الانتقالي الجنوبي في القضاء على الفساد بعدن.. وما هي الإجراءات التي اتخذها؟
الفساد مستشر في كافة الأجهزة والمصالح الحكومية مع غياب العقاب الرادع بحق الفاسدين، فنجد من يفسد ويظل يمارس الفساد على الرغم من كشف فساده، فجدير أن تطبق بحق هؤلاء الفاسدين عقوبات رادعة بالعزل من الوظيفة ومحاسبتهم عن قضايا الفساد التي ارتكبوها وإنزال أقصى العقاب بحقهم، لكن ثقافة الفساد والإفساد تجذرت وتعمقت في الشأن اليمني بسبب قوة نفوذ هؤلاء الفاسدين وعجز الدولة عن محاسبتهم أو إقالتهم من مناصبهم، وازداد الفساد أكثر في ظروف الحرب، خمس سنوات ظهر فيها تجار حرب سواء في وزارة النفط أو الكهرباء أو مؤسسة المياه، وغيرها من المؤسسات والمرافق الحكومية، والمجلس أعد ملفات فساد لبعض المرافق وجميعها تعاني من فساد اداري ومالي فهناك اهدار للمال العام وسوء استعمال السلطة وازدواج وظيفي... إلخ.
الانتقالي كشف فساد الشرعية، ففي الآونة الأخيرة كثر الحديث عن تهريب الأموال بالمليارات من خزانة الدولة بينما يترك الجنود بدون رواتب في ظل صمت حكومة الشرعية التي تعمل على تأزيم الوضع لتحمل المجلس الانتقالي مسؤولية ذلك، ولكن الانتقالي فضح هذه الحكومة بوضع يده على أموال تقدر بالمليارات تخزنها الحكومة في ميناء الحاويات وسلمها لقوات التحالف، وعرى الحكومة التي تدّعي عدم وجود سيولة مالية لدفع مرتبات العسكريين، وتم كشف فساد الشرعية "تحركات رئيس الوزراء الأخيرة، وانقسامها وتضارب تصريحات رئيس الوزراء مع تصريحات الجبواني والميسري".
◄ كيف دمر حزب الإصلاح الجنوب وكيف خان التحالف؟
بخصوص حزب الإصلاح كان هذ الحزب شريك النظام السابق في احتلال الجنوب، فقد قام عام 1994 باستقدام أغلب عناصره في أفغانستان من الإرهابيين ومن تنظيم القاعدة، وقام بإصدار فتاوى تبيح دماء وأموال الجنوبيين، واجتاحوا الجنوب في 1994، وتم استباحة ثروات وموارد الجنوب فتم تقاسم آبار النفط والغاز ومناجم الذهب والثروة السمكية على شخصيات تمثل مراكز النفوذ والقوة القبلية والعسكرية في الشمال وظلت تنهب خيرات أرض الجنوب حتى يومنا هذا تحت فرض القوة العسكرية في كل من حضرموت وشبوة، وقام بزرع عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة في المحافظات الجنوبية وإعطائها الصفة الرسمية وإنشاء معسكرات بهدف زرع الإرهاب في محافظات جنوبية كأبين وشبوة ولحج بهدف التشويش على مطالب شعب الجنوب وابتزاز المجتمع الدولي والإقليمي بالمساعدات والمنح العسكرية، ولكن رغم كل هذه المساعدات والمنح لم يتم استغلالها في مكانها الصحيح بل تم نهبها والاستيلاء عليها في حسابات شخصية وحزبية، واليوم يعلن المدعو صعتر فتوى باستباحة دماء الجنوبيين لأنهم "يخالفون أمر الله وأنهم أشد خطرا على اليمن من الحوثة"!، وعليه يجب أن يدرك التحالف أن هؤلاء لن يحاربوا الحوثة ولن يحرروا صنعاء، هؤلاء ولاؤهم لمرشد الإخوان المسلمين وليس للوطن.
أما عن خيانة حزب الإصلاح للتحالف، فالقوات المسلحة التي تسمى الجيش الوطني لم تقم طوال خمس سنوات بتحرير محافظة شمالية واحدة بل تم تسليم ألوية عسكرية بكامل عتادها للحوثة ولم نسمع إدانة أو معالجة من قبل الحكومة أو وزير الدفاع أو رئيس الأركان، ولم يكتفوا بذلك الخدلان والخنوع للحوثي بل وجهوا أسلحتهم وترسانتهم العسكرية، التي استلموها من التحالف لغرض حرب الحوثي، الى استباحة المحافظات الجنوبية المحررة من قبل المقاومة الجنوبية وقاموا بدعم الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح، وقد اعترف كل من وزير النقل ووزير الداخلية بأن الشرعية كانت تهرب السلاح إلى عدن بطرق غير مشروعة وبدون علم التحالف والأجهزة الأمنية الجنوبية.
◄ما هو حل الأزمة اليمنية؟
برأيي الشخصي على الدول العربية أن تضمن حليفا قويا في اليمن وذلك من خلال حل الدولتين أو بأقل تقدير دولة كونفدرالية من إقليمين شمال وجنوب، وقد اثبتت سنوات الحرب الخمس بأن شعب الجنوب والممثل بالمجلس الانتقالي كان خير حليف للتحالف فقد تمكن من دحر الحوثي من جميع المحافظات الجنوبية خلال ثلاثة اشهر فقط، ولم يكتف بذلك بل توجه إلى الساحل الغربي وحقق انتصارات ودحر الحوثي حتى مدينة الحديدة ولولا اتفاق ستوكهولم لكانت الحديدة محررة، ولتم خنق الحوثي في صنعاء وإركاع الحوثة عبر اغلاق ميناء الحديدة الذي يعتبر المتنفس الوحيد له.
◄ما هو مصير اتفاق الرياض؟
اتفاق الرياض هو تأجيل للخلافات حتى القضاء على الحوثي وكذلك تحسين الخدمات والمستوى المعيشي في المحافظات المحررة، هذا هو هدف الاتفاق، أما عن مصيره فهو منوط بالضامن ألا وهو التحالف العربي فاذا تم تنفيذ الاتفاق بكل ملحقاته بدون انتقائية أو عرقلة بالملحق العسكري والسياسي والأمني فهو يضيف في رصيد التحالف بأنه دعم الاستقرار والأمن في المحافظات المحررة وتكوين نموذج مثالي عن تدخل التحالف أما التهاون في تطبيقه فهو فشل للاتفاق.
◄ ماذا تريد إيران من اليمن؟
تريد السيطرة على ثاني مضيق مائي في منطقة الشرق الأوسط وذلك لخنق دول الخليج عبر مندوبها باليمن (الحوثي)، بحيث لا تكون المسئول المباشر عن عرقلة خطوط التجارة من نفط وغاز عبر مضيق باب المندب، وكذلك أداة ضغط غير مباشرة لجمهورية مصر العربية، أي بخنق قناة السويس، هذا من الجانب الاقتصادي، أما من الناحية العسكرية فهي تضع موضع قدم لها في مضيق باب المندب عسكرياً وهي تجاهد لفرض نفسها مع تهافت دول عظمى على هذا المضيق حتى تكون لها يد طولى في أي تفاهمات سياسية واقتصادية في هذه المنطقة الغنية بالنفط والغاز، وكذلك تسهل لها دعم أي جماعات إرهابية ومتشددة في منطقة القرن الأفريقي وجنوب الجزيرة العربية.
◄ ما هي رسالتك للحكومة الشرعية اليمنية؟
رسالتي للحكومة الشرعية بأن تقوم بإدارة موارد الدولة بما يضمن جمع وإيداع جميع إيرادات الدولة بما فيها الإيرادات النفطية والضريبية والجمركية في البنك المركزي بعدن، وتفعيل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وإصدار قرار بتشكيل هيئة وطنية جديدة لمكافحة الفساد تكون من أشخاص يتمتعون بالنزاهة والحياد وتفعيل دورها الرقابي.