الاستطلاعات والتحقيقات

الأحد - 19 يناير 2020 - الساعة 09:09 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/ خاص

استطلاع / محمد العوذلي:

مديرية لودر كبرى مديريات محافظة ابين بعد العاصمة زنجبار تعيش أوضاعا مأساوية في ظل غياب الحكومة وفشل السلطة المحلية.
لودر المديرية ذات النطاق الجغرافي الواسع تغيب عنها الحكومة ومشاريعها منذ ما بعد الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي على المحافظات الجنوبية في شهر مارس من العام ٢٠١٥ وبحسب مواطنيها لم تقدم الحكومة الشرعية شيئا لهذه المديرية التي قدمت تضحيات كبيرة طوال العقد الأخير، وخاصة في حرب مليشيات الحوثي، وقبلها حرب تنظيم القاعدة على المدينة في العام ٢٠١٢ والتي صمدت المدينة في وجه تلك العناصر كل ذلك الصمود بتحرير المحافظة بالكامل لاحقا.
مراسل صحيفة (المرصد) زار المدينة واطلع على ابرز مشاكلها وهموم مواطنيها.. في التالي:



كهرباء لودر والعشرة ميجا
تغطي كهرباء مديرية لودر أكثر من اربع مديريات في محافظة ابين وهي مودية والوضيع ومكيراس بالاضافة الى مديرية لودر وهي مناطق ذات نطاق جغرافي واسع وكثافة سكانية كبيرة.
منذ ما بعد الحرب في العام ٢٠١٥ انهارت منظومة التيار الكهربائي في المحطة الخاصة بالمنطقة الوسطى التي تغطيها كهرباء لودر واصبحت الكهرباء لا تكاد تذكر لأشهر وتعود لساعات محدودة.
يشكو مواطنو المنطقة الوسطى من انقطاع التيار الكهربائي عن منازلهم منذ سنوات ولا استجابة مطالبهم ولم يتلقوا سوى الوعود التي تذهب ادراج الرياح.
يقول مواطنون في المديرية ان الفساد ينخر جسد الكهرباء وغياب الرقابة عن المحطة ادى الى انهيارها وانقطاع التيار رغم استمرار تزويدها بالوقود اليومي كما تحصلت المحطة على نصيبها اليومي من المنحة السعودية العام الماضي الا انها ظلت على حالها المأساوي وسط تساؤلات المواطنين عن مصير الوقود الذي يصل الى المحطة مقابل عدم تشغيلها سوى لساعتين في اليوم والليلة.
وحول الموضوع اكد مصدر في كهرباء المديرية لصحيفة (المرصد) ان مشكلة المحطة ليست في نقص الوقود بل افتقادها للدعم الحكومي بالمولدات، كون الحالية لا تستطع تغطية المنطقة الواسعة.
وأضاف المصدر ان المحطة تحتاج الى دعم بمولدات الى جانب المولدات التي تعمل حاليا وهي ٦ ميجاوات ولا تستطع تغطية المنطقة ولهذا يتم تقسيم ساعات العمل حول المديريات الاربع وتوزيع التيار بصورة عادلة.
ومنذ رمضان الماضي تتحدث إدارة المحطة عن حصولها على ١٠ ميجاوات لدعم المحطة ستعزز القدرة الإنتاجية للمحطة ما جعل المواطنين يستبشرون خيرا لعل الكهرباء تتسحن عند وصول العشرة ميجا والتي بحسب الكهرباء ستساهم في مضاعفة ساعات العمل للتيار في المنطقة.
وحتى اليوم وبعد اعلان وصول العشرة ميجا الى المحطة واستقبالها رسميا من قبل الادارة وبحضور السلطة المحلية في المديرية منذ شهرين ما يزال المواطنون يتحدثون عن عدم دخولها الخدمة، دون معرفة الاسباب.
وتواصلت الصحيفة مع مصدر عامل في الكهرباء فقال ان العمل يسير على قدم وساق في تركيبها بعد حاجتها الى بعض المواد التي وصلت مؤخرا.
وأكد المصدر ان الفريق الهندسي يقوم بأعمال كبيرة لإنجاز تركيبها والبدء بالعمل بها الى جانب المولدات القديمة، مشيرا الى ان دخولها الى الخدمة سيكون خلال ١٥ يوما.

حزام لودر.. صمام أمان المدينة
وحدها لودر لم تتأثر بالمجريات الاخيرة والانفلات الامني الذي رافق دخول قوات الشرعية الى اجزاء من محافظة ابين نهاية اغسطس الماضي.
رفض ابناء المدينة التفريط في قوات الحزام الامني التي شكلت من افراد اللجان الشعبية التي قاتلت العناصر الارهابية لسنوات طويلة وقدمت تضحيات جسيمة وتمكنت من تأمين المدينة.
سقطت عدد من مديريات محافظة ابين التي عاشت في حالة أمنية مستقرة في ظل سيطرة قوات الحزام الامني الذي شكل من ابناء المناطق نفسها وتمكن من طرد عناصر الارهاب حتى جاءت قوات الشرعية في اغسطس وشهدت المناطق الوسطى ومديرية المحفد عودة نشاط الارهاب واستهدافه لقيادات وافراد الحزام الامني والمقاومة الجنوبية.
رفض ابناء مديرية لودر أن تعود تلك العناصر المتطرفة الى المديرية تحت عباءة الشرعية ومنذ شهرين حاولت قوات الاخوان دخول المدينة وطرد قوات الحزام الامني إلا أن تدخل مشايخ القبائل وابناء المديرية الى جانب قوات الحزام الامني اعاد الحملة العسكرية مكسورة من اطراف المدينة.
ويشيد المواطنون في المديرية بجهود قوات الحزام الأمني في المدينة وتأمينها ومنع سقوطها بأيدي العناصر الارهابية وتدشينها حملة لتنظيف شوارع المدينة لاقت اشادة كبيرة وتعاونا كبيرا من قبل المواطنين.
وتنتشر قوات الحزام الامني في مداخل ومخارج المدينة وداخلها وتقوم بأعمال أمنية وسط تعاون من ابناء المدينة الذين قدموا اكثر من ١٠٠ شهيد في معارك مع العناصر المتطرفة التي تقول بأن لديها ثأرا مع ابناء لودر.

لودر بلا مياه
لودر المركز الرئيس للمنطقة الوسطى وقبلة المواطنين واكبر سوق للمواطنين في المحافظة حتى اليوم بلا مشروع مياه ولا يزال المواطنون يضطرون لشراء المياه عبر الوايتات وبمبالغ مالية كبيرة.
يقول المواطنون انهم منذ عقود يطالبون الحكومات المتعاقبة بتقديم مشروع مياه للمدينة التي يسكنها الآلاف من المواطنين ولكن لم يستجب لهم احد.
وأكد المواطنون ان مناشداتهم اخيرا استجيب لها وذلك من قبل الهلال الاحمر الاماراتي الذي اعلن عن تبنيه لمشروع مياه المدينة.
وبدأ منذ عام هلال الامارات العمل في مشروع المدينة والبدء بالحفر وربط الانابيب من منطقة امصرة التي تبعد عن لودر اكثر من ٣٠ كيلومترا.
واعلن الهلال الاحمر الاماراتي ان المشروع سيكون عبر مراحل حتى انجازه وقد تم انجاز مرحلتين من المشروع وتبقت المرحلة الثالثة والاخيرة لوصوله الى المدينة وتوزيعه على منازل المواطنين وافتتاحه رسميا.
وينتظر المواطنون اختتام المشروع وافتتاحه رسميا، والذي سيخفف من معاناتهم، مناشدين سرعة انجازه والبدء بتوصيله الى منازلهم كونه قد وصل العمل فيه الى مراحل متقدمة ولم يتبق سوى القليل.
وقدم مواطنو لودر شكرهم وتقديرهم لدولة الامارات ممثلة بذراعها الانساني الهلال الاحمر على الاستجابة لمناشدتهم وتقديم يد العون لهم في أهم مشروع يستفيد منه ابناء المدينة.

تهديد حوثي للمدينة
لا تزال مدينة لودر مهددة بالقصف الحوثي وقد تعرضت للاستهداف في مرات عدة من قبل المليشيات الموالية لطهران والتي تقع اعلى جبل ثرة الذي يطل على المديرية من جانبها الغربي.
وتعرضت منازل مواطنين في قرى المديرية للقصف المتكرر من المليشيات وقد هجر المواطنون من القرى التي تقع بالقرب من جبل ثرة الاستراتيجي جراء القصف العشوائي من قبل مدفعية المليشيات.
كما تعرضت المدينة نفسها للقصف منذ اشهر وسقط جرحى في قصف استهدف عددا من المنازل في الأجزاء الغربية من المدينة العام الماضي.
كما تعرض معسكر الأماجد الواقع جنوب المدينة للقصف في مرات عدة وهو ما اخاف المواطنين من تعرض منازلهم للقصف العشوائي، خاصة بعد اسقاط طائرة مسيرة للمليشيات في سماء المدينة كانت تحوم فوق منازل المواطنين تمكن افراد المقاومة من اسقاطها الشهر الماضي.