اخبار وتقارير

الجمعة - 14 فبراير 2020 - الساعة 09:13 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد / خاص

ما يحدث في أبين منذ سيطرة قوات الإصلاح على أجزاء واسعة من المحافظة يدعو لتدخل سريع وعاجل من قبل التحالف والمجلس الانتقالي الجنوبي، حيث قامت مليشيات الحوثيين باستهداف صاروخي لمدينة لودر ومعسكر الأماجد التابع للتحالف العربي سقط خلال القصف عدد من الشهداء والجرحى.

وتشهد المناطق التي تقع تحت سيطرة مليشيات الإخوان انتشارًا واسعًا لعناصر الإرهاب والتطرف وتنفذ عمليات الاغتيال لقيادات المقاومة الجنوبية وقيادات في الحزام الأمني.

وقامت عناصر تنظيم القاعدة بتفجير منزل "جمال لكمح" قائد التدخل السريع في مديرية المحفد بمحافظة أبين أمام أنظار قوات الإصلاح التي تواصل حشد قواتها نحو شقرة الساحلية والعرقوب.

الإرهاب الإخواني يواصل الحرب على الجنوبيين، وقام باغتيال القيادي في الحزام الأمني بالمحفد ومواطن آخر بعد نصبه لكمين في المديرية.

 

الانتقالي يحذّر من عودة نشاط الإرهاب

بدوره، دعا المجلس الانتقالي الجنوبي المجتمعين الإقليمي والدولي إلى تحرك عاجل حيال عودة التنظيمات الإرهابية المتطرفة، التي عادت مؤخرا إلى محافظتي أبين وشبوة المحتلتين من قبل مليشيات الإخوان، مؤكدا أن ما يسمى بالحكومة الشرعية قد نسفت كل تلك الجهود التي بذلت خلال الأعوام الثلاثة في مكافحة الإرهاب.

وقال المتحدث الرسمي المهندس "نزار هيثم" في بيان صحفي، حصلت "الأمناء" على نسخة منه: "إن المجلس الانتقالي الجنوبي، يتابع عن كثب وبكل أسف عودة نشاط التنظيمات الإرهابية في مناطق تواجد الشرعية في أبين وشبوة ووادي حضرموت بدعم وغطاء مما يسمى بالجيش الوطني اليمني وتنفيذها لعدد من العمليات الإرهابية كان آخرها تفجير منزل قائد قوات التدخل السريع في مديرية المحفد بمحافظة أبين القيادي جمال لكمح  - حفظه الله - وكذا جنديين من الحزام الأمني استشهدا خلال كمين مسلح من قبل عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في مديرية المحفد".

وقال: "‏إن المجلس الانتقالي الجنوبي، يرى في محاولة استعادة تنظيمي القاعدة وداعش لنشاطهما في مناطق تواجد قوات ما يسمى بالشرعية دليل لا يقبل الشك على الارتباط الوثيق بين ما يسمى بالجيش الوطني التابع لجماعة الإخوان المسلمين وهذين التنظيمين الإرهابين وتنفيذهما لأعمال تستهدف قيادات الوحدات العسكرية والأمنية في الجنوب، وكذا أمن واستقرار المجتمع الجنوبي بشكل عام".

‏وأكد متحدث الانتقالي أن: "ما نراه اليوم من عودة النشاط المحموم للجماعات الإرهابية إنما تأتي في سياق العمل الإرهابي الممنهج والذي يستهدف المشروع الوطني الجنوبي والمستمر منذ أعوام بدعم من الأنظمة السياسية اليمنية وأحزابها وأجهزتها الأمنية والعسكرية التي تؤوي الإرهاب وتغذيه بالمال والسلاح".

‏ولفت إلى أن "قوات الأمن الجنوبي ممثلة بالحزام الامني وألوية الإسناد والدعم والُنخب الشبوانية والحضرمية ومقاومته الباسلة بدعم من الأشقاء في دولة الامارات العربية المتحدة نجحت في كسر شوكة الإرهاب وإحلال الأمن والسكينة في مختلف مناطق الجنوب، لكن هذه المنجزات ذهبت أدراج الرياح بعد التطورات الأخيرة وعودة مليشيات الإخوان إلى محافظة شبوة ومدينة شقرة بأبين،‏ حيث عاد النشاط الإرهابي لتنظيمي القاعدة وداعش تحت غطاء الشرعية، وبتسهيل ودعم من قواتها العسكرية والأمنية".

وتابع: "إن المجلس الانتقالي الجنوبي يرى في عودة وتنامي نشاط الجماعات الإرهابية واستهداف الكوادر والقيادات الجنوبية إنما يمثل نتيجة طبيعية لما حصل من غزو ثالث للجنوب في أغسطس 2019م ولذلك يرى المجلس الانتقالي أهمية تحرك الأشقاء في دول التحالف العربي والمجتمع الدولي لوضع حد لعملية تحويل مؤسسات الجيش والأمن اليمني المدعوم من الأشقاء إلى مؤسسات حاضنة وداعمة للإرهاب بدلاً عن محاربته".

‏ودعا الانتقالي الأشقاء في التحالف العربي، والمجتمع الدولي الشريك في الحرب على الإرهاب إلى تقديم الدعم والإسناد اللازم للقوات المسلحة والأمن الجنوبي لمواصلة جهودها في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه.

وقال: "في الوقت الذي يندد فيه المجلس الانتقالي الجنوبي، بمساعي ما تسمى بالشرعية اليمنية المهيمن عليها من جماعة الإخوان، فإنه يجدد التأكيد على استمرار القوات المسلحة والأمن الجنوبي في جهودها الهادفة إلى محاربة الإرهاب والتطرف، والحد من مخاطرهما على أمن واستقرار الجنوب وشعبه وكذا على خطوط الملاحة البحرية وإمدادات الطاقة والمصالح الدولية في بلادنا".

 

مخطط إخواني حوثي لإسقاط أبين بمستنقع الإرهاب

الهجوم الحوثي على معسكر الأماجد في المنطقة الوسطى بأبين جاء بالتزامن مع عمليات قامت بها عناصر تنظيم القاعدة التي عاودت انتشارها في المحافظة بشكل كثيف في مديريات المحفد ومودية وأحور والمناطق الوسطى بالمحافظة.

وقال مراقبون إن عمليات القاعدة ضد قيادات الحزام الأمني في أبين وحشد الحوثيين في جبهة ثرة واستهدافهم لمعسكر الأماجد كلها تأتي وفق ترتيبات وخطط تم التخطيط لها سابقا من قبل قيادات إخوانية وحوثية والهدف من ذلك إسقاط أبين في مستنقع الإرهاب والفوضى والضغط على التحالف العربي المناهض للمشروع الإيراني والقطري التركي في المنطقة.

وفي السياق، كشف الصحفي الجنوبي صالح أبوعوذل عن مخطط يجرى تنفيذه بين الحوثيين والإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) لإسقاط محافظة أبين في أتون الفوضى والإرهاب الشمالي.

وقال أبوعوذل عبر (الفيسبوك): "13 قتيلا وجريحا في قصف صاروخي نفذه الحوثيون استهدف معسكرا في ضواحي لودر".

وأضاف: "القصف الحوثي جاء عقب ساعات من مرور تعزيزات لمليشيات مأرب صوب عرقوب شقرة".

وأشار إلى أن: "تعزيزات المليشيات القادمة من مأرب مرت في منطقة العين بالتزامن مع تحليق طيران مسير للحوثيين".

واختتم منشوره بالقول: "أعتقد أن الطرفين يمهدان لإسقاط أبين".

 

خطر مشترك

من جانبه أكد الباحث والمحلل السياسي الجنوبي سعيد عبدالله بكران أن مهمة ميليشيات الإخوان في أبين ليست مقاتلة الحوثي وإنما منع وقتال من يمكن أن يواجه خطر الاجتياح الحوثي.

وتابع بكران: "في أبين اليوم (أمس الأول) قتل أنصار الشرعية (تنظيم القاعدة) جنديين من الحزام الأمني في كمين بالمحفد وقام أنصار الله (الحوثيون) بقتل ثلاثة جنود وجرح أكثر من 15 في مدينة لودر".

وأضاف: "إن الشهداء الخمسة من أبناء أبين قتلهم في يوم واحد جماعة الإخوان (الشرعية) وجماعة الحوثيين (المنقلبون على الشرعية)".

وأردف رئيس مركز دار المعارف للبحوث: "أن حشد الحوثيين في مكيراس وحشد الشرعية في العرقوب يؤكد للجميع أن محافظة  أبين تحت الخطر المشترك مثلها مثل الضالع التي يضغط عليها الحوثيون بكل قوة وبتواطؤ الإخوان".

وبيّن بكران أن: "الضغط على أبين من تحالف الأنصار، أنصار الله وأنصار الشرعية والشريعة، هو الأخطر؛ لأنه يحدث في وقت فقد فيه الجنوب الاندفاع لقتال إرهاب الحوثي والإخوان بفضل الالتباس الذي وفرته شرعية الإخوان والتباس الموقف السعودي".

 

الإرهاب يعود تحت مظلة الشرعية

وشهدت محافظة أبين في السنوات الماضية استقرارا أمنيا بعد انتشار قوات الحزام الأمني في جميع مديريات المحافظة وحققت نجاحات كبيرة في ملاحقة القيادات الإرهابية وتمكنت من اعتقال الكثير من المطلوبين دوليا.

وبعد سقوط أبين بيد مليشيات الإصلاح المسيطرة على الشرعية اليمنية والقادمة من محافظات مأرب والجوف وغيرها من المحافظات الشمالية  في أغسطس من العام الماضي عاد الإرهاب وعمليات الاغتيال والتفجيرات الإرهابية إلى المحافظة الجنوبية.

وعلق الصحفي الجنوبي أنور التميمي على أحداث أبين حيث قال: "إن القاعدة وداعش يعودان تحت مظلّة الشرعية".

وأضاف بالقول: "سيدفع الجنوبيون ثمنا باهظا إذا تأخر قرار الحسم لتطهير أبين وشبوة وكل الجنوب من رجس هذه المليشيات".

وتابع: "لا ينبغي إهدار المزيد من الوقت لإقناع السعودية بأن علي محسن والزنداني و.. و.. إرهابيون؛ لأنها تعلم ذلك جيدا".