تحليلات سياسية

الجمعة - 21 فبراير 2020 - الساعة 09:26 م بتوقيت اليمن ،،،

كتب : حسين الحنشي

باستهلال بسيط في البداية الكل اقليم وعالم التف حول المملكة والشرعية في وجه مجموعة مدعومة من قوة مشيطنة اقليميا وعالميًا هي ايران وكان الالتفاف يحمل بعد سياسي انساني كذلك يرتبط باختيار الطرف المتوقع انتصاره كما يروي لنا التاريخ عن كل الحروب والاستقطابات ولكن عندما طالت الحرب وصمد الحوثي وفشلت الشرعية ومن خلفها التحالف في تحقيق نصر حاسم وتراكمت الأعباء الإنسانية والأخلاقية بفعل المجاعة والمجازر نط الكل تباعًا وبقي فقط الحلفاء الاستراتيجيين للمملكة وعندما طالت الحرب اكثر بدا هؤلاء الحلفاء يسعون لحل يخرج الجميع من المأزق وفي البداية هم وعلى رأسهم امريكا !
سايرت المملكة هؤلاء وضغوطهم بحديثها عن مفاوضات مع الحوثي ولكنها عمليًا تسير في الحرب فكان لابد من مزيد من الضغوط عليها عسكريًا وسياسيًا وإفهامها ان من تعتمد عليهم في مارب اضعف من تصورها فسمح للحوثي بالتحرك مع زيارة جريفيث فكانت فضائح نهم والجوف !
ثم تحدث جريفيث في إحاطته الأخيرة عن حل بحكومة انتقالية تشمل الجميع واستبعد المرجعيات الثلاث !
عمليًا يعي الأمريكيين تلازم مسار الحوثي مع ايران ولكنهم يصورون السعودية إمكانية فصل المسارين وسحب الحوثي من يد ايران وبالمقابل قدموا لايران ضمانات لتسهم في ليونة حوثية والأسبوع الماضي صار وزير الخارجية العماني طهران مرسل من امريكا تبع ذلك تطبيق للضمانة فقام مجلس الشيوخ الأمريكي الذي يسيطر عليه الجمهوريين حزب ترمب بالموافقة على قانون يمنع ترمب من عمل عسكري ضد ايران !
وعندما أظهرت المملكة (حنق)زارها بومبيو امس وتحدث عن التزام امريكا حماية المملكة وتحدث عن مناورات الأسبوع القادم بين جيش البلدين في الخليج وكان كل شيء يحضر لفترة سلام وانجاز بقيادة أمريكية !
لكن يبدو ان الطرف المتشدد في ايران والطرف الايرانجي في الحوثيين والطرف المتشدد في السعودية غير قابلين بما يفعله المعتدلين في هذه الأطراف مع الأمريكيين فكان لابد من التعطيل فكان هناك( قصف غامض) بعد مغادرة بومبيو بساعات قام به طرف حوثي ايرانجي قلب المعادلة وهذا واضح في انقلاب المعايير السابقة !
لأول مرة المملكة تعلن تعرضها للقصف قبل اعلان الحوثي حيث خرج متحدث التحالف فجرا للحديث عن المملكة كضحية ثم قال وزير خارجيتها :(هذا دليل ان الحوثي غير جاد في السلام )في رسالة موجهة لأمريكا وبومبيو واحتفى الإعلام السعودي بالهجمات بينما تثاقل الحوثي لأول مرة عن الإعلان رجاء بيان ناطق الجيش الحوثي مختصر دون تفاصيل ولا صور ولا تفاصيل بحديث عن الأهداف بالأسماء في بيان اضطراري يوضح ان الطرف السياسي الحوثي محرج من ضامنين السلام وبينهم الأمريكيين والبريطانيين ويعي انه خدم الهدف السعودي هذه المرة !
اعتقد ان المملكة ستحاول استغلال هذا القصف لنسف جهود السلام بكل ما أوتيت لكنها في الاخير لن تجد بد من الرضوخ بسبب قلة الأوراق في المشهد العسكري اليمني وحجم الضغوط الدولية والأمريكية تحديدًا وكذلك ستقدم لها ضمانات لأمنها القومي في موضوع الصواريخ والحدود وهو الحد الأدنى من طموحها الذي يمكن ضمانته بعيدا عن حقب السيطرة على الحديقة الخلفية الذي كان ماضيًا والذي أصبحت الوقائع مقنعة ان بات مستحيلا !