اخبار محلية

الجمعة - 23 فبراير 2024 - الساعة 05:31 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد_خاص

كتب:ماهر الحالمي

شهقتُ من أعماق روحي حينما وصلني خبر أستشهاد الأخ الصديق الشهيد/ فهد الحضرمي الحالمي" أثر طلقة قناص أثناء الأشتباكات ليلة أمس في جبهات بيحان.

كنتُ أدرك أنهُ سيموت كما يموت الفرسان، لم يكن فهد بو صالح مقاتل شجاعًا فحسب، يسعى لتحرير الأرض، لقد كان مقاتلًا يقظًا يرفض إستلاب الأرض و القرار معًا، كان يتقدم الصفوف، مدافعًا عن جبال بيحان الجنوبية الهوی و الهوية، كان يُقدم درسًا للخصم، يقول للخصم : هذا دمي قربانًا للجنوب.

آآه كُلّما أسمع كلماتهُ لطفلة الصغير "علوش" المتشبث بهُ أثناء الوداع قبل الأخير ( يا أبني دموعك غاليه ولكن الوطن أغلاء ).

موت الأبطال ليس حدثًا عاديًّا، و تمجيدهم بعد مماتهم ليس أحتفاء بفناءهم، بل تنشيط للمعاني الخالدة التي وهبوها حياتهم، فالشهيد لم يفقد روحه في حادث سيارة عابر، أو على سرير مستشفى آمن، هو سلم روحه في خندق حُر، كان يقاتل الموت الجاثم على صدورنا جميعًا، كانهُ ينازل ألف سنة_ أو أكثر_ من الكابوس السلالي الحوثي الذي يريد العبث بحياة الجنوبيين.

علينا أن نعيد الإعتبار لمفهوم "الشهادة" لا شهيد إلا من خلد بعد مماته قيمة، من خسرنا جسده_كشيء مادي ملموس_ و كسبنا ميراث معنوي غير قابل للفناء بعده، هذا هو (فهد) وبمقدار ما كان استشهاده خسارة عملية، وطعنة في أكبادنا جميعًا، كان أيضًا مكسبًا للقيمة، قيمة الدولة الجنوبية والتحرر من مليشيا الحوثي الإرهابية و علينا إذاً أن نحرس إرثه المعنوي هذا، و نتناقل حكايتهُ لتظل قصة البطولة حيّة، و بطلها شاهد لا يموت في أذهان الأحياء من بعده.

لا أستطيع وصف حزني عليك يا (فهد)، الرحمةُ عليكَ أيُها المقاتل الشجاع النبيل، طبتَ حيًا و ميتًا يا أبن حالمين الأبية.

و بهذا المصاب نشاطر حزن أسرة الشهيد البطل/ فهد الحضرمي الحالمي" و أقاربة، ومحبية، و أبناء حالمين، راجين من الله العلي القدير أن يرحم الشهيد برحمته الواسعة، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهلة وذوية الصبر والسلوان.
إنّا لله وإنّا إلية راجعون

اللهم تقبل شهادته، اللهم أسكنه الفردوس الأعلى، اللهم أجعله ممن تظلهم تحت عرشك يا رب هذا الكون. ربي أفسح لهُ في قبره واجعله روضة من رياض الجنة، اللهم تقبل شهيدنا يا رب واعفُ عنه يا كريم يا أرحم الراحمين.

#ماهر_الحالمي
20/فبراير/2024م