اخبار وتقارير

الجمعة - 15 مارس 2024 - الساعة 03:36 ص بتوقيت اليمن ،،،

المرصد_خاص

كتب:خالد سلمان
يما الحوثي يعلن إمتلاكه طائرة تفوق سرعة الصوت ، تبقى الخيارات الإستراتيجية المتصادمة ، جملة تختزل حالة من الهوس الإمريكي لتجنب توسيع الحرب ، واللجؤ إلى إيران لفرملة إندفاعة الحوثي، وعقلنة جنونه في البحر الأحمر.
“الفايننشال تايمز” أزاحت الستار عن عملية وساطة طلبتها الإدارة الإمريكية من القيادة الإيرانية، لممارسة الضغط على الحوثي ، وكأن واشنطن لم تصل بعد إلى الإقرار بأن الطرفين كياناً واحداً مع فارق: طهران صاحبة العمل والحوثي أجير.
في الفهم الأكثر معقولية للسياسة لايمكن لطرف أن يتخلى عن أوراق قوته مجاناً ، ويحرق مكاسبه من غير أن يسدد الطرف الإمريكي ثمناً لهذا التخلي ، وليس هناك من ثمن قابل للدفع أقل من إدماج إيران في مفاصل المنطقة، وحجز مقعداً لها أثناء رسم الخرائط وتوزيع الحصص ، والإعتراف أنها باتت تبسط سلطة قوتها على أهم مضيقين دوليين هرمز وباب المندب وأنها تفرض نفوذها على بحريين ومحيط ، ناهيك عن متاخمتها جيوسياسياً لمنابع إستخراج النفط وعموم المصالح الإمريكية في السعودية والخليج.
لقد سبق لمصر أن جربت ذات الوساطة مع الحوثي عبر ذات الوسيط طهران ، لتخفيف استهدافاته للسفن، ووصلت حد مطالبته بإعادة تكييف بنك أهدافه ليشمل السفن الإسرائيلية لا السفن متعددة الجنسيات ، وفشلت الوساطة في تخفيف الضغط الإقتصادي على مصر ، وربما فعلت السعودية ذات الشيء عبر قناة عُمان وعبر المفاوضات المباشرة ، وبلا جدوى.
ما بات يدركه الأمريكي والإقليمي أن الإثنيين يتجسدان في واحد، وأن الحوثي ظل قوة إيران ، وأن الأخيرة تحارب من أجل تكثير مكاسبها عبر وكيلها في اليمن، وبالتالي لا مناص من مواجهة أطماع إيران في ذات الرقعة الجغرافية ، أي في اليمن بدعم دولي وبأدوات يمنية، وهو الخيار الذي ينضج على نار أكثر من هادئة