الاستطلاعات والتحقيقات

الأحد - 22 ديسمبر 2019 - الساعة 06:08 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/ تقرير / سالم القميشي:



تعيش محافظة شبوة أوضاعا أمنية غير مستقرة منذ دخول قوات الاخوان الى المحافظة في اواخر اغسطس الماضي عقب فشل الاجهزة الامنية التابعة للإخوان في السيطرة على المحافظة.
محافظة شبوة التي عاشت أكثر من عامين في استقرار أمني لم تعرف له مثيلا عقب تضحيات قدمها ابناؤها في قوات النخبة الشبوانية اصبحت مرتعا للإرهاب والقوى المتطرفة وعادت آلة القتل للظهور في المحافظة من جديد بعد اختفاء لعامين.

لماذا النخبة؟
استقرار أمني وبسط السيطرة على المحافظة وجميع افراد القوة من ابناء المحافظة.. هذا ما اغاض الاخوان من قوات النخبة الشبوانية وجعلها تعد العدة لتمدير القوة الجنوبية خوفا على مصالحها.
اقتربت قوات النخبة من حقول النفط في المحافظة والتي تقع تحت سيطرة قوات تابعة لنائب الرئيس اليمني علي محسن الاحمر وقيادات حزب الاصلاح فرع جماعة الاخوان المسلمين في اليمن هو ما جعل قوات الاخوان تستنفر وترمي بكل ما تملك للسيطرة على المحافظة كون سقوطها سيؤدي الى نهاية لهذه الجماعة التي ترفض توريد الايرادات التي تتحصل عليها من ثروات محافظتي شبوة ومارب رغم توجيه رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي التي الزم بها سلطات مارب الاخوانية بتوريد الايرادات الى البنك المركزي في العاصمة عدن وهو ما رفضته حكومة "العرادة" ضاربة بتوجيهات هادي عرض الحائط.
وتسيطر سلطات مارب على محافظة شبوة وتديرها كأنها مديرية تابعة لها وقامت بتعيين قيادات "شبوانية" موالية لها في مناصب هامة في المحافظة حتى تثبت ان المحافظة يديرها ابنائها وهي المتحكم الاول في القرار.

تنسيق إخواني حوثي لإسقاط النخبة
أثبتت أحداث شبوة والهجوم الإخواني على المحافظة التحالف الإخواني الحوثي حين تعاون الحوثيون مع الجماعة الاخوانية لإسقاط محافظة شبوة في شهر اغسطس الماضي.
التعاون بين الجماعتين جاء حين اوقفت جماعة الحوثي كافة هجماتها على قوات الاخوان في محافظة مارب وكذا في جبهة نهم الواقعة شرق محافظة صنعاء حين هاجمت القوات الاخوانية محافظة شبوة.
وقال مصدر عسكري ان القوات الاخوانية أعلنت لجنودها في جبهة نهم خلال المعارك في محافظة شبوة تجميد الجبهة حتى الانتهاء من معارك المحافظة الجنوبية وما يثير الاستغراب ويؤكد وجود تنسيق بين الجماعتين هو التجميد المقابل الذي التزمت به جماعة الحوثي في الجبهة.
ناشطون من ابناء محافظة شبوة أكدوا ان عناصر حوثية شاركت كذلك في جبهات القتال داخل مدينة عتق ضد قوات النخبة الى جانب القوات الاخوانية.
وقال ناشطون ان المليشيات الحوثية الموالية لطهران دفعت خلال المعارك بمقاتلين الى المحافظة من ابناء شمال الشمال وشوهدوا وهم يقاتلون قوات النخبة داخل عاصمة المحافظة كما أعلنت أسر في محافظات عمران وحجة وصعدة مقتل عدد من ابنائها خلال المعارك في مدينة عتق.

بن عديو.. "أخونة شبوة أولا"
محمد صالح بن عديو هو محافظ محافظة شبوة المعين منذ عام ونصف للمحافظة وهو عضو بارز في حزب الاصلاح، منذ تعيينه محافظا للمحافظة حاول بكل الطرق تمكين الاخوان من حكم المحافظة.
بن عديو الذي يعود الى قبيلة "القميشي" ومنذ ما بعد انسحاب قوات النخبة شرع في تمكين الاخوان في المحافظة حيث قام بتعيينات كبيرة مؤخرا كانت جميعها لأعضاء في حزب الاصلاح وفي مناصب هامة في المحافظة.
عمل بن عديو على تمكين جماعته الاخوانية متناسيا تقديم ابسط الخدمات للمحافظة الغنية بالثروات.
بحسب سكان في محافظة شبوة لم تستطع سلطة بن عديو توفير الكهرباء للمحافظة ودعم مؤسسة الكهرباء التي تنهار والتي تصل الانقطاعات في عاصمة المحافظة عتق الى كثر من 15 ساعة في اليوم والليلة.
فشل خدماتي ليس له مثيل للسطلة المحلية وكأن عملها الذي جاءت له هو تمكين الاخوان وترك الامور تسير الى الأسوأ.

الإرهاب يعود مجددا
لسنوات عدة ومنذ حرب صيف 1994 ظل الارهاب الشمالي ينخر جسد محافظة شبوة والمحافظات الجنوبية حتى منّ الله على المحافظة بقوات النخبة الشبوانية التي تمكنت من دحر العناصر المتطرفة وبمساندة من دولة الامارات العربية المتحدة.
عانت المحافظة من الإرهاب كثيرا وسقط المئات من قياداتها كما هو الحال في المحافظات الجنوبية الاخرى على ايدي عناصر الشر الإرهابية وأعلنت الجماعات المتطرفة إمارات اسلامية في محافظة شبوة وخاصة مدينة عزان حين كانت المحافظة تحت سلطة صالح والاخوان.
تمكنت قوات النخبة وبتضحيات جسيمة من دحر العناصر الارهابية وقتل وأسر العشرات منهم حتى حل الأمن والأمان في المحافظة.
يقول ابناء محافظة شبوة ان تجربة النخبة كانت افضل تجربة عاشتها المحافظة طوال العقود الماضية.
رحلت النخبة منذ 4 اشهر فحل الارهاب بديلا لها وقتل ونكل بأبناء المحافظة دون اي تحرك للقوات الامنية التي تدعي بأنها تسيطر على المحافظة في الوقت الراهن.
حصد الارهاب ارواح عدد من افراد النخبة في مديريات المحافظة دون غيرهم وهذا ما اثار الاستغراب لدى ابناء المحافظة حول استهداف جنود النخبة وترك القوات الاخرى.
يقول مواطنون في محافظة شبوة ان العناصر الارهابية عادت مجددا الى المحافظة وشوهدت وهي تجوب الشوارع بالأطقم وبعشرات المسلحين بعد ان دُحرت الى محافظات مارب والبيضاء.
عادت التنظيمات الارهابية الى مناطق محافظة شبوة مع دخول قوات الاخوان وشارك- بحسب سكان محليين في المحافظة- عناصر من تنظيم القاعدة في معارك عتق ضد قوات النخبة مما يؤكد واحدية الهدف الإخواني الإرهابي لإسقاط المحافظة والسيطرة عليها مجددا.

المظاهر المسلحة والاقتتال القبلي
خلال سنوات تأمين النخبة لمحافظة شبوة انهت القوة المشكلة من ابناء المحافظة ظاهرة حمل السلاح وانتهت الى جانبها واحدة من اهم مشاكل المجتمع الشبواني وهي ظاهرة الثأر القبلي.
خلال حكم النخبة شعر المواطنون بعودة هيبة الدولة ونظامها الذي غاب عنهم منذ دخول القوات الشمالية خلال حرب صيف 1994.
فرضت قوات النخبة قرار منع حمل السلاح في المدن وتفاعل الشارع الشبواني مع القرار وعاشت المحافظة عامين هما الأكثر أمنا واستقرارا في العقود الاخيرة.
تمكنت النخبة من الحد من ظاهرة الاقتتال القبلي الذي لم يتوقف طوال 30 عاما وكانت صنعاء احد ابرز داعميه وعادت المحاكم للفصل بين المتنازعين وحل كافة مشاكلهم.
عقب دخول قوات الاخوان مجددا الى المحافظة عادت الظواهر السلبية هذه الى المحافظة حتى وصلت الى العاصمة عتق.
منذ اسابيع لم تتوقف الاشتباكات بين قبائل ال دبيان وال احمد بن طالب في محيط العاصمة عتق دون اي تدخل للقوات المتواجدة في المدينة ما جعل المواطنين يتحسرون على حكم النخبة التي كانت تتدخل لفض الاشتباك بين كافة القبائل حتى تمكن من وقف كافة النزاعات القبلية.
بحسب المواطنين في العاصمة عتق فقد عادت المظاهر المسلحة واطلاق النار العشوائي وفي الاعراس والمناسبات الى المدينة عقب توقف دام عامين.
ويأمل الشارع الشبواني بتنفيذ اتفاق الرياض الذي نص على عودة قوات النخبة لتأمين المحافظة وخروج كافة القوات التي دخلت الى المحافظة مؤخرا.